فصل واعلم بأن الجواهر المعدنية ثلاثة أنواع
فمنها ما يتكون في التراب والطين والأرض والسبخة ويتم نضجه في السنة أوأقل منها، كالكبريت والأملاح والشُّبوب والزَّاجات وما شاكلها. ومنها ما يتكوّن في قعر البحار وقرار المياه، ولا يتم نضجه إلا في سنة أوأكثر منها، كالدُّرّ والمرجان، فإن أحدهما نباتي وهو المرجان، والآخر حيواني والدُّرّ. ومنها ما يتكوّن في كهوف الجبال وجوف الأحجار، وخلل الرمال، ولا يتم نضجه إلا في سنين كالذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص وما شاكلها. ومنها ما لا يتم نضجه إلاّ في عدد سنين، كالياقوت والزّبرجد والعقيق وما شاكلها. ونريد أن بيّن ونصف طرفاً من كيفية تكوين كل نوع من هذه، ليكون دلالةً على سائرها، ولكن نحتاج، قبل وصفنا هذه الأشياء، أن نذكر صورة الأرض وكيفية قِسمةِ أرباعها، وصفات تلك الأرباع كيف تتغير أحوالها، وكيف تتبدّ لصفاتها في الدهور والأزمان الطول فنقول: إن الأرض بجميع ما عليها من البحار والجبال والبراري والأنهار والعمران والخراب هي كرة واحدة مُعلّقة في الهواء في مركز العالم بإذن الله، جل حلاله، كما بيّنا في رسالة الجغرافيا، فنقول إن الأرض بجملتها نِصفان، نصفٌ شمالي، ونصف جنوبي، وظاهر كل قسم منها ينقسم إلى نصفين، فتكون جُملته أربعة أرباع، كل ربع منها موصوف بأربعة أنواع، فمنها مراضع براري وقفار وفلوات وخراب. ومنها مواضع البحار والأنهار والآجام والغُدران. ومنها مواضع الجبال والتلال والارتفاع والانخفاض. ومنها مواضع المراعي والقُرى والمدن والعُمران.
واعلم يا أخي أن المواضع تتغير وتتبدل على طول الدهور والأزمان، وتصير مواضع الجبال براري وفلوات، وتصير مواضع البراري بحاراً وغدراناً وأنهاراً، وتصير مواضع البحار جبالاً وتلالاً وسباخاً وآجاماً ورمالاً، وتصير مواضع العمران خراباً، ومواضع الخراب عمراناً، فوجب أن نذكر طرفاً من هذه الأوصاف، إذ كان هذا الفن من العلوم الغربية البعيدة عن أفكار كثيرٍ من أهل المرتاضين، فضلاً عن غيرهم.
واعلم بأن كل ثلاثة آلاف سنة تنتقل الكواكب الثابتة، وأوجات الكواكب السيارة وجَوْزَهْراتها في البروج ودرجاتها. وفي كل تسعة آلاف سنة تنتقل إلى ربعٍ من أرباع الفلك. وفي كل ستةٍ وثلاثين ألف سنة تدور في البروج الاثني عشر دورةً واحدة. فبهذا السبب تختلف مُسامتات الكواكب ومطارح شُعاعاتها على بقاع الأرض وأهوية البلاد، ويختلف تعاقب الليل والنهار والشتاء والصيف عليها، إما باعتدالٍ واستواء، أوبزيادة ونقص وإفراطٍ من الحرارات والبرودات، واعتدالٍ منهما. وتكون هذه أسباباً عللاً لاختلاف أحوال الأرباع من الأرض، وتغييرات أهوية البلاد والبقاع وتبديلها بالصفات من حال إلى حال.
ويعرف حقيقة ما قلنا الناظرون في علة المجسطي وعلوم الطبيعيات، فتصير بهذه العلل والأسباب مواضع العمران خراباً، ومواضع الخراب عُمراناً، ومواضع البراري بحاراً، ومواضع البحار براري وجبالاً. ويعرف حقيقة ما قلناه وصحة ما ذكرناه الناظرون في علم الطبيعيات والإلهيات، الباحثون عن علل الكائنات الفاسدات التي تحت مقعد فلك القمر وكيفية تغييراتها، ولكن نريد أن نصف طرفاً من كيفية تكوين الجبال في البحار، وكيف يصير الطين اللين أحجاراً، وكيف تنكسر الأحجار فتصير منها حصىً ورملاً، وكيف تحملها سيول الأمطار إلى البحار في جريان الأودية والأنهار، وكيف ينعقد من ذلك الطين والرمال في قعور البحار حجارةً وجبالاً.
والعم يا أخي أن البحار هي كالمستنقعات على وجه الأرض، فإن الجبال منها كالمنّيات والبريدات لها لتفصل البحار بعضها من بعضٍ، ولئلا يكون وجه الأرض كله مُغطىً بالماء، وذلك أنه لوتكن الجبال علة وجه الأرض، وكان وجهها مستديراً مَلِساً، لكانت مياه البحار تنبسط على وجهها وتغطّيها من جميع جهاتها، وتحيط بها كإحاطة كرة الهواء بالأرض كلها، وكان وجه الأرض كله بحراً واحداً، ولكن العناية الإلهية والحكمة الربانية قد قضت أن يكون وجه الأرض بعضه مكشوفاً ليكون مسكناً لحيوان البرّ، وبعضه لمنابت العشب والأشجار والزروع، إذ كانت هذه غذاء الحيوانات ومادةً لأجسادها "ذلك تقدير العزيز العليم".
عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
|