يا وطني المصلوب
يا وطني المصلوب فوق حائط الكراهية
يا كرة النار التي تسير نحو الهاوية
لا أحد من مضر أو من بني ثقيف
أعطى لهذا الوطن الغارق بالنزيف
زجاجة من دمه أو بوله الشريف
لا أحد على امتداد هذه العباءة المرقعة
أهداك يوما معطفا أو قبعة
مقتلعون نحن كالأشجار من مكاننا
مهجرون من امانينا وذكرياتنا
عيوننا تخاف من أهدابنا
شفاهنا تخاف من أصواتنا
حكامنا آلهة يجري الدم الأزرق في عروقهم
ونحن نسل الجارية
لا سادة الحجاز يعرفوننا
ولا رعاة البادية
ولا أبو الطيب يستضيفنا
ولا أبو العتاهية
اذا ضحكنا لعلي مرة
يقتلنا معاوية
مهاجرون نحن من مرافيء التعب
لا أحد يريدنا
من بحر بيروت الى بحر العرب
لا الفاطميون ولا القرامطة
ولا المماليك ولا البرامكة
ولا الشياطين ولا الملائكة
لا أحد يريدنا
في المدن التي تقايض البترول بالنساء
والديار بالدولار والتراث بالسجاد
والتاريخ بالقروش والانسان بالذهب
وشعبها ياكل من نشارة الخشب
لا أحد يقرؤنا
في مدن الملح التي تذبح في العام
ملايين الكتب
لا أحد يقرؤنا في مدن
صارت بها مباحث الدولة عراب الأدب
مسافرون نحن في سفينة الأحزان
قائدنا مرتزق
وشيخنا قرصان
مكومون داخل الأقفاص كالجرذان
لا مرفأ يقبلنا
لا حانة تقبلنا
لا أمرأة تقبلنا
كل الجوازات التي نحملها اصدرها الشيطان
كل الكتابات التي نكتبها
لا تعجب السلطان
مسافرون خارج الزمان والمكان
مسافرون ضيعوا نقودهم
وضيعوا متاعهم وضيعوا ابناءهم
وضيعوا اسماءهم وضيعوا انتماءهم
وضيعوا الاحساس بالامان
فلا بنو هاشم يعرفوننا
ولا بنو قحطان
ولا بنو لينين يعرفوننا
ولا بنو ريجان
يا وطني كل العصافير لها منازل
الا العصافير التي تحترف الحرية
فهي تموت خارج الأوطان