عرض مشاركة واحدة
قديم 24/08/2006   #197
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل واعلم يا أخي أنه لولا العِناية الإلهية
ورحمة الباري، جلّ جلاله،


بأن جعل سمك كرة النسيم عالياً، ومركز السحاب مرتفعاً بعيداً عن الأرض بمقدار الحاجة إليه، وجعل من شأن السحاب إذا انخرق أن يطلب البخار الصعود إلى فوق، وجعل من شأن قرع الهواء إذا حدث أن تكون حركته إلى فوق، لكانت أصوات الرعد أضرّت بأسماع الحيوانات الضعيفة وقتلتها، كما يكون ذلك في بعض الأحايين، وذلك أن السحب إذا تراكمت وتكابست، يضغط بعضها بعضاً إلى أسفل، حتى تقرب من الأرض، وتحدث الرعود، ويخرق السحاب من أسفل، ويقرع الهواء ويندفع إلى وجه الأرض، فيكون من ذلك صوتٌ هائلٌ هوالصاعقة، فإنها تقتل كثيراً من الحيوانات القريبة منها ومن الناس أيضاً، كما فُعِلَ بقوم شُعيبٍ وصالح، عليهما السلام. فإذا منعهما السحاب المتراكم، رجعت مُنحطّةً إلى الأرض، فأحرقت ما أتت عليه من الحيوان والنبات، ولكن قلّ ما تُحرق الأجسام الرخوة، لأنها نارٌ لطيفة تنفُذ في مسامها. وأما الأجسام الصلبة فلتكابُس أجزائها وتمانُعها تتغلب عليها وتُذوِّبُها وتُحرقها. وأما الهالة التي تكون حول الشمس والقمر فإنها تدلُّ على المطر ورطوبة الهواء، وذلك أنها تحدث في أعلى سطح كرة النسيم وقت ما يرتفع البخار إلى هناك، ويأخذ يتألف منه الغيم، وعِلَّتُها أن النيِّرين إذا أشرقا على ذلك السطح انعكس شعاعهما، من هناك إلى فوق، وحدث من ذلك الانعكاس دائرةٌ كما يحدث من إشراقهما على سطح الماء. ويشفّ رسم تلك الدائرة من تحت ذلك الغيم الرقيق، كما يشفّ من وراء البلّور والزُّجاج، ويكون مركز تلك الدائرة مُسامتاً للبقعة التي يمر بها مَسقِطُ الحجر الخارج من مركز النيّرين إلى مركز الأرض. فكل من كان من الناظرين ممّن يمرّ ذلك النيّر على سمت رأسه سواءً، فإنه يرى مركز تلك الدائرة من فوق رأسه، ومن كان خارجاً من تحته إلى إحدى الجهات، فإنه يرى مركزها في الجهة المقابلة لموضعها، ويكون قطر هذه الدائرة أبداً مثل سمك كرة البخار مرتين، قلّ ذلك السمك أوكثُر، وتقديرها أكثر ما يكون اثنين وثلاثين ألف ذراع، لأن سمك كرة النسيم أكثر ما يكون ستة عشر ألف ذراع كما بيّنا قبل.
وأما قوس قزح فإنه يحدث في سمك كرة النسيم عند ترطيب الهواء مُشبعاً، ولا يكون وضعه إلاّ مُنتصباً قائماً، وحَدبَته إلى فوق مما يلي سطح كرة الزمهرير، وطرفاه إلى أسفل مما يلي وجه الأرض، ولا يكاد يحدث إلاّ في طرفي النهار في الجهة المقابلة لموضع الشمس مَشرِقاً أومغرباً، ولا يُرى منها إلاّ أقلّ من نصف محيط الدائرة، إلاّ أن تكون الشمس في الأُفق سواءً، فإنها عند ذلك تُرى في نصف محيط الدائرة سواءً، لأن الخط الخارج من مركز جرم الشمس يمرّ مُماساً مما يلي وجه الأرض ومركز هذه الدائرة، فيُرى القوس قائماً منتصباً مستوياً. وإذا كانت الشمس مرتفعة فإنها تُرى أقل من نصف محيط الدائرة، وكلما كان الإرتفاع أكثر كان القوس أقل وأصغر، لأن القوس يكون مائلاً مُنحطاً إلى الجهة المقابلة لموضع الشمس.
واعلم يا أخي أن بين وتر هذا القوس وبين قُطر دائرة الهالة التي تقدم ذكرها نِسبةً متساويةً. وأما علّة حدوث هذا القوس فهي أيضاً إشراق الشمس على أجزاء ذلك البخار الرطب الواقف في الهواء، وانعكاس شُعاعها منه إلى ناحية الشمس. وأما أصباغه التي تُرى فهي أربعة مطابقة للكيفيّات الأربع التي هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة؛ ولخاصّيّة الأربعة الأركان التي هي النار والهواء والماء والأرض؛ ولفصول الزمان الأربعة وهي الصيف والخريف والشتاء والربيع؛ ولمُشابهة الأخلاط الأربعة وهي الصفراء والوداء والدم والبلغم؛ ولمُشاكلة ألوان زهر النبات والشجر. لأن هذه القوس إذا حدثت وكانت أصباغها مُشبعة تدل على ترطيب الهواء وكثرة العشب والكلإ وزكاء ثمر الشجر وحب الزرع، فيكون ظهورها ورؤيتها كالبشارة قدّمتها الطبيعة للحيوان والناس، مُنذِرةً بريف الومان وخصبه.
وأما ما يقوله العامة وهوأن حُمرتها تدل على إرهاق الدماء في تلك السنة وصُفرتها تدل على الأمراض، وزُرقتها تدل على الجدب، وخُضرتها تدل على الخصب، وعلى حسب كثرتها وقلتها تكون دلالتها؛ فإن هذا يكون دليلاً عند الزاجر على أصله وفرعه، وقد بينا ذلك في رسالة الزَّجر والفِراسة.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.07107 seconds with 10 queries