سؤال ..
هل أدى انتصار المقاومة في لبنان إلى تحرك مواقف لبعض الأطراف في العراق...
الرئيس الأسد ..
لا أستطيع أن أعطي جواباً الآن.. لم نرصد الساحة العراقية بعد.. ولكن رأينا مسيرة المليون دعماً للمقاومة.. كما قلت نتائج العمليات تصاعد.. وهذا دليل آخر.. فإذاً هناك تغير في العراق.. ولو لم نرصده فأنا أتوقع بأن يكون هناك تغير وبوادر هذا التغير ظهرت من خلال ثقافة المقاومة وانتشارها.
سؤال ..
الأمريكان سكتوا أخيراً عن اتهامهم الدائم لكم بمناسبة وبغير مناسبة أنكم أنتم من تحركون الأمور في العراق بشكل أو بآخر.. سكتوا عنكم فيما
يتعلق بموضوع العراق قليلاً.. في الفترة الأخيرة.. هل لهذا تفسير...
الرئيس الأسد..
أولاً لم يعد مقنعاً لأحد في هذا العالم هذا الكلام. أذكر في البداية بعد احتلال العراق كان كثير من المسؤولين الأجانب غير الأمريكان يأتون
إلينا ويتحدثون عن هذا الموضوع.. هم أنفسهم الآن يقولون أنهم يعرفون أن هذا الكلام غير صحيح.. أصبح واضحاً أن المشكلة هي مشكلة الأداء الأمريكي في العراق ومشكلة الحرب نفسها.. لذلك لم يعد مقنعاً هذا الشيء.
من جانب آخر بالنسبة للشعب الأمريكي أغلب المقالات تهاجم أداء الإدارة الأمريكية.. وأصبح هناك تصور واضح داخل الولايات المتحدة بأن الفشل في العراق سببه أداء الإدارة الأمريكية وليس أية دولة أخرى.. لذلك أعتقد بأنهم توقفوا عن الهجوم على سورية.
سؤال ..
بالنسبة لفلسطين.. لا زالوا يثيرون استضافتكم لفصائل المقاومة الفلسطينية منها حماس والجهاد وغيرهما..
الرئيس الأسد..
طبعاً بعد فوز حماس بالانتخابات خف هذا الشيء إلى درجة كبيرة.. وخاصة من الأوروبيين. الأوروبيون الآن مقتنعون أنها حكومة منتخبة ولا بد من التعامل معها.. فهموا بأن تمسكنا بالتعامل مع هذه الفصائل لأننا نعرف ما هي توجهات الشعب الفلسطيني.. وليست قضية علاقة بمنظمات أو بفصائل..أغلب أعضائها هم في الداخل الفلسطيني وليسوا في الخارج.
سؤال ..
في الحقيقة أنا لست أفهم لماذا تتحمل سورية هذا وحدها... طبعاً سورية تشكر انها استضافت فصائل المقاومة الفلسطينية.. إنما لماذا هذا العبء على سورية لوحدها... لماذا لا تستضيف دول عربية أخرى بعض هذه الفصائل...ألم يجر نقاش بينكم وبين آخرين حول هذا الموضوع...
الرئيس الأسد..
أولاً.. هل تريد الفصائل أن تخرج من سورية ...
مداخلة ..
ربما تريد أن تخفف عن سورية المسؤولية ...
الرئيس الأسد..
حتى لو أرادت ذلك.. أي إنسان يريد أن يخرج من بلد آخر يعود إلى بلده. هذا شيء طبيعي.. إسرائيل طردتهم.. فما الفرق في أن يكونوا في سورية أو أي بلد آخر.. بالنتيجة هم خارج الأراضي الفلسطينية.. هذه هي القضية.. وهذا ما طرحناه مع الأجانب قلنا لهم بأنهم طردوا من أراضيهم.. حتى لو أرادت سورية فرضاً أن تقوم بطرد.. فهي تطرد شخصا إلى بلده.. أما أن تطرده إلى بلد آخر فهذا شيء غير منطقي. هذا الكلام أعتقد بأنهم تجاوزوه.. ولديهم الآن مشاكل أكبر بكثير عليهم أن يقنعوا العالم بها قبل أن يتحدثوا عن قضية وجود منظمة في سورية تتهم بالإرهاب ومن ثم يتهمون سورية بدعمها للإرهاب.
سؤال ..
كيف ترى.. سيادة الرئيس.. الموقف في فلسطين في الفترة القادمة بعد ما حدث في لبنان.. هل هو إلى تصعيد أكبر.. تصعيد مقاوم أكبر.. أم إلى اعتراف إسرائيل بأن شيئاً ما يجب أن يتخذ لكي ننهي هذه القضية ...
الرئيس الأسد..
لا أستطيع أن أحدد إلى أين تسير الأمور.. ولكن كما قلنا بما أن المقاومة في لبنان حققت شيئا فسينعكس باتجاه مماثل في الأراضي الفلسطينية إلا إذا فهمت إسرائيل بأن القوة لا تنفع. المشكلة هي إسرائيل وليس الفلسطينيين ولا اللبنانيين ولا سورية ولا غيرها.. المشكلة هي إسرائيل.. هل فهمت إسرائيل الدرس... الآن نسمع حديثا عن طروحات لها علاقة بالسلام في إسرائيل..ولكن التجربة علمتنا ألا نكون ساذجين.. فأولاً هناك تصريحات متناقضة من قبل مسؤولين إسرائيليين مختلفين.. ربما لأسباب داخلية.. ربما هي بوالين اختبار لجس النبض.. ونحن نقوم برد فعل من دون حسابات.. فيبنون موقفهم في المستقبل على رد الفعل العربي.. أو ربما الدولة المعنية.. فإذاً علينا أن ننتظر وألا نتسرع لنرى تماماً ما هو بالون الاختبار النهائي الذي ستطلقه إسرائيل والذي سيكون هو الموقف النهائي.. وتكون استقرت الأمور الداخلية في إسرائيل بعد هذه الحرب.. عندها نستطيع أن نحدد كيف ستسير الأمور.. سواء بالنسبة لفلسطين أم بالنسبة لسورية أم بالنسبة للبنان. لكن هناك جانب إيجابي في فلسطين سمعنا به مؤخراً أمس.. هو عن العمل باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية.. وهذا ما كنا ننصح به منذ أشهر قليلة.. وكنا نعتقد بأنه هو الحل وهو أيضاًَ يوجه رسالة لإسرائيل.
أيضاً الانقسام الفلسطيني لن يغير الاتجاهات الإسرائيلية.. توحد الفلسطينيين سيغير الأداء الإسرائيلي وربما سيخدم اتجاه مفاوضات السلام أو أي شيء آخر لا نعرف.. لكن بالاتجاه الأفضل.
سؤال..
السؤال الأخير.. سيادة الرئيس.. هو ما نسأله عادة من عامة الناس.. نحن الصحفيين.. وأنا بدوري أسألك إياه.. حرب أم سلام... ماذا سيحصل في المنطقة بعد الذي حصل في الفترة الأخيرة... هل ستحارب المنطقة كلها.. العراق أم لبنان أم سورية أم مصر أم غيرها ...
الرئيس الأسد..
طالما تحدثنا عن خيار السلام الاستراتيجي وتبنيناه منذ سنوات.. وكما قلنا قبل قليل فإن خطابي كان خطاب السلام.. فإن ما نرغبه وما نتمناه هو أن يتحقق السلام.. لأنه يعني عودة الحقوق بدون ثمن باهظ. أما الحرب.. أية حرب.. ففيها ثمن باهظ.. ولكن أيضاً النتيجة هي استعادة الحقوق.. فإذاً الهدف هو استعادة الحقوق إذا كان بالسلام فهو الحل الأفضل.. لا يوجد إنسان عاقل يسعى باتجاه الحرب إذا كانت هناك بدائل أخرى. فإذاً علينا أن نستنفد نهائياً الفرص المتعلقة بالسلام قبل أن نتحدث عن الحرب.
مداخلة ..
أن نستنفدها في وقت قصير وقريب...
الرئيس الأسد..
لذلك بدأت الحركة الدولية التي نتحدث عنها في هذا الاتجاه.. لذلك أقول الأسابيع المقبلة ربما شهر أو أشهر قليلة جداً هي التي ستحدد الرؤية النهائية بهذا الاتجاه. كما قلت نحن نتمنى أن تكون عودة الحقوق عن طريق السلام ولكن بالواقع الأشهر القليلة المقبلة ستحدد الحرب أو السلم وسيعتمد ذلك على الإسرائيليين بالدرجة الأولى.. وعلى عودة الوعي للبعض من المحافظين الجدد والمتطرفين في الإدارة الأمريكية الذين يدفعون باتجاه الحرب وليس باتجاه السلام.
سؤال ..
أرى في ذلك الفرصة الأخيرة التي ربما تكون لعدة شهور أو ربما لعدة أسابيع فقط.. عندها ستتحدد فرص الحرب و فرص السلام في المنطقة ...
الرئيس الأسد..
صحيح.
تعليق ..
شكراً سيادة الرئيس.
الرئيس الأسد..
شكراً.. وأهلاً وسهلاً بكم في سورية