3- محبة المسؤول لمرؤوسيه شرط لمعرفته لهم:
من شروط المسؤولية أن يعرف المسؤول مرؤوسيه لأنه هكذا فقط يستطيع أن يلبي حاجات كل واحد، وأن يساعده على إبراز إمكانياته، وأن يفهم مشاكله وآلامه. ولكن هذه المعرفة لا تكتسب بالدراسة النظرية وحسب، مع أن ثقافة المسؤول العامة تساعد على اكتسابها مساعدة لا يستهان بها. انها تتطلب أكثر من ملاحظة مجردة، موضوعية، مع ان التجرد شرط من شروطها لتبديد الأوهام التي كثيراً ما تحول بيننا وبين حقيقة الآخر.فالمعرفة الحقة للآخر، إذا شئناها ثاقبة، عميقة، تنفذ إلى ما وراء الأقنعة لتطال الآخر في فرادته وأصالته، لا يمكن أن تكون إلا معرفة من الداخل، شرطها الإنفتاح إلى الآخر وإقامة الشركة معه. لقد كتب المؤلف سان أكسوبري في "الأمير الصغير": "لا نعرف إلا ما ألفناه"، ونعلم أن الكتاب المقدس يشير بعبارة "المعرفة" إلى التداخل الكياني العميق الذي بدونه ليس من معرفة حقة. إن معرفة كهذه تمكّن المسؤول من أن يرى، وراء العيوب والنواقص الظاهرة، الإمكانات الدفينة ليوقظها، ومن أن لا "يصنّف" نهائياً أحد مرؤوسيه بل يرى تعقيده ومتناقضاته والنزاعات المتصارعة فيه ويقف موقف الرجاء والثقة (ما يسميه كبريال مرسيل faire credit) من الطاقات الكامنة فيه والتي تنتظر حريته. فالمحبة "تصدّق كل شيء وترجو كل شيء" لأنها، وهي من الله، تنفذ إلى أعماق الآخر حيث صورة الله كامنة. محبة كهذه تنعش وتقوّي من تشمله لأنه يشعر بأنه عُرف وفُهم وقُدِّر في فرادته، بأنه دعي باسمه: "وأدعو خرافي بأسمائها".
انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
|