[الحق احق ان يتبع]

إن كنت حاججتك بالقرآن فلن تقتنع لأنك لا تؤمن به، وإن حاججتني بالإنجيل فلن أقتنع لأني أعتبره محرف.
إذا دعنا نرجع للعقل، وكل واحد منا يفكر ويحكم بعقله، لأن العقول تميز بين الأشياء.

سؤالي: هل المسيح صلب؟ ستقول لي نعم ليفدي البشرية من خطئية أبيهم آدم، سأقول لك: هل عندما كان المسيح مصلوبا قبل أن تخرج روحه في تلك اللحظة هل كان إله بلاهوته؟ وإذا قلت لي نعم ولكن جسده إنسان عادي وروحه إلهية، سأقول لك: هل من المعقول أن تكون الروح الإلهية المعلقة مع الجسد البشري في تلك الحالة الرذيلة؟! وإذا قلت لي هذه عملية فدائية لإنقاذ البشرية من الخطئية، سأقول لك: لماذا لم يرسل الله إليهم بشر مثلهم ـ بحكم أنهم بشر مثله ـ يقتلونه ويفديهم من الخطئية؟ وإذا قلت لي إن البشر مخطؤون فكيف يفديهم بشر مثلهم؟ سأقول لك: إن جريمة قتل ابن الله المكرم والكامل من كل وجه ـ ليفدي البشر الأذلة الذين يستحقون العذاب بسبب خطئية أبيهم آدم ـ أعظم من قتل بشر مثلهم ليفديهم، أليس كذلك!
ثم إذا كانت هذه العملية الفدائية تكفر خطيئة البشر الذين قبل عيسى وبعد عيسى، فهل معنى هذا أن البشر بعد عيسى والآن لا يخطؤون؟ وإذا قلت لي بلا يخطؤون ولكن خطيئة آدم أعظم من خطاياهم، سأقول لك: إن الإلحاد اليوم وعدم إثبات وجود الله أعظم جرما وخطرا وخطئية ممن يثبت وجود الله بل ويحب الله ولكن عصاه، وثم ما فائدة العملية الفدائية إذا كان البشر اليوم يخطؤون بعدها، بل إن خطيئتك التي فعلتها ذنبها أعظم من ذنب أبيك لأنك لم ترتكب ذنب أبيك، أليس كذلك! ثم إذا كان عيسى بشر بجسده ولكنه إله بروحه، هل من المعقول أن تتكون روح ابن الله العظيم الكبير الذي لا يحيطه شيئ بجسد بشري ضعيف وصغير؟! وإذا قلت لي الله قادر على كل شيء، سأقول لك: وهل من المعقول أن الله يرسل روح ابنه إلى رحم امراءة ويتخبط بين دمائها وأحشائها بلا نزاهة؟! أليس الله منزه عن ذلك؟! أما يدعو ذلك إلى التفكير ؟!