الاخ سيف الكلمة:
السلام والرحمة والبركة..
لقد قلت :
اقتباس:
وقال تعالى فى موضع آخر:
(وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم )
شبه لهم بمعنى ألقى الله شبهه على رجل آخر ويرى البعض أنه يهوذا الإسخريوطى الذى وشى بمكان المسيح ليصلب فألقى الله شبه المسيح عليه ليصلب بدلا منه عقابا له من الله فى الدنيا على تدبيره السيء وعقابه فى الآخرة أشد
أما كيف رفع المسيح فقد رفعه الله بقدرته وسينزله بقدرته مرة أخرى مع ملكين من الملائكة عند وعد الأخرة الذى ذكره الله فى سورة الإسراء وهو وعد المنتهى المذكور فى أسفار دانيال وحزقيال والرؤيا
وبناء على هذا يؤمن المسلمون أن الصلب لم يتم للمسيح ولكن هناك من صلب مكانه
وبالتالى قضايا الفداء والموت والقيامة بعد الموت لم تحدث
وأن الذى حدث أن الله رفع المسيح إليه حيا دون أن يحدث له صلب أو موت أو قيامة قبل الرفع
ونؤمن نحن المسلمون أن المسيح سيعود ويبقى أربعين سنة على الأرض وتكون نهاية شعب بنى إسرائيل على يديه
وعند عودته سنكون بإذن الله من أتباعه
وبعد ذلك يموت عند قبض المؤمنين فهو عندنا نبى وليس إله
بعدها لا يكون على الأرض مؤمن ويبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة
وما عندنا كما بينت يتعارض مع الإيمان المسيحى فى أمور جوهرية لا تسمح بتقارب أو حل وسط بين العقيدتين
وكل من أتباع المسيحية والإسلام يرى كفر الطرف الآخر
|
اولا قولك :
اقتباس:
وبناء على هذا يؤمن المسلمون أن الصلب لم يتم للمسيح ولكن هناك من صلب مكانه
|
هو قول خاطئ وغير دقيق .. لقد كان احق لك ان تقول : اما انا فاني أعتقد (ومما فهمته من القرآن) ان الصلب لم يتم الخ الخ ...
ولكن أن تجمع كل المسلمون في (عباءتك) وكأنك المتحدث الرسمي بإسمهم فهذا خطأ .. كما تفعله أنت .. يفعله الاخوة المسيحيين عندما يقيسون أفعال المسلمين بأفعال اشخاص بعينهم.
وفي رأيي الشخصي (كمسلم) اعتقد أن المسيح قد صلب وقتل ودفن.. والاية التي ذهبت لتدلل بها على عدم قتله وصلبه
لا تخدمك كثيرا .. فالنص هنا لا يرد فيه الله تعالى على المسيحيين ... ولم يقل لهم مثلا (وخطأهم في ان المسيح قد قتلته اليهود، وما قتلوه وما صلبوه الخ الخ ).. ولكن الآية جاءت في الرد على اليهود ... يقول جل من قائل :
فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156)
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) صدق الله العظيم
ومن الواضح هنا ان الله تعالى يرد على اليهود حجتهم .. ويغلظ عليهم في القول ..
اما تأويل قوله :
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) صدق الله العظيم
فهي لا تعني بأنهم لم يقتلوه .. بل هي تنفي أن يكونوا قتلوه (مراغمة لأمر الله) وأنهم قد قتلوه دون (إرادة الله) ومغالبة لها .. فإن كانوا هم في ظاهر الأمر قد ما قتلوه وما صلبوه في حقيقة الأمر بل تم ما تم تحت يدي الله وارادته ..
وهي أشبه بقوله جل من قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : (وما رميت إذ رميت، ولكن الله رمى) صدق الله العظيم .
وهي أشبه بقوله جل من قال (ولم تقتلوهم .. ولكن الله قتلهم )..
عليه فإن الصلب والقتل قد تم على يدي اليهود ولكنه تم بأمر الله وبتقديره وحكمته التي يعلمه وعلمها لاحبائه.
هذا جانب ، ومن جانب آخر فإن كل التفاسير التي تحدثت في هذه الآية كانت تأتي بقصص (أسطورية) لا هي مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا هي مروية عن أحد الصحابة .. وغالبا ما تكون مزاوجة بين (الانجيل) والخيال تماما كما حدث في القصة التي أوردها ابن كثير وملخصها:
(أن المسيح إجتمع مع تلاميذه في المنزل واثناء عشاءه معهم قال لهم من الذي يصلب بدلي وله اللجنة.. فقام شاب صغير فرده (ثلاث مرات) وفي النهاية فتح السقف وصعد المسيح أمام اعينهم، والقي الشبه على الصغير فأخذ وصلب).
1/ هذه القصة ليست بحديث مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليست خبرا عن صحابي
2/ هذه القصة تظهر فيها المزاوجة بين الانجيل خصوصا (العشاء الاخير، يوم القيامة) والخيال فمن هو هذا الشاب .. ومن هو في الاثني عشر ؟؟!؟!؟!؟!
3/ هذه القصة غير منطقية .. فلماذا يترك المسيح صبيا للصلب وهو سيصعد للسماء؟؟ كانت القصة لتكون منطقية لو انها حدثت كما تم لسيدنا علي كرم الله وجهه وبياته في سرير رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة .. والحكمة من هذا الامر هو أن يظن المشركين ان النائم هو النبي صلى الله عليه وسلم فينشغلوا عنه.
وهناك قصة أخرى وردت بنفس الطريقة السالفة وهي تظن أن الشبيه هو (يهوذا) وهذه أيضا قصة توافق الاولى في ردودنا عليها (راجع 1/2) من الردود .. كما أن يهوذا (تاريخيا) قد انتحر ويعلم مكان دفنه .. ولقد اشترى اليهود مقبرته من الثمن الذي دفعوه له ..
ولكن أكثر ما يدفع رواية أن يكون يهوذا هو الشبيه المزعوم الاتي :
السيد المسيح لم يصلب مباشرة حال القبض عليهبل اخذ الى مجمع اليهود وسئل هناك هل انت (هو) ، هل انت المسيح ؟
وعندها قال لهم (نعم .. انا هو.. وسترون ابن الله في عربة نازلة من السماء...) عندها صرخوا بوجهه وبصقوا عليه وأخذوه الى الحاكم الذي سأله بدوره ودارت بينه وبين يسوع عليه السلام محاورة طويلة ثم اخذ الى الملك ثم ارجع للحاكم ثم صلب ، ولا يعق ان يكون يهوذا هو من قام بكل هذه الاشياء .. وما كان اهون هروبه من اليهود اذا قال لهم مثلا :
- انا لست هو ، وانا نادم .. وانا لست الذي تنتظرون ...الخ الخ ...
وبهذا كان ليهوذا ان يخرج نفسه ..
ان الروايات التي توجد في كتب التفاسير روايات لا اساس لها ويمكن لأي مسلم ان يرجع الى كتب التفاسير ليشاهد أنها ليست صادرة من النبي صلى الله عليه وسلم .. وانها بلا سند.. ومرد خطأها الاساسي هو الخطأ في تفسير الآية
(وما قتلوه وما صلبوه) .. صدق الله العظيم .. ولقد أوردنا تأويلا لها في البداية فليراجع في موضعه....
هناك الكثير الذي استوقفني في هذا البوست .. ولكني راعيت ترتيب ردودي
وشكرا للجميع