هذا انتصار المقاومه الحقيقي
وفقاً للحقائق والأرقام لا الهواجس والأوهام، يبدو "حزب الله" الأكثر خسارة والأقلّ ربحاً ، شاء من شاء وأبى من أبى، وكلّ الاحتفالات التي تتقاسمها قناة الجزيرة مع بقية فرقة "يا ليل يا عين" لن تعيد جسراً، ولن تردّ روح قتيل! إنّ "حزب الله" كان الحلقة الأضعف في طرفي معادلة الحرب، سواء كان على صعيد الموارد البشريّة أو المواد الحديديّة، وكلّ إحصائيات الحرب التي نشرت تقول بذلك، ولكنّ أكثر النّاس لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يصدّقون، وإن صدّقوا فإنّ مرارة الخسارة تجعلهم إلى خيالاتهم يلجأون! ماذا سيقول لنا مدعو النّصر، ومستولدو الظّفر عن مليون نازح لبناني تركوا بلدهم "العظيم" ليحموا أعمارهم من مغامرة المحاربين ومراهقة المجانين؟! ليتهم – أي المليون- هجروا لبنان اختياراً وطواعية مثلما فعل أجدادهم باحثين عن العلياء وإعمار أوطان الآخرين، ليتهم مثل شاعر لبنان العظيم إيليا أبوماضي عندما كتب قصيدة اعتذار للبنان عندما غادره قائلاً:
لبنان، لا تعذل بنيك إذا همو
ركبوا إلى العلياء كل سفين
مؤكداً أنّ الاستقرار آفة:
والأرض للحشرات تزحف فوقها
والجوّ للبازي وللشّاهين!
ليت النّازحين كانوا لدنيا يصيبونها أو لأوطان يعمّرونها كما هي عادة أسلاف لبنان عبر التّاريخ، ليته كان ذاك، ولكنّه مع مرارة الحبر لم يكن. إنّه نزوح الفرار وهروب الخوف، ومع هذا يعاني مليون لبناني لترقص إذاعات وينتشي "حزب".. يا للرخص حين تموت الملايين ليحيا قائد!! يقولون إنّ "حزب الله" أعاد الكرامة!؟ يا للعجب! أين هي.. بعد كل هذا الدمار الذي حاق بلبنان والذي جعل اللبنانيين بحاجة لمساعدات الآخرين. لقد كان لبنان هذا البلد العظيم عبر التّاريخ قبلة الفقراء والجائعين والطامحين، حتّى جاءت هذه المجموعة المسماة "حزب الله" الكاره للحياة، المشحون بالأيدلوجيا ليقلب الجنّة إلى جحيم، والأمن إلى خوف عظيم، والرّزق العميم إلى جوع ذميم! إنّ زاعمي النّصر يقولون إنّ المقاومة صمدت، ولا أدري أي مقاومة يقصدون. إن صمود "حزب الله" هو كذبة أعظم من كذبة إبريل المشهورة، إذ كيف يصمد جيش وهو مختبئ تحت الأرض، لا يقدر على المواجهة، مستغلاً الأبرياء بوصفهم دروعاً بشريّة؟ لم يدعم "حزب الله" إلا بقايا حركة أمل والسّيد نبيه برّي، رغم أنّ الحزب قبل سنوات قد وصف هذا الأخير بالانحراف بناء على أنّ السيد نبيه محلوق اللّحية "بالشّفرة"، ومن تلك الفترة غدا الامتناع عن حلق اللّحية "بالشّفرة" شارة انتماء إلى "حزب الله" "راجع كتاب: بلاد الله الضّيقة.. الضّاحية أهلاً وحزباً للأستاذ فادي توفيق". من هنا يتّضح أنّ "حزب الله" لم يُمثّل إلا نفسه، ولم يكن صورة مشرّفة للمقاومة الوطنيّة، فالحزب مدعوم من إيران وسوريا، ولك أن تدرك ذلك – سيدي القارئ – من خلال احتفاء القيادتين في ذينك البلدين ووهمهما بالنصر، ولا يجد السّوق إلا من ربح فيه! مع أنّ الرّبح المقصود يعرفه كلّ من يعرف حقيقة الوضع في سوريا وإيران! إنّ مسؤولاً صغيراً – بعد كل هذا – يمكن أن يوجّه إلى متخيلي النّصر سؤالاً مفاده: إذا كان الحزب انتصر فعلاً، فلماذا قَبِل بوقف إطلاق النّار، علماً بأنّ الانتصارات العربيّة مثل "بيضة الدّيك" مرّة في العمر؟ لماذا حرمنا "حزب الله" فرصة الفرح بالنصر، وسعادة رمي إسرائيل في البحر؟!!
حقًّا إنّها أوهام تبعث على الضّحك.. فاضحكوا.. وللحديث امتداد.(((منقول)))
|