البابا غير معالم البابوية
البابا غير معالم البابوية
لقد غير معالم البابوية وطبعها بشخصيته القوية، اذ اتسم عهده بالتسييس وبالمواقف المحافظة على مستوى النظريات الاخلاقية ما ابعد عنه قسما من المؤمنين الذين وجدوا هوة بين تعاليمه والحياة المعاصرة وتحدياتها.
وكان البابا يتمتع بتأثير كبير على الجماهير وعلى الشبيبة التي أحبها وكرس لها لقاءات كثيرة خلال اسفاره حول العالم. وباطلاقه في بداية حبريته شعاره المستوحى من الانجيل "لا تخافوا", ساهم البابا من خلال قوة الكلمة التي كان يتمتع بها في انطلاقة الحركة الشعبية التي ادت في النهاية الى سقوط جدار برلين. ومن المتعارف عليه ان البابا كان احد اهم العناصر الفاعلة وراء انهيار الشيوعية في المعسكر الشرقي وسقوط الستار الحديدي.
وبعد 24 عاما, دخل البابا مجددا في صلب السياسة العالمية عبر موقفه الرافض تماما للتدخل الاحادي في العراق. وقد اطلق في رسالة الفصح عام 2003 نداء "من اجل السلام في العراق (..) والسلام في المناطق الاخرى في العالم التي ما زالت تشهد نزاعات تحصد القتلى والجرحى".
وقد استحق البابا بسبب التزامه ضد غزو العراق والحركة الدبلوماسية التي نتجت عن هذا الالتزام, الى ترشيحه لجائزة نوبل للسلام وهذا امر لم يسبق ان حصل عليه اي من البابوات في الماضي. وقال اللاهوتي الايطالي اوراسيو بيتروسيولي ان "يوحنا بولس الثاني كرس نفسه قائدا عالميا لكل الذين يرفضون حربا احادية بدون تكليف من الامم المتحدة".
وقد اثارت مواقف البابا المناهضة لغزو العراق سخط السلطات الاميركية لكن هذه المواقف تبدو منسجمة مع روحية حبرية يوحنا بولس الثاني التي وضعت السلام والحوار بين الشعوب والديانات في صلب نهجها.
ويوحنا بولس الثاني هو اول بابا اجتاز عتبة كنيس يهودي (في روما) واقام الفاتيكان في عهده علاقات مع دولة اسرائيل.
كما كان رئيس الكنيسة الكاثوليكية الاول الذي اجتاز عتبة مسجد وقد زار الجامع الاموي في دمشق. وسيبقى اسمه مدونا في التاريخ كونه الداعي الى قمة اسيزي (اطاليا) التي تجمع معظم ديانات الارض في سبيل السلام في العالم.
كما تحلى يوحنا بولس الثاني بشجاعة الاعتذار باسم الكنيسة وكانت له جهود في سبيل توحيد الكنائس المسيحية كما اخذ على البابا قيامه ببعض الزيارات المثيرة للجدل كزيارته تشيلي ابان حكم اوغوستو بينوشيه وزيارة كوبا التي يراسها فيديل كاسترو. كما اتبع البابا خطا متشددا في مجال الاخلاقيات السلوكية والجنسية وفي موضوع بتولية الكهنة. واستقطب البابا المسافر الكبير حشودا هائلة في كل مرة كان يزور فيها بلدا او مدينة.
يكفي أنك كنت خادما امينا للسيد حتى آخر نفس ايها الطوباوي
jesus i trust in u
فإذا يأس الإنسان من الله ...سقط في بحر الإلحاد
و إذا يأس الإنسان من الناس ..سقط في بحر العداوة و البغضة..
و إذا يأس الإنسان من نفسه ..انتهت المعركة بالاستسلام
|