ذكرت أن الأنبياء ـ عليهم السلام ـ على بشر وعباقرة لا أكثر ولا أقل، ومنهم من كان على وتر السحر ومنهم من كان على وتر الحكمة ومنهم من كان على وتر الفصاحة والشعر.
أولا:
إن الأنبياء بشر لأنهم مرسولون إلى بشر، ولكن لو لاحظت إلى هدفهم الوحيد والذي هم مرسولون لأجله هو:
عبادة الله وحدة وترك عبادة غيره.
ثم إن صالح عليه السلام تحداه قومه أن يأتي بناقة كبيرة ووصفوها بأوصاف للتعجيز وليس للتصديق، ثم دعا صالح ربه فخرجت لهم ناقة على وصفهم وكما يريدون.
بالله عليك هذ هذه لعبة أم سحر وشعوذة أم ماذا؟!!
ثم إن موسى عليه السلام:
لم كان من فرعون من جبروت وتكبر وعنجهية ودعوة الإلهية لنفسه، وكان في وقته انتشار السحر، فأرسل الله إليه موسى عليه السلام ليأخذ بني إسرائيل الذين هم عبيد عنده، وأراه الآية الكبرى ( من تحول العصى إلى حية ، ووضع يديه إلى جيبه تخرج بيضاء )، فكذب وعصى و طغى وتحدى واستشار الملاء الذين عنده وقالوا : ( أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين . يأتوك بكل ساحر عليم )، تحدى فرعون موسى عليه السلام بالسحر، لأنه كان يظن أن موسى عليه السلام ساحر، فجاء السحرة وكانوا خائفين أن عمل موسى ليس بسحر،ولكن قالوا لفرعون : ( إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين . قال نعم وإنكم لمن المقربين )، وزادهم ذلك إصرارا على قبول التحدي، فقال لهم موسى ( ألقوا ما أنتم ملقون ) فإذا ( حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى )، وأوحى الله إليه أن ( وألق ما في يمينك ) فإذ بحية ضخمة كبيرة (تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى )، وهنا يتبين إذا كان موسى كاذب وأنه عبقري:
إذا كان عمل موسى سحر لما آمن السحرة لأنهم يعرفون أن السحر عمل شيطاني، وأن عصيهم التي رموها يرونها عصي ولكن الشياطين تسحر أعين الحاضرين، ويظن الحاضرين أنها أفاعي، ولذلك كان من السحرة أن ( وألقي السحرة ساجدين . قالوا آمنا برب العالمين . رب موسى وهارون )، وذلك لعلمهم أن عمل موسى ليس بسحر.
ثم إن محمد صلى الله عليه وسلم:
هناك علامات كثيرة تدل على نبوته،
أولها أنه أخبر بما حصل بالأمم السابقة، مع أنه لم يخرج من مكة إلى مرتين وفي تجارة وقريش معه.
ثانيها أنه صادق، بل كان أعداءه يشهدون بصقه
ثالثها أنه أمين، وكان أعداءه يأمنونه على حوائجهم
رابعها أنه أخبر بما يحدث في المستقبل، وحدث كثير منها، بل وحدث منها في زماننا الحاضر، ومن ذلك حديث الذبابة:
وذلك أنه قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا وقع الذباب في شرابكم فليغمسه فيه ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء ) وقد اكتشف الطب الحديث أن في أحد جناحي الذبابة جراثيم وفي الآخر دواء لتلك الجراثيم.
وأيضا قوله عليه الصلاة والسلام : ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليه ملكا ويؤمر بأربع كلمات ويقال له اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن الرجل منكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة )، ثم لو لاحظنا الأيام التي يتكون فيها الطفل 40 يوما نطفة ثم 40 يوما علقة ثم 40 مضغة، ثم ينفخ فيه الروح، لو حسبنا مجموعها لوجدناها 120 يوما، أي ما يعادل 4 شهور يتكون فيها الطفل، وقد اكتشف ذلك الطب الحديث.
وأيضا حادثة شق القمر، لما أنفلق القمر وكان نصفين رأته قريش وقالوا هذا سحر، ولكن لو كان هذا سحر ثم يؤثر إلى في الحاضرين، ولكن حادثة شق القمر رأوه من في الهند بل أرخوا به، ولو كان سحرا لما تأثر الهندي في بلده، والحداثة في مكة.
وهناك آيات كثيرة ما زال المكتشفون يكتشفونها في زماننا الحالي، وهي قد ذكرت في القرآن وفي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وبعد هذا أرى أن الأنبياء هم بشر ولكنهم بشر يوحى إليهم بوحي من السماء ليبلغوا دين الله عز وجل، وذلك لأن الناس انغمسوا في الفساد.
|