لها تُسْلكُ الدمعُ والسَكَتَاتِ بكل خيوط الزمان
عقوداً لفِتْيَتِها ، للمُحَيَّى الأبيِّ
لقامتها إذ تشحُ الظلال تمد ظلال
للصغار أريجهم الأبدي ينبههم
يرفعون الظلام يعيدون حزن أصابع قد قطعت
يرسمون غداً مترعاً بالسلاح
وداسوا على علم الاحتلال
لا تَسَلْنِي : وكيف الأصابع مقطوعة تتحدى؟!
أجيبك لا يعرفون المحال !
رسموا للتقصي الذي لا يجيء
خرائط للجرح، للشهداء، لمستقبل يرجعون الحقول إليه
ينامون في ظل زيتونة إذ يفيض النهار سلاماً
ولم يأتِ بعد التقصي
أيحتاج دمٌ بهذا الوضوح تقصٍ ؟!
وتبقى الخرائط مفتوحة، والحسابات مفتوحة، والسؤال
نفضوا يدهم
رسموا لجنة للتقصي بلا شرفٍ
من جميع جوانبها عملةٌ بائرة
لها العار أيامنا
شمّرتْ عن حديد وتهربُ وهي تغطي على عورتيها
فأطفالنا ربّعوا الدائرة
ألا يخجل الجبناء البراذين
يختزنون السلاح
وشعب يقارع دبابة بعد أخرى بحدٍ الأظافرِ
يا أمة الصبر هُبي انهضي
ادعسي ما يُسمى الموازين
إن حكوماتنا تتناطح إذ لا نطاح
فإن نملةٌ ضرطت من بعيد تغوص قرونهم في العقول
فثور خنيث وثور خبيث وآخر في الحرب صفر له خصيتان
يُرَقِص أردافه كلما قرع الطبل في طرطرة
شربوا دمنا بالتذاذ الخنازير
داسوا الحياة واستباحوا الصلاة
ولم يتركوا منزلا نسفوا ما بناه الزمان الجميل
وأدموا هواء الربيع
يرجون رباً بتوراتهم يقطع الغيث عنا
للسنونو أتى الصيف
أتى القيض لم تلقَ ظل البيوت
فظلت تدور شريطاً من الذكرياتِ
بَنَتْ في الخراب المضمخ بالأمس عشاً
على نمط الدورِ في الناصرة
هنا كان ملعب للفقراء الصغار
لهم كرةٌ من بقايا الثياب
وكان هنا هدف من خيالٍ وحارسُ مرمى
يصد الهجوم الجميل ..
يُشَمّر عن سنِّه العاشرة
وجاء الهجوم القبيح
فثبّتَ في الأرض أقدامه
ردّ سيل كراتٍ من النار ثُمّ اختفى
انظروا للفراغ الجميل هناك
غدا الآن حارس مرمى البلاد
إذا أحضروا همج الأرض من كل دربٍ وصوبِ وشنوا الهجوم
يَشُنُّ الهجوم المعاكس بالآخرة
فأقوى السلاح هو الآخرة
ساعة الرمل لا تحب الاستلاب
كلما أفرغها الوقت من الروح
استعادت روحها بالانقلاب
*********
لم يكن الفن يوماً إلا جزءاً
من الكبرياء القومي عند الشعوب
|