عرض مشاركة واحدة
قديم 25/08/2006   #2
شب و شيخ الشباب ta_06
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ta_06
ta_06 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
؟؟؟
مشاركات:
497

Arrow تتمة


تتمة
الأسلحة السريّة للمخابرات الأمريكية
غوردون توماس، صحافي تحقيقات أميركي، يتمتع بشهرة عالمية كبيرة: سبق له وقدّم ما يزيد على أربعين كتاباً، أغلبيتها عن عالم التجسس والجاسوسية وأجهزتها، من بينها كتابه المعروف عن "التاريخ السري للموساد"، وقد بيع منها ما يزيد على 45 مليون نسخة.
يبدأ هذا الكتاب: "الأسلحة السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية" بالجملة التالية: "بتاريخ 4 يناير 2006، ذات يوم من الشتاء في واشنطن، استدعى الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش الملحقين الصحافيين في البيت الأبيض، وكلفهم آنذاك أن ينقلوا إلى العالم كله رسالة تقول إن الولايات المتحدة لم تسمح ولن تسمح أبداً بأعمال التعذيب المزعومة التي قامت بها القوات المسلحة والأجهزة السرية للبلاد، وخاصة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، للحصول على معلومات مفيدة ضد الإرهاب التي كانت قد بدأت قبل خمس سنوات بعد التفجيرات التي استهدفت برجي التجارة الدولية في نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن".
ما يؤكده مؤلف هذا الكتاب طبقا لعرض نشرته صحيفة "البيان" الإماراتية، هو أن الواقع "للأسف" غير ذلك ومن أكثر من خمسين عاماً. وأن وكالة الاستخبارات المركزية قد طورت منذ بداية فترة الحرب الباردة التي سادت في العلاقات بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي منذ مطلع سنوات الخمسينات في القرن الماضي، عدداً من "برامج البحث" على أساس استخدام التعذيب الجسدي والعقلي وصولاً إلى الأسلحة الكيماوية.
وكانت الوكالة قد موّلت في الخمسينات مستوصفات أميركية قامت باستخدام كميات كبيرة من المخدرات لأشخاص أبرياء يعانون من حالة إحباط نفسي أو لمرضى عقليين، أو عرضوهم لصدمات كهربائية ومعاملات لا إنسانية أخرى.

CIA جربت الأنثراكس في حروب
وكان ذلك كله من أجل الحصول على معلومات حول "آلية تصرّف" أعداء الولايات المتحدة من الشيوعيين آنذاك. كما يؤكد غوردون توماس على أنه جرى تجريب مواد قاتلة مثل الانثراكس على مستوى واسع على العدو أثناء الحرب الكورية في مطلع الخمسينات وعلى المساجين وأصحاب الآراء المناهضة. وكان وجود مثل هذه الأسلحة بالتحديد هو وراء تبرير الحرب ضد العراق في ربيع 2003.
وهكذا يؤكد المؤلف أيضاً ان أشكال التعذيب والإذلال التي شهدتها سجون أبوغريب وغيره في العراق أو في عدد من بلدان أوروبا الشرقية نفسها أو في معتقل غوانتانامو ليست انحرافا مرتبطا بظروف استثنائية ولدتها الحرب ضد الإرهاب وانما هي بالأحرى سلوكيات لها جذورها بل لها تعليماتها المحددة في كتاب دليل أعدته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويعرض مؤلف هذا الكتاب مقتطفات منه للمرة الأولى في هذا العمل عن الأجهزة السرية للوكالة.
ويعتمد المؤلف أيضا فيما يكشف عنه على شهادات لشخصيات عديدة كان لها أدوار هامة في جهاز الاستخبارات الأميركي من أمثال وليام بوكلي ورجل العلم فرانك ولسون وعلى المئات من الوثائق مثل المذكرات الداخلية للبيت الأبيض والموقعة من قبل جورج بوش الأب أو ديك تشيني أو دونالد رامسفيلد.
وتتم الاشارة منذ البداية إلى الآلية التي لجأت اليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والمتمثلة في "التحويل الاستثنائي" لمعتقليها إلى مراكز استجواب موجودة خارج اطار حماية العدالة الأميركية. وكان الفارو جيل - روبلس مفوض حقوق الانسان في المجلس الأوروبي - قد كشف قبيل تأكيد الرئيس جورج دبليو بوش انه لا يتم اللجوء أبدا إلى التعذيب من قبل الأميركيين عن وجود مراكز الاستجواب المذكورة.
وقال: يبدو أنهم قد أنشأؤا معتقلا حقيقيا يمكن لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ان تستجوب فيه السجناء باستمرار. ثم أعلن عن خشيته أن يتم نقل السجناء الأكثر أهمية وكأنهم في موكب غير مرئي من موقع إلى آخر مما يسمى بالمواقع السوداء.
استجواب "الارهابيين" !!
ويشير المؤلف في نفس السياق إلى التوجيهات التي أصدرتها وزارة العدل الأميركية في 2002 ولاتزال سرية للغاية حتى الآن، حول اساليب استجواب الارهابيين.وقد جاء في تقرير يحمل عنوان التقنيات المحسنة للاستجواب والسري للغاية حتى حينه، أنه من المسموح اللجوء إلى الضرب على البطن في مستوى المعدة، وكذلك ترك الخاضع للاستجواب واقفاً لفترة طويلة ولمدة قد تصل إلى 40 ساعة وقدماه متسمرتان على الأرض.
ويؤكد المؤلف أيضاً أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قد لجأت خلال 2006 أيضاً إلى إبرام عقود مع العديد من الأطباء في بلدان مختلفة لحضور جلسات الاستجواب التي حدد أشكالها دليلان صادران عن الوكالة أحدهما يحمل عنوان المساءلة العشرية.
والثاني: استثمار الموارد البشرية.. ويتم التذكير فيهما على أنه عندما يتم تحضير صالة الاستجواب ينبغي أولاً القيام بدراسة جيدة للإنشاءات الكهربائية كي تكون المحولات أو أجهزة تغيير قوة التيار الأخرى جاهزة في لحظة الشروع بالصدمات الكهربائية.
وهناك مقطع يتم التحذير فيه من إمكانية أن يؤدي الألم الجسدي الحاد إلى القيام باعترافات كاذبة، ولذلك ينبغي حساب حدة الألم المثار بدقة وبالتالي من الأفضل حضور طبيب.
ونقرأ في الدليل الأول: يمكن للمخدرات أن تكون فعالة من أجل التغلب على المقاومة التي لم تنجح التقنيات الأخرى في قهرها.
واستخدامها الصحيح، أي أن تؤخذ بالحسبان شخصية الخاضع للاستجواب وكمية الجرعة ومدتها يمكن أن يكون حليفاً لا تمكن مقارنة قيمته عملياً بغيره بالنسبة لمن يقوم بالاستجواب. والأشخاص الذين يسحقهم الإحساس بالعار والإحساس بالذنب قد يستجيبون بسهولة لإراحة ضمائرهم بواسطة المخدرات.
ولا يتردد مؤلف هذا الكتاب في القول ان سجن غوانتانامو يعج بالسجناء الأفغان أو الباكستانيين الذين جرى اعتقالهم من دون أسباب جدية. وهم في أغلبية الأحيان رجال وشى بهم أشخاص يولون اهتماماً أكبر بالمكافأة المالية، مما هو بالحرب ضد الإرهاب.
ثم يشير بعد ذلك إلى تأكيدات المحامين المختصين بحقوق الإنسان إلى أن 8% فقط من المعتقلين جرى تصنيفهم كأعضاء في تنظيم القاعدة وأن أقل من نصفهم قد قاموا بأعمال معادية ضد الولايات المتحدة الأميركية. لكن البيت الأبيض رفض حتى الآن القيام بأي تعليق حول ما يجري في معتقل (غوانتانامو) أو في (المواقع السوداء) الأخرى التي لا تخدم اتفاقية الأمم المتحدة الموقعة عام 1984 والتي تمنع اللجوء إلى التعذيب والموقعة من قبل الولايات المتحدة،
والتي تعرّف التعذيب كما يلي: القيام بأي عمل بدني أو معنوي يستهدف قصداً شخصاً ما من أجل الحصول منه أو من شخص آخر على معلومات أو اعترافات ومعاقبته أو معاقبة شخص آخر لأعمال يظن باقترافها، أو ابتزازه والضغط عليه. كذلك تمنع الاتفاقية خاصة ارسال المشبوهين إلى بلدان هناك أسباب وجيه تدعو للاعتقاد بأنه سيتم تعذيبهم فيها.
وينقل المؤلف عن تقرير أعدّه في نهاية يناير 2006، المحامي ديك (مارتي) المكلّف من قبل المجلس الأوروبي للتحقيق في مسألة تحويل السجناء إلى المواقع السوداء أن مئة شخص على الأقل طالتهم تلك العملية منذ 2004، وكان قد جرى منع هذا المحامي من زيارة مواقع الاستجواب، ولذلك اكتفى في تقريره بالمعلومات التي أدلى بها شهود مستقلون مثل غريغ موراي السفير البريطاني السابق في أوزبكستان والذي أكد أن مسؤول وكالة الاستخبارات المركزية هناك قد اعترف له بتعذيب سجين تم نقله إلى مركز استجواب اثر رفضه الإدلاء بأية معلومات.
ويشير المؤلف إلى أن هذا السفير حاول في فبراير 2006 نشر كتابا عن تجربته الدبلوماسية لكنه واجه التهديد بالملاحقة القانونية من قبل الحكومة البريطانية إذا لم يتخل عن ذلك، وانه أي السفير، على قناعة بأن واشنطن قد عززت قرار منع إصدار الكتاب كي لا يفصح عما يعرفه عن ملف تحويل السجناء.
يقع الكتاب في 455 صفحة من القطع المتوسط، ونشرته دار نوفو موند في باريس.

ألم مغلف بالهزل
وعرضت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية كتاب "حكايات من بغداد القديمة، أنا وجدتي" للكاتب العراقي خالد القشطيني، ومن اصدار دار الحكمة في لندن. وتكتب سميرة المانع في عرضها للكتاب: لأوّل وهلة، عندما تقع عين القارئ على غلاف الكتاب ينتابه شعور مفرح أنه بصدد مطالعة كتاب مملوء بالمرح والفكاهة والتسلية، من أجل تزجية الوقت والانشراح، لكن القارئ سرعان ما يفطن إلى أنه بصدد موضوع آخر مختلف، كثير الجد والتألم على ما يراه أمامه من جهل وغباء وسوء تصرف وعدم اهتمام، مغلفا هذا النقد كله، ظاهريا، بالدعابة والهزل واللامبالاة.
الكاتب هنا يلتجئ إلى حيل فنية سبق أن التجأ اليها الأدباء لتمرير أفكارهم على مرّ العصور؛ نذكر منهم ابن المقفع في كتابه "كليلة ودمنة" عن لسان الحيوانات، أو الكاتب الفرنسي رابلييه بفرنسا في القرن السادس عشر عندما كان مجتمعه يعج بالتخلف والجهل والقسوة والتعصب، فكتب حكايات ساخرة في كتابه "كاركنتو وبنتاكرول".
رويداً رويداً هناك ما يزيل هذا الوهم والاعتقاد ويجعل الامر معكوسا بل مدعاة للبكاء، كون الامر مقصوداً من أجل فحص وتحليل ما يجري هناك بسرد حيّ لشخوص لا زالوا أمامك حتى الآن، لم يتغير شيٌ فيهم كثيرا عدا أننا في القرن الحادي والعشرين.
نبتدئ أوّلاً عندما يصف ايوان جدّته الذي شبهه بـ"الجايخانة" باستثناء أن تحولت تخوت المقهى الخشبية "بافرشة ووسائد ومنادر، الرجال يجلسون على تخوت عالية والنساء يجلسن على تختات واطئة ليعرفن مكانتهن في المجتمع"، وأضيف بدوري وللعلم، أن النساء اليوم في العراق لا يتوقع منهن أن يدخلن بمفردهن المقهى، فلا حاجة للتفكير في كيفية جلوسهن بها على الاطلاق، كدليل على التطور الذي جرى بالعراق منذ العهد الملكي.
يستمر المؤلف في وصف المجتمع العراقي على لسان بطله الصغير البريء متحدثا عن السطوح البغدادية في الصيف، حيث ينام الناس "وكان سطح هذا البيت محاطاً بأسوار بارتفاع حوالي مترين من ألواح التنك الذي عمل فيه أخي عدنان ثقوبا في أماكن استراتيجية مكنته من استعمال سطح بيت جدتي للتفرج عما يجري فوق سطوح بقية البيوت خلال الليل".
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04101 seconds with 10 queries