عضو
-- قبضاي --
نورنا ب: |
Jul 2006 |
المطرح: |
في قلب كل محب |
مشاركات: |
599 |
|
تصحيحاً للموضوع حول الشيعة القسم 1
معنى الشيعة في اللغة قال ابن منظور: الشيعة : القوم الذين يجتمعون على امر, وكل قوم اجتمعوا على امر فهم شيعة . وقال الزجاج : الشيعة : اتباع الرجل و انصاره . وقال الازهري : الشيعة : قوم يهوون هوى عترة النبي (ص ) ويوالونهم . وقد غلب هذا الاسم على من يتولى عليا و اهل بيته رضوان اللّه عليهم اجمعين , حتى صار لهم اسما خـاصـا, فـاذا قـيـل : فـلان مـن الـشيعة , عرف انه منهم , و اصل ذلك من المشايعة , وهي المتابعة والمطاوعة . هذا ما جاء في لسان العرب 8: 188 و189 (مادة شيع ). وفـي قـاموس المعجم الوسيط: الشيعة : الفرقة والجماعة ... والاتباع والانصار..., ويقال :هم شيعة فـلان , وشـيعة كذا من الاراء, وفرقة كبيرة من المسلمين اجتمعوا على حب علي وآله و احقيتهم بالامامة . وقد استعمل القرآن الكريم كلمة شيعة بمعنى الاتباع والانصار, فقال : (وان من شيعته لابراهيم ). كيف نشا التشيع ؟ هناك آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع : الر اي الاول : يرجع التشيع الى جذور خارجية , و اصحاب هذا الاتجاه ينحون منحيين مختلفين : المنحى الاول يحاول نسب الظاهرة الى اصل يهودي . ومـن الـمـؤرخين والباحثين الذين تبنوا هذا المنحى الطبري في تاريخه , ومحمد فريدوجدي في دائرة المعارف . قـال الطبري في تاريخه : عن سيف عن عطية عن يزيد الفقعسي قال : كان عبد اللّه بن سبا يهوديا من اهـل صـنـعـاء, امـه سوداء, فاسلم زمان عثمان , ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم , فبد ا بـالـحـجـاز ثـم البصرة ثم الكوفة ثم الشام ..., ثم قال لهم :لكل نبي وصي , وكان على وصى محمد, ومحمد خاتم الانبياء, وعلي خاتم الاوصياء. وقـال محمد فريد وجدي في دائرة المعارف : كان ابن السوداء (عبد اللّه بن سبا) في الاصل يهوديا مـن الحيرة فاظهر الاسلام , و اراد ان يكون له عند اهل الكوفة سوقاورياسة , فذكر لهم انه وجد في التوراة ان لكل نبي وصيا, و ان عليا وصى محمد. الملاحظات العابرة امام هذا الر اي ملاحظاتنا العابرة والعاجلة على هذا المنحى في الاتي : اولا: الـمـصـدر الـتاريخي الاول الذي دون قضية عبد اللّه بن سبا هو الطبري , ومنه استقت بقية المصادر الاخرى القديمة والحديثة . ثانيا: الاساس الوحيد الذي اعتمده الطبري في تدوين هذه القضية هو روايات سيف بن عمر. ثـالـثـا: اذا اسـتـطاع البحث العلمي ان يسقط وثاقة سيف بن عمر على مستوى الرواية , وان يثبت اسطورية ابن سبا على مستوى الواقع التاريخي , فان هذا المنحى ينهار من اساسه . وفـعلا دفع هذا الموضوع الى دراسات علمية تاريخية مستوعبة اكدت الحقيقتين آنفا,ولطالب هذا ان يـقـر ا الـفتنة الكبرى للدكتور طه حسين , وعبد اللّه بن سبا في مجلدين للعلامة السيد مرتضى العسكري , وهوية التشيع للدكتور احمد الوائلي . وقد اثبت هؤلاء العلماء ان سيف بن عمر ـ واضع اسطورة عبد اللّه بن سباـ رجل كذاب , و انه ليس لعبد اللّه بن سبا وجود في العالم الخارجي , فضلا عن ان يكون منشالمذهب آل البيت (ع ). ولابـد من التنبيه على ان اثبات اصالة آراء الشيعة وبنائها على الكتاب والسنة يغنيناعن هذا البحث , كـمـا ان الطبري نفسه قد الف في السنوات الاخيرة من عمره , كتابا في ولاية علي (ع ) في خمس وثمانين من طرق حديث الغدير و اسماه كتاب الولاية . المنحى الثاني يـحـاول نسب الظاهرة الى اصل فارسي , و ان الفرس انما اختاروا التشيع من مذاهب الاسلام مذهبا لانـفسهم , كي يحتفظوا تحت ستاره بعقائدهم القديمة . وهذا الاتجاه نجد له ايماءات من بعض الكتاب الـمـسلمين , كابي زهرة في كتابه تاريخ المذاهب الاسلامية , و احمد عطية اللّه في كتابه القاموس الاسلامي . الملاحظات العابرة والعاجلة على هذا المنحى . اقـول : انما تحتمل هذه التهمة فيما اذا كان الشيعة ايرانيين فقط, او كانت الفرقة الاولى من الشيعة فارسية , او كان جميع الذين اسلموا من الفرس او اكثرهم على الاقل , وانهم اختاروا مذهب التشيع مـن اول الامـر, بـينما نرى ان لا سابقة للفرس في التشيع ,سوى سلمان الفارسي (ره ), و ان اكثر الـذيـن اسلموا من الفرس ما اختاروا مذهب التشيع من اول الامر, بل نرى ان اكثر علماء المسلمين مـنـهـم فـي الـتفسير والحديث وعلم الكلام والادب من السنة لا من الشيعة , بل لقد كان بعضهم من الـمتعصبين ضدالتشيع بشدة , و ان هذا الامر استمر بهم الى ما قبل الصفوية , فان اكثر بلدان ايران الى عهد الصفوية كانوا سنة لا شيعة , وكان الفرس كسائر المسلمين يسبون امير المؤمنين عليا (ع ) عـلـى مـنـابرهم بتاثير من دعايات الامويين . حتى قيل ان بعض مدن ايران قاومت منع عمر بن عبد العزيز من ذلك , فاصرت على سب على (ع ), ونجد كما اسلفناان اكابر علماء السنة الى ما قبل عهد الـدولة الصفوية كانوا من الفرس , من المفسرين والفقهاء والمحدثين والادباء والمتكلمين واللغويين والفلاسفة وغيرهم . فـان ابـا حـنيفة الامام الاعظم للسنة كان فارسيا, والبخاري صاحب الصحيح و اكبرمحدثي السنة فـارسـي , و سـيـبـويه امام النحويين فارسي , والجوهري صاحب كتاب الصحاح في اللغة فارسي , والـفـيروز آبادي صاحب القاموس المحيط في اللغة فارسي ,والزمخشري اكبر و اقدم المفسرين فـارسي , وهكذا الطبري والرازي وغيرهم , و ابوعبيدة وواصل بن عطاء فارسيان , وهؤلاء كلهم مـن عـلـمـاء السنة , وهكذا كان اكثرعلماء ايران والفرس سنة , و امام هؤلاء نرى عددا كبيرا من الـفـقـهاء الشيعة حتى القرن السابع الهجري غير ايرانيين او فارسيين , كابن الجنيد وابن ابي عقيل والـشـيـخ الـمـفـيـد,و الـسيد مرتضى علم الهدى والقاضي عبد العزيز بن البراج و ابي الصلاح الـحلبي والسيد ابي المكارم بن زهرة وابن ادريس الحلي والمحقق الحلي , والعلامة الحلي والشهيد الاول والشهيد الثاني . نـعم ان اكثر الفرس تشيعوا منذ عهد الصفوية فما بعده . ونحن لا نريد ان نقول : ان التشيع لم يعرف في ايران الا في العهد الصفوي , اذ لا شك ان ايران منذ صدر الاسلام كانت اصلح تربة لبذرة التشيع من المناطق الاخرى . والـحـقـيـقة ان اسلام الفرس يعزى لسبب واحد, هو ان الفارسي ر اى الاسلام منسجمامع روحه الـحية , ووجد فيه ضالته المنشودة , ولهذا اشتاق الى اءمة الاسلام اءكثر من اءي امة اخرى , فدخل فيه , بل طفق يخدمه اكبر خدمة ممكنة . ان الـبـاعـث الـذي شـد واجـتذب الفارسي الى الاسلام اكثر من غيره , لهو المساواة والعدالة التي افتقدهما وحرم منهما منذ قرون , فكان في انتظارهما اشد الانتظار, وراى ايضا ان اعدل المسلمين الـعرب و ادعاهم الى العدل والمساواة مع سائر المسلمين بدون اية عصبية بل بعاطفة رحيمة , انما هـم اهل بيت الرسول الكريم (ص ), اذ كانواملاذ العدل ومهده في الاسلام , ولاسيما للمسلمين من غير العرب . الر اي الثاني : يـؤرخ لـولادة التشيع بزمن الامام جعفر الصادق (ع ), وهو الامام السادس من ائمة اهل البيت (ع ), كما يقول علي عبد الرازق في كتابه (الاسلام وفلسفة الحكم ): ومـنـهم من يؤرخ هذه الولادة بزمن الامام جعفر الصادق , حين قام فيه تلميذه هشام بن الحكم بدور واضـع قـواعـد الـتـشـيع ومهندس بنائه الفكري , حسب قول الدكتور محمدعمارة , على القاعدة الـرئيـسية التي قام عليها التشيع , وهي النص على علي بالخلاقة والوصية اليه بهما, وهما لم يعرفا الا في عهد الامام الصادق وهشام بن الحكم . الر اي الثالث : يـعتبر التشيع ظاهرة تمخضت عن الظروف والملابسات التي انتجتها واقعة كربلاء, وما افرزته من تطورات جديدة داخل الساحة الاسلامية . ويـمـكـن ان نـلمس هذا الاتجاه عند الدكتور كامل مصطفى الشيبي في كتابه (الصلة بين التصوف والتشيع ), حيث قال : ان دلالة الاصطلاح (شيعة ) على الكتلة التي ندرسها من المسلمين , وانصرافه الـيـهـم دون غيرهم , قد بد ا بحركة التوابين التي ظهرت سنة 61 ه,و انتهت بالفشل سنة 65 ه, وكان قائد الحركة يلقب بشيخ الشيعة.
؟؟
|