في زمن يعشق صرخة الصمت .. أنا من تحفر الأغلال في جلدي شكلا للوطن ..
المسلخ الدولي
......
قضيتنا وان عجنوا .. وان صعدوا .. وان نزلوا
لها شرح بسيط واحد .. حق
لم الهبل ؟
لماذا ألف تنظير
ويكثر حولها الجدل
قضيتنا لنا وطن
كما للناس في أوطانهم نزل
وأحباب .. وأنهار .. وأجداد ..
وكنا فيه أطفال .. وصبياناً
وبعض صار يكتهل
وهذا كل هذا الآن محتل ومعتقل
قضيتنا سنرجع أو سنفنى .. مثلما نفنى
ونقصف مثلما قصفوا .. ونقتل مثلما قتلوا
فإرهاب بعنف فوق ما الإرهاب ثوري
قضيتنا لنا أرض قد اغتصبت
وكنا عزلاً لا نعرف السوق البرجوازية في الدنيا
ولا ما تصنع الأموال والحيل
وطالبنا فكان قرار تقسيم
وطالبنا فصرنا لاجئين وخيمة
جعنا .. عرينا ..
ثم طالبنا فأصبح كل شبر مسلخاً
أما الآن لا طلبا ولكن
تحكم السكين .. تختزل
يميناً انه درب إلى حيفا
غداً يصل
تعافى جرحه من طهره وبدى سيندمل
ولكن نكأة ثغرته
حتى كاد يشتعل
فغص بدمعه مضضاً
وكابر حيث يحتمل
وعلل نفسه وتعلة
فيما انتهى محل
فما شيء كعشق ينتهي
لا يرتجى أمل
أعدله فينخذل .. وأخذله فيعتدل
تغلب طبعه عن ثابت فيه
وينتقل
فبعض عاشق يصحو
وبعض عاشق ثمل
وكاد لولا كاد
لا دبر ولا قبل
وأمسكه هوى لبلاده ما
بعده غزل
عراقي هواه وميزة فينا الهوى
خبل يدب العشق فينا في المهود
وتبدأ الرسل
ورغم تشردي
لا يعتريني بنخلة خجل
بلادي ما بها وسط
وأهلي ما بهم بخل
لقد أرضعت حب القدس
وأئتلقت منائرها بقلبي
قبل أن تبكي التي قد أرضعتني
وهي تحكي كيف ينتزع التراب الرب من قبضات من رحلوا
وتغتصب الذوائب ثم ترمى
فوق من قتلوا
وكيف مشت مجنزرة
على طفل .. وكيف مسيرها مهل
وكيف تداخلت شرفاتها بعموده الفقري في حقد ..
وصار اللحم في الشرفات ينتقل
فلم يسمع له صوت
وفي خديه ما زالت ظلال المهد والقبل
تغير صوت أمي
واعترى كلماتها الشلل
وقالت لي قضيتنا .. وغصت بالدموع
فقلت يا أمي : قضيتنا الدمار
أو التراب الرب
لا وسط ولا نحل
قبيل ذهابكم للمسلخ الدولي وفداً
أرسلوا السكين وفداً
قضيتنا سلام بالسلاح ...
فثم سلم حفرة
وسلامنا جبل
وأن العنف باب الأبجدية
في زمان عهره دول
قبيل ذهابكم للمسلخ الدولي وفداً
أرسلوا السكين وفداً
ينتهي الخلل ...
مظفر النواب