عرض مشاركة واحدة
قديم 26/09/2006   #2
شب و شيخ الشباب skipy
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ skipy
skipy is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
660

افتراضي 2


تعاليم بوذا
DIE LEHRE BUDDHAS
Günter Langer
مقدّمة للطبعة الثانية:
كان من الضروري بعد الاهتمام الواسع الذي عرفه هذا الكتيّب الصغير تقديم طبعة ثانية منه، تُعزّز بفصل يتضمّن مصطلحات بوذيّة مختارة، والتي تؤطّر صورة تعاليم بوذا. ونحن نأمل أن تساعد في تحفيز الفهم والإحساس بهذه الديانة العالميّة العظيمة، كما نصوّرها هنا بهذه الطريقة المضغوطة والمبسّطة الى الحدّ الأقصى.
غونتر لانغر.
مقدّمة للطبعة الأولى:
الكتب الموجودة في المكتبات، البرامج التي تقدّمها الكليّات المسائية للبالغين، التقارير المصوّرة في الأسبوعيّات والمجلاّت، كل ذلك يعكس اهتمام أولئك الذين يعيشون في العالم الغربي، بالبوذيّة. وقد كان للزيادة الثابتة في السياحة إلى الشرق الأقصى أثرها أيضاً.
يمكن للمرء الافتراض أن عدداً معقولاً من الناس في بلدنا [ألمانيا] يمتلكون فكرة لا بأس بها عن عادة التأمل المتبعة في الشرق أو أن لديهم فكرة ما عن الأخلاق العالية للديانة البوذيّة. إنهم يُفتنون بالنشوى التي يصادفونها وتحتكرهم جاذبيّة عالم غريب، مختلف. وحين يسافر المرء إلى دولة في الشرق الأدنى للمرّة الأولى، لا يستطيع أن ينسى أبداً الانطباعات الرائعة التي تخلقها الشيديز [أو الباغودات؛ وهي معابد متعددة الأدوار] الذهبيّة المتلألئة، الرائحة الطيّبة للسويتستيكز [قصبة مغطّاة بمعجون مصنوع من غبار خشب طيب الرائحة أو أسطوانة تصنع بكاملها من المعجون إياه؛ وهي تدفن من قبل الصينيين أمام أحد الثماثيل التي تعبد] والصور المألوفة للرهبان بأثوابهم زعفرانيّة اللون يمشون مواكباً عبر الشوارع.
ما هي السمات البارزة – ببضع كلمات محكمة – لتعاليم بوذا؟ ما الذي تشبهه الديانة الفعليّة في أعرافها؟ وإذا ما تكلّمنا باختصار: ما هي المعرفة الأساسيّة التي يجب على المرء امتلاكها إذا ما أراد السفر عبر العالم البوذي؟ يستطيع المرء القول بحسم ودون مبالغة إن الدين هو الداعم الرئيس للمجتمع في أقطار عديدة حتى في أيامنا هذه.
الدكتور غونتر لانغر، القنصل العام الفخري لمملكة تايلند في فرانكفورت، كتب هذا المنشور، بعنوان "محاولة لصنع الخطوط الأساسيّة المفهومة للجميع بسهولة"، وملأ بطريقة مفيدة فجوة كانت قائمة. لقد تدبّر أمره في تقديم صورة "لديانة المستنير [بوذا]" بطريقة واضحة ووافية بالغرض. المحتويات توحي بأن المسافر يمكنه قراءة النص أثناء سفره إلى الشرق الأقصى. النص يبعث على السرور أيضاً في قراءته، ليس فقط لأن كاتبه شخص مثقف، بل لأنه يتحدّث أيضاً من القلب مباشرة ويدعوك لتماس مبهج مع شعب العالم البوذي.
فولف ميتس.

مدخل:
لقد أدّى النمو الثابت للسياحة وزيادة تماس العمل وفعاليّات الأعمال إلى تقليص المسافات، فازداد قرب أجزاء العالم المختلفة من بعضها بعضاً. الناس والثقافات يلتقون الواحد بالآخر ومن ثم فالفهم التبادلي صار ضرورة مطلقة. إذا كان المرء مقيماً كضيف أو إذا كانت لديه التزامات تتعلّق بالعمل، فإن معرفة طريقة الحياة والعقليّة، اللتين غالباً ما يشكلّهما الدين بطريقة راديكاليّة وجوهريّة، شرط أساسي لاختبار أسلوب حياة البلد.
لا يهدف هذا النص القصير أن يضيف شيئاً إلى الكم الكبير من النصوص الأدبيّة المتعلّقة بالبوذيّة – هذا سيكون نوعاً من الادعاء الوقح. لكنه سيحاول تفسير العلاقات للناس العاديين طامحاً إلى توضيح المفاهيم والسمات الأساسيّة لهذه الديانة بنوع من أمل نهائي في إثارة الفضول وخلق الرغبة من أجل معرفة المزيد عن تعاليم بوذا من خلال ما يناسب ذلك من أدب. ومن الطبيعي إذن أن نفهم كون الوصف التالي لا يدعي الكمال. وأيّة محاولة لتقديم تمثيل موضوعي سوف تسمح لواحدنا أن ينساق داخل طرائق التأمل الذاتيّة.
لقد تمّ استخدام الدراسة الممتازة التي قدّمها الدكتور Wulf Metz ، التي حملت عنوان "ديانة المستنير – مقدّمة قصيرة للبوذيّة"، التي نشرتها جمعيّة التاي الألمانيّة في بون، مع المصادر المستشهد بها في البيبلوغرافيا، كأساس في المحاولة التالية لتقديم صورة مبسّطة للبوذيّة. ونحن ندين بشكل خاص للدكتور فولف ميتس، مؤلّف المقدّمة، والدكتور هانس كريستيان لانكس، السفير الألماني السابق، الذي كان يقدّم نصائح حاسمة وقيّمة في كلّ مرة كنا نطلب منه ذلك.
سيذارتا غاوتاما بوذا:
حين يشار إلى بوذا في هذه المقالة، فنحن إنما نشير بذلك حصريّاً إلى سيذارتا غاوتاما، الذي يعتبر مؤسّس البوذيّة. أما مصطلح "بوذا" فيعني في هذا السياق "المستنير". ومن أجل تجنب إساءات الفهم منذ البداية تماماً، لا بدّ من لفت الانتباه إلى حقيقة أن بوذا ليس الله ولا كائناً يشبه الله. وبحسب المفهوم البوذي، فهذا البوذا، غاوتاما بوذا، سبقه بوذايات آخرون وسيتبعه بوذايات آخرون. وهذا يُظهر بوضوح أن بوذا لا يمكن أن يقوم بوظيفة الفادي، لكنه يمهّد الطريق نحو الفداء والخلاص.
ولد سيذارتا غاوتاما من أحد الملوك عام 560 ق.م. تقريباً. في سنواته الأخيرة ترك زوجه وابنه كي يستعفي من السعادة الأرضيّة بالكامل وكي يحرز الحريّة الكاملة. وأخضع غاوتاما ذاته لنظام نسكي صارم في طلبه لهذه الحريّة دون أن يقرّبه ذلك من هدفه. بعد أن أشاح بوجهه عن النسكيّة، بتصميم لم يفشل قط، أحرز أخيراً الاستنارة التي طالما تاق إليها، والتي أعطته تبصّراته الأولى في "الحقائق الأربع النبيلة". إدراكه الثاني كان أنه وجد مرّات عديدة على الأرض. كما صار واعياً ثالثاً لدورة التناسخ وحقيقة أن طبيعة الحياة الجديدة هي نتيجة المآثر والأعمال في الحياة التي سبقتها، أي، مفهوم "الكارما". وطوّر بوذا تعاليمه من هذه الاستنارة لكنه تردّد في إعطائها للآخرين، فقد كان يؤمن أن البشريّة غير ناضجة بما يكفي لهذه الرسالة التي تتطلّب الكثير. وبعد تردّد كثير، أجبر ذاته على نشر تعاليمه ومعرفته، وما أن أخذ الرهبان ذلك، حتى انطلق "دولاب الحقيقة". وبهذه الطريقة، تمّ تأسيس أخوية الرهبان البوذيين، التي تسمّى بالسانغا. وكان لتأسيس السانغا أهميّة استثنائيّة، إذ أنها قطعت العلاقة بالكامل مع نظام الطبقات الهندوسي التقليدي. ففي السانغا لا توجد فروقات في المراتب الاجتماعيّة. وكلّ مؤمن يستطيع نشد الخلاص. رغم هذا، فالمستنير [بوذا] لم يكن راغباً بتأسيس ديانة للجميع. لكنه بالمقابل كان يبحث عن التزام من الفرد، وهو ما لا يستطيع القيام به غير القلّة القليلة.
لم تكن عند بوذا على الإطلاق أية أهداف اجتماعيّة أو سياسيّة وهو ينشر تعاليمه. فقد كانت أعماله وأفعاله موجهة بالكامل نحو المسائل الدينيّة، رغم أنه كان لتعاليمه لاحقاً آثار سياسيّة واجتماعيّة بالطبع. لقد كان الأقوياء في هذا العالم منتقدين بعنف، مع أنه لم تكن لذلك – وهذا هام – أية مرام اجتماعيّة، لكن لأن الملوك والأمراء كانوا نماذج جيّدة للجشع والتسلّط. من هنا، كان هدفه تقديم تعريف واضح لمفاهيم مثل الجشع، التسلّط، إلخ.، عن طريق استخدام أمثلة عينيّة.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03675 seconds with 10 queries