الموضوع: وتستمر الحياة
عرض مشاركة واحدة
قديم 28/09/2006   #39
صبيّة و ست الصبايا فلسطينية الشتات
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ فلسطينية الشتات
فلسطينية الشتات is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
مخيم لاجئين، في ارض الشتات
مشاركات:
328

افتراضي أبناء المرحلة


مريت بالشوارع ... شوارع القدس العتيقة... قدام الدكاكين اللي بقيت من فلسطين
حكينا سوا الخبرية ... وعطيوني مزهرية للناس الناطرين....


أبناء المرحلة


في كل صباح تراهم يمرون، تحفظ الوجوه دون الأسماء، يمرون مع كل إطلالة شمس، وزغردة عصفور، يمرون ولا تدري: يعودون؟ أم تراهم يذهبون ولا يعودون؟، ويكون الجواب في اليوم التالي، حين تراهم يمرون من جديد، يسابقون الهواء والطيور، يتمايلون كما تتمايل وريقات الشجر، يحملون الأمل في عيونهم والحب في قلوبهم، رغم جراح الحزن التي حفرت طريقها في مسامات وجوههم الغضة، رغم عذابات الجوع والحرمان، رغم سني عمرهم العشرة.

يمرون كما مرَّ المئات قبلهم، وما زالوا يمرون، عمر قضيتنا هو عمر المرور، إلا أنه مرور غريب لا يمر إلا ليعود، فمن مروا ما زالوا يعودون ومن يمرون الآن لا بد لهم وأن يعودوا، سنين العمر تمر أيضا ولكنها لا تعود، إنما تحمل أمل العودة، ما زلت أراهم!!! سنوات مرت وما زلت أرى الوجوه نفسها: تكبر لكنها ما تلبث إلا وتصغر من جديد محملة بأمل أكبر وحب أعظم، ألا يكبرون؟؟!!! أيعقل أن يتوقف الزمان عندهم؟؟!!!!!

إن الزمان لم يتوقف، والصغار قد كبروا، ومن بعدهم جاء صغار آخرون، يحملون معاناة الأرض كاملة، وقهر الأجيال قاطبة، ولكنهم برغم قهرهم يبتسمون!!!، فالأمل عظيم، والمستقبل قريب، والغد لا بد قادم، فالأمس كان يوماً ما غداً، واليوم كان للأمس غداً، وغداً لا بد وأن يكون له غد آخر، فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة.

أطفال مخيم البقعة، أبناء القهر والتشرد، تجرعوا معنى الوطن مع كل ذرة خبز، مع كل جرعة ماء يشربونها، فهنا في مخيمهم الصامد، هم أبناء فلسطين!!!، حملوا هويتهم بين أيديهم، كرت المؤن، ينادون بلادي، وفلسطين داري... وأرض انتصاري... ولحناً شجياً على شفتيا... وجوه غريبة في أرضي السليبة... فلسطين داري وأرض انتصاري، هكذا علمهم من مرًّ قبلهم، لم يروا فلسطين، ولكنهم عشقوها، ولد عشقها لحظة ولادتهم، كلما كبروا كبر معهم وتأصل في وجدانهم، يحلمون بالعودة، ويسألون متى نعود؟؟؟ لا بد وأن نعود، فهذي أرضنا رغم ما زعموا، ويزعمون، فلا بديل ولا تبديل، الوطن هو الوطن، فكيف ننظر للمستقبل إن نحن فرطنا في الماضي، وكيف نعيش الحاضر ونحن ندرك استحالة المستقبل؟؟؟، نعود ونصرخ ملئ الكرة الأرضية، فلسطين لن ننساكِ.

وهكذا تمر الأيام وتتجدد بحلوها ومرها، بقهرها وعطائها، فنحن وهم وأنتم، كلنا أبناء المرحلة نتجدد بتجددها، وننطلق بانطلاقتها، فمن تحت الأنقاض تفجرنا، ومن بين الخيام نهضوا، والآن من بين الزقاق استمروا. جيل النهضة، الجيل الصارخ بكلمة: لا!! جيل العودة، جيل يتبع جيل، لا يعترف بغير الأرض العربية، يتجرع غصة البعد ليردد من بعدها ألحان العودة.


فعلى أمل اللقاء وثقة أكبر بالعودة، تتجدد الأيام، وتكبر معها الأجيال، عسى أن نظل على الوعد، ونعيش لنرى المستقبل المشرق.

من رحم الأرض، ومن عشق الوطن، من شعب عشق الحرية فمات لأجلها، من هنا، من بين ألواح الزينكو، وجدران الطين، من حارات مخيم البقعة أقول لكم: نعيش بالأمل، ومن أمل الأطفال نصنع الحياة، فهم عشق الأرض، وأنتم رويتموها، فبكم وبنا يتجدد الانتماء، وبصمودكم ينتعش صمودنا، فنحن بكم نتحدى، ولأجلكم نواصل، فما بيدنا إلا أن نقول:

لاجئون اسمنا في دفتر التاريخ،
نقبع تحت سقوف الزينكو،
ونحمل كرت المؤن هويتنا،
نعيش الفقر ونفخر بالوطن،
نرفض التعويض والتوطين،
يعيش الوطن في قلوبنا،
تغذيه دماؤنا ويكبر فيه عشقنا،
فنحن كنا وما زلنا ولا سنبقى أبناء المرحلة،
لا ولن نرضى إلا بالعودة أو أن نموت في سبيلها،
فمن أجلك يا وطني عشقنا الحياة وبك تجددت آمالنا،
إلى أن نلتقي لك من مخيم البقعة كل الحب والوفاء.

ساعة الرمل لا تحب الاستلاب
كلما أفرغها الوقت من الروح
استعادت روحها بالانقلاب

*********

لم يكن الفن يوماً إلا جزءاً
من الكبرياء القومي عند الشعوب
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06633 seconds with 11 queries