الرئيس الأسد : يستحيل منع تسلح حزب الله
آمال السلام قد تتغيّر وتصبح الحرب خياراً وحيداً
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، أنه سيكون من المستحيل منع وصول الأسلحة إلى حزب الله بسبب ما يتمتع به من تأييد شعبي قوي.
وحمل سياسة واشنطن في العراق وفلسطين وأفغانستان مسؤولية الهجوم الذي شنه أربعة سوريين على السفارة الاميركية في دمشق في 12 أيلول الحالي، مستبعدا أن يتم اتهام دمشق في تقرير المحقق الدولي سيرج برامرتز.
وأشار الأسد، في مقابلة مع مجلة در شبيغل نشرت أمس، الى ان آماله تجاه السلام قد تتغير وتصبح الحرب الخيار الوحيد المتاح. واقترح إقامة نظام علماني في العراق يحدده العراقيون، معتبرا ان من جاء على الدبابات لا يصلح للحكم.
وقال الأسد من الواضح للجميع أن الوضع الحالي من حرب وصراع وعدم استقرار (في المنطقة) لم يعد مقبولا. الآن، دخلت أميركا في الصورة، لأنها فقط الوحيدة القادرة على أن تكون الوسيط الأساسي في السلام في الشرق الأوسط. كما أن السياسة الأوروبية الخارجية تكبر. نحن لا نريد دورا معينا للأوروبيين. نتوقع منهم أن يعملوا مع الاميركيين للتوصل إلى السلام على أساس رؤية، على أميركا أن تطورها.
وعن دور دمشق في السلام في المنطقة، قال الأسد لا يمكن أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط من دون سوريا. إن الصراع اللبناني والفلسطيني لا ينفكان عن سوريا... لهذا فإن سوريا مصممة على التوصل إلى سلام شامل.وعن رؤيته لمهمة البحرية الألمانية التي ستبدأ قريبا دورياتها لمنع وصول السلاح إلى حزب الله، قال الأسد إن هذا يعتمد على المهمة. من المفترض أن تمنع ألمانيا الأسلحة إلى حزب الله. علمنا التاريخ انه لا يمكن لأحد منع مجموعة مقاومة من التسلح عندما يكون هناك دعم شعبي لها.
وردا على سؤال قال الأسد ما دام الدعم الشعبي لحزب الله بهذه الصورة القوية التي نراها اليوم، نعم، فهذه المهمة مستحيلة. إن الغالبية هنا ترى أن المقاومة ضد إسرائيل مشروعة. وأنا انصح الأوروبيين: لا تضيعوا وقتكم وابحثوا عن اصل المشكلة.
وأوضح الأسد، ردا على سؤال إذا كانت دمشق تدعم حزب الله بالسلاح، انه كمنظمة مقاومة، فإن لحزب الله الحق بتسليح نفسه، ولديهم أسلحة أكثر مما يحتاجون. في سوريا، لا يمكن أن نجعل أنفسنا هدفا لهجوم إسرائيلي عبر نقل السلاح (للحزب). نحن ندعم حزب الله عبر المساعدة في إعادة بناء لبنان أو فتح جامعاتنا لطلابه.
وجدد الأسد نفيه أي علاقة لسوريا باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقال من المؤسف أن المحقق الدولي الألماني ديتليف ميليس اتهمنا بأننا وراء الهجوم، إلا انه لم يقدم دليلا ماديا.
وعن أن خليفة ميليس، سيرج برامرتز سيقدم تقريره قريبا، أشار الأسد إلى اننا غير قلقين. بماذا يمكن ان يتهمنا احد؟، الامر الوحيد الذي نعرفه انه كان هجوما انتحاريا، شبيها بالهجوم على السفارة الاميركية في دمشق. لا نعرف اذا كان هناك شيء كبير خلف هذه الجريمة.
وحول ما اذا كان يعرف الدافع الخفي للهجوم على السفارة الاميركية في دمشق، قال الاسد كان اعتداء ارهابيا، وهو امر لا يعني شيئا بحد ذاته. ورأى ان الارهاب اليوم هو وضع ذهني، يتخذ في لحظة ما شكل ثأر، على علاقة بالجهل من جهة وبالضياع حيال الوضع السياسي من جهة اخرى. وأضاف هذا ما كان على ما يبدو الدافع الخفي لهذا الاعتداء: رد فعل على السياسة الاميركية في العراق وفلسطين وأفغانستان.
وحول السبب الذي يجعله يرى أن الولايات المتحدة مسؤولة عن الهجوم، قال الأسد لأنهم يساهمون في مشاعر اليأس هنا وفي إسكات الحوار بين الثقافات. وأوضح أن البيانات التي عثر عليها على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمهاجمين والمعلومات التي تم جمعها عنهم تشير إلى أنهم كانوا شبانا منعزلين ومؤيدين للقاعدة من ضواحي دمشق، وكانوا يطلقون على (زعيم تنظيم القاعدة) أسامة بن لادن أسد الإسلام.
وردا على سؤال عما ينبغي ان يحدث ليحصل تقارب بين الولايات المتحدة وسوريا، قال الاسد على الولايات المتحدة ان تنصت وتستمع الى ما يريده الآخرون. لكن الحكومة الاميركية لا تكترث لذلك. ان الارهاب ينتشر بدل ان يتراجع. كلانا يعاني منه، والولايات المتحدة لا تريد رغم كل شيء التعاون معنا.
وعندما قيل له ان الامور كانت مختلفة بعد هجمات 11 ايلول، رد الاسد نعم، وقد كتبت رسالة الى الرئيس (جورج) بوش، وعرضت تعاونا اكبر حيال الامن. لقد سار الامن لفترة، ومعا أنقذنا أرواح الكثير من الأميركيين. بعد ذلك ظهرت حرب العراق وبدأت أميركا في ارتكاب الكثير من الأخطاء، وتوقف تعاوننا.
وعن العراق، قال الأسد إنه ابلغ الاميركيين بأنهم سيفوزون في الحرب، لكن في ما بعد سيغرقون في مستنقعه. وأضاف اتضح أن الأمر أسوأ مما كنت أتوقع. وشدد على ان العراق يحتاج الى سلطة مركزية قوية يترك للعراقيين تقرير شكلها. يمكن ان تكون سلطة علمانية... ان اولئك الذين جاؤوا على دبابات اميركية غير جديرين بالثقة في العراق.
وعن دعوة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى محو اسرائيل عن الخريطة، اوضح الاسد انه لا يقول انه يجب ان تمحى عن الخريطة. نريد السلام مع اسرائيل، الا انه اوضح لكن رأيي الشخصي وآمالي تجاه السلام قد تتغير ذات يوم. وإذا تلاشى هذا الامل فربما تكون الحرب فعلا هي الحل الوحيد.
واشنطن بوست
وتحت عنوان وهم في دمشق، شنت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها، امس، هجوما على الاسد الذي يعتبر انه فاز من حرب لبنان، مرجحة ان تفجر سوريا جولة جديدة من الصراع المسلح (في المنطقة) في المستقبل القريب، مستشهدة برفض الاسد العلني لقرار مجلس الامن الدولي (1701) الذي انهى الحرب.
وأضافت الصحيفة ان الاسد أدان نشر قوات اوروبية كجزء من القوات الدولية؛ لقد وصفها الاسبوع الماضي بأنها خطة غربية لتقسيم العالم العربي. وبالتحديد اكثر، لقد هدد بأن أي انتشار للقوة على الحدود اللبنانية السورية سيعامل من قبل دمشق بالعمل العدائي.
وتابعت الصحيفة ان تهديد الاسد نجح في ردع الحكومات الغربية واللبنانية من اتخاذ خطوات جدية لوقف مرور الاسلحة والمتفجرات من سوريا الى لبنان.