إن الإختلاف بين الطوائف الإسلامية ليس إختلافا (صغيرا) ولا سهلا .. لكي يجاوب عليه منفصلا..
لدي بحث (عن التأويل وتطور مفهومه في اللغة والنص الادبي والديني) يتطرق الى ثلاث طوائف وهم (الشيعة) و (أهل السنة) و ( الصوفية) سأحاول أن أنزله لكي كملف لكي يعينك بعض الشئ في هذا الموضوع .. ولكن يمكن أن أختصر لك الصراع (من وجهة نظري الخاصة)..
إن الصراع بين الطوائف المسلمة (كطوائف لها تعبيرها الاصطلاحي) بدأ بعد ما يسمى في التاريخ الاسلامي ب(الفتنة الكبرى) فنشأت طائفة تسمى بالخوارج.. وهم من خرج على علي بن ابي طالب رضي الله عنه .. وبمقابلها نشأت طائفة تنتصر لعلي سميت بالشيعة .. ومن لم يقبلا هذا ولا ذاك سموا أنفسهم بأهل السنة (ولكن الملاحظ أن أهل السنة كطائفة هم من وافقوا معاوية ودانوا له بالسلطان) سواء ان كان ذلك رغبة منهم او رهبة ....
هذه الطوائف الثلاث بعد ان هدأت الخرب ووضعت أوزارها نشأت طائفة رابعة تدعى (المعتزلة) وهؤلاء كانوا بارعين في علم الكلام .. ورئيس طائفتهم كان من التابعين (الصالحين ) وهو (واصل بعطاء الله التابعي وصاحب الحسن البصري (شيخ التابعين) ..
هذه الطوائف الاربعة .. وهي جميعها بلا إستثناء وجد فيها الغلاة كما وجد فيها (المعتدلين) فهنام من الغلاة من يكفر الشيعة كلهم وهناك من الشيعة من يكفر اهل السنة .. ولك وجدت طائفتان فقط بعيدا عن الشد والجذب.. وهما (الخوارج) إذ أنهم يكفرون الجميع وهذا يقع من كل طوائفهم بلا إستثناء.. (والمعتزلة) إذ بعدوا عن منهج التكفير منذ البدء ولا يقولون به بإجماع كل طوائفهم)...
وهناك طائفة خامسة بعدت كل البعد عن الصراع إذ أنها لا تنتهج (سياسة) الحرب .. وتبعد عن السلطان .. وعرفت بزهدها فيه .. ورغم هذا لاقت ما لاقت من كل الطوائف من قتل وتعذيب وتنكيل .. وهم (الصوفية) .. وهذه الطائفة لا تقر الحرب ولا أسلوب العنف.. وترفض السلطة .. وترى أن الدين عبادة خالصة لله فهربوا الى الفلوات (شأنهم شأن التصوف المسيحي ) ويمكنك أن تقارني بينهم وبين التصوف في المسيحية فستجدي أن كل شئ ينطبق عليهم .. ولقد كتب إبن عربي (الصوفي) أبياتا هي قمة السماحة واليك نصها:
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي إذ لم يكن ديني إلى دينه داني
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة فمرعى لغزلان وديراً لرهبان
وبيتاً لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنّى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني.
وهذا ما دفع الآخرين الى تكفيرهم تارة والى رميهم بالفسق والزندقة تارة أخرى والى إخراجهم من الدين وتالملة تارة ثالثة .. وهم على كل هذا صابرون لا يتضجرون ويعاملونهم كما قال المسيح:
( باركوا لاعنيكم، صلوا لأجل الذين يسيئون اليكم..)
(من ضربك على خدك الايمن فادر له الايسر) (من أخذ ردائك فأعطه قميصك)..
وكما قال القرآن(خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين) ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) (إدفع بالتي هي أحسن السيئة)
وكما قال محمد عليه الصلاة والسلام(وأن أعفو عمن ظلمني)
هذا هو نهج التصوف .. فمهما قيل عنهم فلا يستطيع قائل بأن يقول عنهم بأنهم كفروا أحدا أو آذوا أحدا أو قتلوا أحدا أو ضربوا أحدا أو سبوا أحدا.. فهذا لم يثبت عنهم في يوم من الايام .. حتى أن من يأخذ عليهم يأخذ عليه (على حد قوله ) سلبيتهم في التعامل مع الأعداء...
هذا ملخص (أرجو أن لا يكون مخلا) للطوائف ورأيي فيها
كما أن البحث المشار اليه اعلاه ستجدينه مرفقا مع الرد
حلم العالم ناس تتسالم
والبني آدم صافي النية
(حُمِّيد- شاعر سوداني)
|