عرض مشاركة واحدة
قديم 21/04/2005   #7
شب و شيخ الشباب بشارة
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ بشارة
بشارة is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
الجليل
مشاركات:
418

افتراضي


الى الاخوة الاعزاء

هذا مقطع من كتاب الصلاة النموذجية لخادم الكلمة الاخ يوسف رياض

مكان الصلاة، أو تحذير من صلاة المرائين
بدأ الرب تحريضاته وتحذيراته بالقـول: «ومتى صليت». وهذا معناه أن الرب يتوقع من تلميذه أن يصـلى، فالصلاة هى فى الواقع أنفاس القديس. وكما يستحيل أن ترى كائناً حياً لا يتنفس، فإنه يستحيل أيضا أن تجد قديساً لا يصلى. بل إن المؤمن الحقيقى ليس فقط يشعر بحاجته إلى الصلاة لله، بل هو يتلذذ بها أيضا.

ولهذا فمع أننا لا نجد فى العهد القديم وصية واحدة بالصلاة، إلا أن كل رجال الله فى ذلك الزمان كانوا رجال صلاة. ونفس الأمر نجده أيضا فى العهد الجديد، فعندما تقابل الرب مع شاول الطرسوسى وغيَّره، فإنه ما أن دخل إلى دمشق حتى بدأ يصلى، والرب طمأن حنانيا من جهته بالقول «هوذا يصلى» (أع9: 11). ولنا أن نتساءل: ألم يكن شاول الفريسى يصلى قبل ذلك؟ ألا يخـبرنا الكتاب المقدس أن الفريسيين مولعون بالصلاة، وأنهم يطيلون الصلوات (مت 23: 14)؟ إذاً فلقد كان شاول وهو فريسى يصلى قبل أن يتقابل الـرب معه ويُغيِّره، فلماذا يقول الرب عنه الآن «هوذا يصلى»؟ ذلك لأن الفارق كبير بين صلاة وصلاة، بين أن تردد بشفاهك كلمات وبين أن تسكب قلبك أمام الله. إن الفريسى المتدين قد يبرع فـى الأولى، لكن المولود من الله وحده هو الذى يمارس الثانية. وما أبعـد الفارق بين شخص ميت روحياً يتلو صلوات، ولو طالت، وبين صرخة نابعة من مولود فى الخليقة الجديدة، هى صرخة الاتكال والاعتماد يبعثها إلى مصدر ولادته؛ الله.

يقول الرب «ومتى صليت فلا تكن كالمرائين فإنهم يحـبون أن يصلوا قائمين فى المجامع وفى زوايا الشوارع لكى يظهروا للناس. الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم».

يقول الرب عن هؤلاء المرائين إنهم يحبون أن يصلوا. ولو انتهت العبارة هنا لكان ذلك شيئا عظيماً حقاً. لكن العبارة التى تلت ذلك أظهرت أنهم بالأسف لا يحبون الصلاة، ولا يحبون الله الذى إليه يصلون، بل هم يحبون ذواتهم، ولهذا فهم يحبون أن يراهم الناس وهم يصلون. إن أولئك المرائين، أصحاب الوجهين، يجيدون الجمع بين النقيضين؛ بين الصلاة التى هى تعبير عن الضعف والاعتماد على الله، وبين الكبرياء الذى يميزه الولع بمدح الناس. إنهم هم الذين وصفهم الرسول بولس بالقول «لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها» (2تى3: 5).

وعندما يقول الرب عن هؤلاء المرائين «إنهم يحبون أن يصلوا قائمين»، فإن العيب طبعاً ليس فى الصلاة وهم قائمون، أى واقفون؛ فالمسيح صلى واقفاً (يو11: 38-42) وطلب من تلاميذه أن يصلـوا وهم وقوف (مر11: 25). ولا الخطأ هو أن تصلى أمام الناس، فالمسيح فعل ذلك مرات. بل إن الرسول بولس صلى على شاطـئ البحر (أع21: 5)، كما وصلى فوق السفينة وسط الرجال الوثنيين (أع27: 35)، وعلّم أن يصلى الرجال فى كل مكان رافعين أيادى طاهرة (1تى2: . كلا، إن المشكلة ليست فى الصلاة أمام الناس بل فى أن أولئك المرائين يحبون أن يصلوا قائمين لكى يظهروا للناس. المشكلة هنا هى فى ميل القلب البشرى لأن يرانا الناس ونحن نصلى. فالمرائى يصلى إلى الله لكن كل قلبه متجه نحو الناس. إنه يرفع عينيه نحو السماء وهو يتمنى أن كل إنسان يحول نظره إليه كيما يراه وهو يصلى.

*هناك مناسبة ثانية فيها ذكرت هذه الصلاة واردة فى لوقا 11: 2-4 عندما كان المسيح كعادته يصلى منفرداً، ولما فرغ من الصلاة سأله واحد من تلاميذه أن يعلمهم الصلاة كما علم يوحنا تلاميذه. فذكر لهم الرب هذه الصلاة..

صلِ إلى أبيك الذى فى الخفاء
لهذا فإن الرب يواصل حديثه قائلا «وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصل إلى أبيك الذى فى الخفاء. فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك». والمقصود هنا بدخول المخدع هو أن تبعد كل واحد من فكرك، ولا تنشغل إلا بأبيك الذى أنت فى حضرته. وغلق الباب خلفك يعنى أن تعزل فى الخارج كل مشغولية بأى شئ وبأى إنسان وتنفرد مع الله وحده لتسكب قلبك قدامه. إن غلق الباب هو بكلمات أخرى يعنى أنك ما عدت تتعامل مع المنظور بل مع غير المنظور. لكن اسمح لى أن أقول لك: ما قيمة الدخول إلى المخدع وغلق الباب خلفك إذا كنت وأنت فى هذا المكان المستتر لازلت تفكر فى الناس الذين لاحظوا دخولك المخدع لتصلى، وكيف أنهم سيعرفون عنك أنك رجل صلاة؟!

ليس أن وجودك فى مخدع حرفى بلا قيمة، فلا شـك أنه امتياز عظيم أن يتوفر لك هذا المكان الذى تتمتع فيه بالخلوة مع الله دون سواه. وإذا كان سجودنا يسمى فى العهد الجديد الدخول إلى الأقـداس، وإذا كانت صلاتنا تسمى الاقتراب إلى عرش النعمة، وهو بعينه كرسى الرحمة فى العهد القديم؛ أو بالحرى غطاء التابوت داخل قدس الأقداس، فكيف كان هذا المكان فى العهد القديم؟ لقد كان مكاناً معزولاً تماماً ومن كل الجهات عن العالم الخارجى. هكذا ينبغى أن يكون وضعنا ونحن نقترب من الله. وإن كان من الجميل أن يكون لك خلوتك فى مكان بعيد عن الناس وعن الضوضاء، لكن يظل قصد الرب الحقيقى أبعد من مجرد الشكل الخالى من المضمون. إنه يهمه فى المقام الأول حالة القلب.

وبهذه المناسبة أقول إنه لا زال حتى اليوم من يظن أن الصلاة لا تُسمع ولا تُستجاب إلا فى أماكن معينة. ولازال إلى اليوم من يعتبر أن أماكن العبادة هى التى ينطبق عليها قول الكتاب المقدس فى العهد القديم «بيتى بيت الصلاة يدعى» (إش 56: 7)، متجاهلين الإعلان العظيم الذى قاله الرب للمرأة السامرية «يا امرأة صدقينى إنـه تأتى ساعة لا فى هذا الجبل ولا فى أورشليم تسجدون للآب» (يو4: 21)، ومتجاهلين أيضا قول الرسول إن بيت الله الآن هو جماعة المؤمنين «وبيته نحن» (عب3: 6). إن قول الرب هنا أن «ادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصلِ» يوضح لنا أن هذا الفكر بعيد تماماً عن فكر الله.

أبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك
ادخل إلى مخدعك إذاً، وابعد الكل عن تفكيرك وأنت فى محضر الله. واعلم أنك إذا أغلقت باب مخدعك خلفك، سيفتح لك الله باب السماء فى وجهك. وإذا انشغلت به وحده، سيصغى هو إليك. و«إن.ألقيت التبر على التراب وذهب أوفير بين حصا الأودية... حينئذ تتلذذ بالقـدير وترفع إلى الله وجهك. تصلى له فيستمع لك» (أى 22: 23-27).

نعم سيستمع إليك؛ سيستمع إليك أينما كنت. وسيستجيب طلـباتك مهما بدا الأمر مستحيلاً، طالما كان ذلك بحسب مشيئته (1يو5: 14).

لقد صلى يونان من جوف الحوت، فقذفه الحوت إلى البر (يون1،2).

وصلى الملك حزقيا فى مرضه فشفاه الله من موت محقق (إش3.

وصلى دانيال النبى فى الأسر فأتاه جبرائيل الملاك بأخبار السماء (دا9).

وصلى نحميا وهو واقف قدام الملك فأعطاه الرب نعمة فى عينيه (نح2)

وصلى زكريا أبو يوحنا المعمدان طالباً زرع بشر فأعطاه الله أعظم المولودين من النساء (لو1)

وصلت الكنيسة فى بيت مريم لأجل بطرس ففتح الرب أبواب السجن وأنقذ بطرس من كل انتظار شعب اليهود (أع12)

وصلى بولس وسيلا وهما فى سجن فيلبى فانفتحت الأبواب وانفكت القيود وخلص السجان وجاء الفرج (أع16).

لكن مهما كانت مجازاة الله الآن للذين يطلبونه فإن المجازاة العظمى على الصلاة لن تكون هنا، بل هناك عندما نقف أمام كرسى المسيح. فى ذلك اليوم سيلمع أبطال المخدع، وسنعرف قيمة تلك الخدمة الثمينة التى أعطاها الرب لكل شعبه رجالاً ونساءً لكى يمارسوها. وما أمجد المكافآت من الرب لهذه الخدمة السرية التى لم يكن هدفها قط استجلاب رضى الناس واستحسانهم، ولا نوال مجدهم وثنائهم.

كيفية الصلاة أو تحذير من صلاة الوثنيين
بعد أن حذر الرب تلاميذه من خطأ يقع فيه المراؤون، فقد واصل التحذير من خطأ آخر فىالصلاة يقع فيه الوثنيون. فالمـراؤون يحبون أن يظهروا للناس وهم يصلون، فجردوا الصلاة من سموها إذ أصبح الناس لا الله هدفها، وأما الأمم فهم فى صلواتهم يكررون الكلام باطلاً، فجردوا الصلاة من معناها، فما عاد عرض احتياجاتى على الله القدير هو المراد، بل مجرد تكرار كلام بقصد تكراره، ظناً منهم أنه بكثرة كلامهم يُستجاب لهم!

كان الرب قد حذر فى الأقوال السابقة من السعى وراء المجد الباطل، وها هو الآن يحذر من تكرار الكلام الباطل.

يقول الرب «وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالأمم، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يُستجاب لهم. فلا تتشبهوا بهم». هنا أيضاً ليست المشكلة فى تكرار الكلام، بل إن تركيز الرب فى العبارة السابقة هو على كلمة «باطلاً»، أى أن المشكلة هى فى التكرار الباطل للكلام. لقد كرر المسيح صلاته فى بستان جثسيمانى ثلاث مرات (مت26: 39-44)؛ لكن الفارق كبير بين اللجاجة فى الصلاة، كما فعل المسيح فى البستان (لو22: 44) وكما فعل الرسول بولس عندما أعطاه الله شوكة فى الجسد (2كو12: ، وبين تكرار الكلام -كما يفعل الأمم- لمجرد التكرار.

نتذكر ما فعله أنبياء البعل فى أيام إيليا النبى؛ لقد أخذوا يرددون بصراخ عال، وبلا توقف لساعات، نفس العبارة « يا بعل أجبنا». ولماذا هذا التكرار؟ ولماذا كان صياحهم المرتفع؟ السبب هو أن آلهتهم لا تسمع. لكن ليس فقط فى أيام إيليا، بل هناك حتى اليوم أشخاص يتصايحون بتشنج، وآخرون يكررون كلمة بعينها أو عبارة معينة أو صلاة ما عشرات المرات، لأنهم يظنون أن زيادة المرات ستجعل الله يسمعهم أكثر، أو يسر بهم أكثر. أو يكفِّر عن بعض ذنوبهم وخطاياهم التى اقترفوها! لكن ما أبعد هذه الأفكار عن أفكار الله التى يعلنها لنا الكتاب المقدس.

الرابط لباقي الكتاب http://www.baytallah.com/standerpray...nderprayer.htm

بعد هذا الكلام حدا بحب اجبلوا مكريفون لما يصلي؟ بركي ربنا ما بيسمع؟ (بشارة)

بشارة من الجليل

من له يسوع له الحياة
 
 
Page generated in 0.04214 seconds with 10 queries