أن عبادة الشيطان ظاهرة قديمة سبقت ظهور الأديان السماوية الثلاثة. وفي القرن الرابع عشر (حين انتشر الطاعون في أوروبا وقتل ثلث سكانها) ارتد عدد كبير عن المسيحية وعبدوا الشيطان بدعوى أنه اغتصب مملكة السماء ,ومع هذا ظلت طوائف الشيطان في دائرة الظل حتى تم الاعتراف بها - لأول مرة - بشكل رسمي وعلني في الولايات المتحدة الأمريكية ففي عام 1966 تحولت أول كنيسة إلى عبادة الشيطان في سان فرانسيسكو تحت حماية قانون كاليفورنيا لحرية الأديان (الذي صدر في نفس العام). وقد أنشأها قس مرتد يدعى انطوان لافي ارتد عن النصرانية وادعى انه عقد اتفاقا مباشرا مع الشيطان لتبجيله وعبادته.
وفي السنوات التالية تشكلت أعداد أخرى من الكنائس «الإبليسية» التي تبجل الشيطان - أو تعتمد على مخالفة النصوص المسيحية المشهورة؛ فعلى سبيل المثال بدلا من «طوبى للضعفاء سيرثون الأرض» هناك «طوبى للأقوياء سيدمرون العالم» وبدلا ممن «ضربك على خدك الأيمن أدر له خدك الأيسر» هناك «من ضربك على خدك الأيمن حطم فكه الأيسر».. كما ألغت «التعاليم العشرة» وشجعت على ممارسة «الخطايا العشر» كالقتل والكذب والسرقة والاغتصاب..!.
٭ وبالإضافة للكنائس المنحرفة هناك معابد وثنية صرفة يحميها القانون (ظهر أولها بشيكاغو في نهاية الستينيات ويقدر عددها اليوم بالآلاف).. وهناك طوائف وجمعيات لا تحصى لممارسة السحر الأسود والشعوذة - أكبرها بزعامة امرأة تدعى سيجل ليبك تدعي أنها بالاصل ساحرة ولدت عام 1134 وحاليا يوجد في المدن الأمريكية مكتبات ومراكز متخصصة لتزويد الجمهور بما يحتاجونه لممارسة السحر وعبادة الشيطان والاتصال بالجان. فهناك مثلا محلات نيو ايجز التي تنتشر - كمحلات الهامبرغر - في كل مكان وتبيع كل ماله علاقة بالسحر والشعوذة وعبادة إبليس. ويعتبر المركز الميتافيزيقي في سان فرانسيسكو من أكبر المراكز المتخصصة في عبادة الشيطان ويحقق شهريا أكثر من 200,000 دولار نظير بيع وتأجير «المراجع الروحية» وبيع «لزوم العدة» من تعاويذ وأبخرة وأعشاب وكرات بلورية!.
ورغم أن الولايات المتحدة هي مهد الطوائف الشيطانية الحديثة إلا أن هذه الممارسات بدأت تزدهر علنا في دول أوروبية كثيرة. ففي إنجلترا مثلا هناك تسعة ملايين شخص ينتمون إلى كنائس الشيطان - ومثلهم تقريبا في ألمانيا وإيطاليا. وفي فرنسا هناك مجلة وبرنامج خاص لعبدة الشيطان تقدمه عرافة تدعى «مدام سولي». وفي سويسرا وإيطاليا والنمسا يمارس آلاف الأشخاص بانتظام ما يسمى بالقداس الأسود عند اكتمال البدر.. ومع انتشار شبكة الإنترنت فتحت أمام الطوائف الشيطانية نوافذ جديدة لبث تعاليمها حول العالم وصل تأثيرها الى بعض الدول العربية!!.
هون حفرنا .......... وهون طمرنا
|