وإذا اعتبرنا هذا المثال يُظَنُّ أن بين كرة الزمهرير وكرة الأثير سطحٌ متداخل الأجزاء، غير مشتركٍ. وتارةً تُرى حركتها عند انقضاضها كأنها صغيرة هوذي متدرج على سطح كرة كبيرة، وذلك أنّا نراها أحياناً عند انقضاضها واشتعالها تبتدئ حركتها من المشرق فتمرّ على سمت رؤوسنا إلى المغرب، وتارةً من المغرب إلى المشرق، وتارةً تبتدئ من الجنوب وتمرّ على سمت رؤوسنا إلى الشمال، وتارة من الشمال إلى الجنوب، وتارة تتنكّب هذه الجهات، فيتخيل للناظرين كأنها كرة من قُطنٍ اشتعل فيها النار، ثم رميت في الهواء. وكلما أكلتها النار تناثر شررها وصغُرت حتى تفنى وتنطفئ. ومثالها الكرة التي يلعب بها أصحاب الخيالات بالليل، وذلك أنهم يتّخذون كرة معجونةً من سندرس وأجزاء عقاقير، يُشعلون فيها النار، ويأخذونها في أفواههم، فإذا رقصوا أوتنفسوا، رويت النار تخرج من أفواههم ومناخِرهم، ولا يزال ذلك دأبهم حتى تفنى تلك المادة وتنطفئ تلك النار.
فصل وقد يظن كثير من الناس
أن انقضاض هذه الشهب
هي كواكب تُسقَط ويُرمى بها من السماء في الهواء إلى الأرض، ويستدلّون على صحة ظنونهم الكاذبة بقوله تعالى: ولقد زيّنا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رُجوماً للشياطين.
وليس في هذه الآية دلالةٌ على أن الكواكب هي تُرمى بأنفسها، لأنك إذا قلت اتخذت هذه القوس لأرمي بها العدووالكفار، فليس في قولك دلالةٌ على أنك ترمي بنفس القوس، بل ترمي عنها النُّشّاب، فهكذا قوله تعالى: وجعلناها رجوماً للشياطين؛ أي يُرمون عنها بالشهب، لأن هذه الشهب لا تحدث في الهواء إلاّ بإشراق هذه الكواكب وشُعاعاتها في الهواء، كما بيّنا من قبل، وقد فسّرنا معنى هذه الآية وأخواتها في رسائل لنا.
واعلم أن أهل صناعة النجوم متَّفقون على أن هذه الكواكب الثابتة في الفلك الثامن هي من وراء فلك زحل الذي هوالكرسي الواسع، كما بينا في رسالة السماء والعالم، وإنما ذكر الله تعالى أنها زينة السماء الدنيا، لأن أهل الأرض لا يرونها إلاّ دون فلك القمر الذي هوالسماء الدنيا.
ومما يدل على أن هذه الشهب تحدث قريبةً من الأرض، بعيدة من فلك القمر، وسرعة حركتها، فإنها في لحظة تمر من المشرق إلى المغرب، أومن المغرب إلى المشرق، فلوكانت قريبةً من فلك القمر، لما رأيت حركتها بهذه السرعة.
واعلم يا أخي أنها إذا حدث فمرّت مقبلةً على الناظرين، وجازت على سمت رؤوسهم إلى الجانب الآخر، ذاهبةً إلى الأُفق بسيرها على الرؤية، يتخيل للناظرين أنها وقعت إلى الأرض، وليس الأمر كذلك، لأنها مادة خفيفة تطلب العلو، ولا يزيدها اشتعالها إلاّ خفةً. فإما التي تقع منها إلى الأرض فهي التي تحدث في كرة النسيم، فيضغطها السحاب، ويردها إلى أسفل، كنار البرق التي يضعطها السحاب من فوق إلى أسفل.
وأمل علة استدارة تلك المادة فهي أن الأجسام السيّالة من شأنها أن تتشكل، ما لم يمنعها مانع، أشكالاً كرويةً، كما يستدير القطر في الهواء، لأن الشكل الكروي أفضل الأشكال كما بينا في رسالة الهندسة.
وأما علة حركتها إلى جهة دون جهة فبحسب الدافع لها من جهة المقابل، وليست عي الريح، لأنها أسرع حركةً من الريح، وقد بينا على حركتها في رسالة الحركات.
عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
|