سؤال..
طبعاً سيادة الرئيس.. أنا لا أتحدث دفاعاً عن جماعة الغادري أو الخدم.. جماعة خدام وغيرهم من الذين يتغطون بغطاء أجنبي.. ولا بالإخوان المسلمين الذين يرتكبون هذا الخطأ الاستراتيجي بالانضمام إلى فئات يغطيها الغرب.. وإنما أنا أتحدث عن الناس العاديين من المثقفين مثل جماعة منتدى الأتاسي والأعضاء في الاتحاد الاشتراكي وأشخاص آخرين قد يكونون أكثر ولاء للبلد وهم في المعتقل من بعض الذين هم خارج السجون...
الرئيس الأسد..
هذا ما قلت بأنه الحد الواضح.. الولاء للبلد ليس فقط بألا تكون عميلاً معلناً لدولة أجنبية.. الولاء للبلد يكون بعدم القبول بتدخلات أجنبية من خلال أي سفارة.. وأنا واضح في هذا الموضوع دائماً.. أو من خلال أية حكومة أجنبية تتدخل بنا مباشرة.. وأنا قلت هذا الموضوع للأوروبيين بشكل واضح عدة مرات.. قلت لهم.. كل شخص ستتدخلون أنتم من أجله سنضعه في خانة اللاوطنية.. فعليكم أن تتوقفوا عن التدخل وإرسال الرسائل.. هذا الكلام محسوم بالنسبة لنا.. لدينا حساسية عالية جداً تجاه التدخلات الأجنبية..
عدا عن ذلك.. الكل موجود.. ولو أردنا أن نمنعهم عن الكلام كما يشيع البعض لكانوا كلهم في السجن.. الحقيقة ليست كذلك.. نحن قطعنا خطوات ولا ندعي بأننا حققنا الكثير.. قطعنا خطوات معقولة ضمن الظروف التي نعيشها.. البعض يراها أقل من اللازم.. البعض يراها أكثر من اللازم.. دعنا نقف في الوسط.. ولكن علينا أن نسير بشكل حذر.. نحن لا نسير بجو طبيعي.. ولا يشك أحد.. حتى من السوريين أو غير السوريين.. بأن هناك تدخلاً أو محاولات تدخل يومياً في الشأن الداخلي السوري. لا نستطيع أن نكون ساذجين ونقول الأمور جيدة أو الكل وطني.. القضية ليست قضية حسن نية.. بالعكس تماماً.. لا بد أن نرى الأمور بالمنظار الآخر.. ولكن نحن مررنا بظروف كثيرة.. خاصة في السنة الأخيرة من أصعب الظروف التي يمكن أن تمر بها دولة ما.. ولو لم تكن لدينا وحدة وطنية لما كنا تجاوزنا هذه الظروف بهذه الطريقة.. فإذاً لا نستطيع أن نقول بأن الصورة سلبية.. هي صورة إيجابية ولكن فيها سلبيات وهذا شيء طبيعي.. وإلا لماذا نتحدث عن التطوير إذا كان كل شيء
ممتازا... فإذاً نحن لا ننكر ما تقوله ولكن يجب أن نضعه في الإطار الواقعي والموضوعي.. هذا ما أريده.
سؤال..
في الحقيقة إنني أتفهم كثيراً الحساسية تجاه الجهات الأجنبية عندما تتدخل إنما أرجو ألا تكون هناك مثل هذه الحساسيات عندما تكون جهات عربية تتدخل وأظن أن سيادتك التقيت بحركات شعبية متعددة سواء المحامين أو الأحزاب أو الصحفيين وقدموا لك مجموعة من المطالب...
الرئيس الأسد..
ولبينا لهم عدداً من تلك المطالب.
سؤال..
وأعرف أنكم لبيتم مطالبهم وأرجو أن تلبى باقي المطالب.. إن لم يكن هناك مانع أمني كبير.
الرئيس الأسد..
المهم ألا يكون هناك مانع وطني.
سؤال..
سيادة الرئيس.. لا أريد التطرق كثيراً للقوانين الجديدة كما أنني لم أكن أرغب أن أتطرق كثيراً إلى المواضيع الداخلية لأن الموقف العربي والموقف الدولي هو الذي يستحق منا أكبر قدر.. لكن آخر سؤال لي في الوضع الداخلي يتعلق بالقوانين الجديدة التي وعدتم بإصدارها ولم يصدر منها شيء هام حتى الآن مثل قانون الأحزاب ...
الرئيس الأسد..
هناك كثير من القوانين تصدر. وقانون الأحزاب كان بحاجة لوضع رؤية معينة.. ومن ثم عرضها على المواطنين في سورية.. لأن هذا القانون هام جداً. في الحقيقة نحن أخذنا قراراً في مؤتمر الحزب في الشهر السادس من العام الماضي عام/2005/.. ومباشرة بدأت الهجمة علينا وموضوع التحقيق وكل القضايا الأخرى التي تعرضت لها سورية. لا شك بأن الهجوم الذي نتعرض له أخر الكثير من القضايا الداخلية التي كنا سنقوم بها على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى السياسي وعلى المستويات المختلفة.. لكن هذا الموضوع لم يتوقف.. وبكل تأكيد أنت الآن في هذا الظرف تسألني عما نقوم به الآن.. الآن كنا متفرغين تماماً للمعركة التي كانت تحصل في لبنان ولتداعياتها.. وهي لم تنته بعد.. لكن نحن مستمرون وأخذنا قراراً.. يبقى
أن تسمح لنا الظروف أن نتفرغ أكثر لإنجازه.
سؤال..
سيادة الرئيس.. لقد استفضت في حديثك فيما يتعلق بالعلاقة بين الدولة والشعب.. أنت في خطابك الأخير وجهت دعوة كانت غريبة على زعيم عربي أن يوجهها.. وجهت دعوة إلى الأنظمة العربية أن تنحاز إلى الشعوب وهذه دعوة خطيرة توجهها سيادتكم إلى زملائك القادة العرب.. هل تعتقد أن نتائجها ممكن أن تكون كبيرة بالنسبة للعلاقات السورية العربية.. هل هذا سيسهم في عزل سورية عن محيطها العربي...
الرئيس الأسد..
لا.. نحن نتحدث من تجربة واقعية عمرها عقود.. في كل المراحل والأزمات التي مرت بها سورية.. تحديداً ما بعد حرب عام/1973/ ودخول مصر في كامب ديفيد والصراعات التي دخلت فيها المنطقة العربية.. وكانت سورية دائماً في قلب العاصفة.. وتعرضت لمؤامرات خطيرة داخلية وخارجية.. من حمى سورية كوطن هو الشعب.. ولم نعتمد على جهة خارجية.. دول كثيرة أخرى في العالم اعتمدت على الدعم الخارجي فلم تنجح.. أنا الآن أتحدث عن الاستقرار.. نحن نريد الاستقرار.. نحن الآن تعلمنا أيضاً من بعد حرب العراق.. نحن نعيش ما بين حرب العراق وما بين الانقسامات الحاصلة أو الخلافات الحاصلة في لبنان والتي تؤثر في لبنان وفي محيط لبنان وفي كل ما نعيشه كلنا كعرب.. الأوضاع غير مريحة ومع ذلك ما يساعدنا هو الحالة الشعبية.. لا يمكن أن يكون هناك استقرار وحالة شعبية مستقرة من دون أن تنحاز الدولة إلى حد ما إلى جانب الشعب.. فهي نصيحة أنا طرحتها على المستوى العام من خلال تجربة ولا أعتقد بأنها خطيرة.. الاستقرار ليس خطيراً.. أعتقد العكس.
سؤال..
الاستقرار ليس خطيراً.. ولكن توجيه النصح هذا كان مستغرباً.
الرئيس الأسد..
وأنا أنصح نفسي على كل الأحوال.. وأضع نفسي معهم.
سؤال..
هل حرقت سورية أوراقها العربية بالملاحظة الشديدة التي قلتها في خطابك.. الملاحظة المتعلقة بأن الحرب أسقطت أنصاف المواقف أنصاف الرجال...
الرئيس الأسد..
دعني فقط أكمل نقطة بالنسبة للسؤال السابق.. لست أنا الوحيد الذي ينصح بهذه النصيحة.. هناك رؤساء عرب يطبقون هذه الفكرة.. لا أريد أن أقول أنهم الأكثرية ولكن هناك من طبقها فلست أنا الوحيد.. أما بالنسبة لسؤالك حول ما إذا كنا حرقنا أوراقنا العربية.. فلم يحصل ذلك لأن أنصاف الرجال موجودون دائماً في كل المواقف وفي كل الأماكن وهي كلمة عامة ربما تشمل مسؤولاً أو صحفياً أو كاتباً.. وكان التفسير واضحاً بالنسبة لهذه النقطة في الخطاب.. هؤلاء من يأتون متأخرين بالموقف بعد أن تظهر موازين القوى.
سؤال..
وهل يوجد أحد يتخذ موقفاً.. باستثناء القادة والحكام...
الرئيس الأسد..
هؤلاء أخذوا موقفاً منذ البداية.. وربما تعارضت مواقف البعض مع موقف سورية.. ولكن الإعلام اتهم تلك الدول.. الحقيقة كانت المواقف موجودة منذ البداية.. ولنتحدث عن الطبقة السياسية.. الطبقة السياسية أصحاب المصالح السياسية ينتظرون.. ليس بالضرورة أن يكون الآن مسؤولاً.. لكن ربما هو فاعل في السياسة أو هو زعيم سياسي وهكذا.. البعض منهم ربما
يكون مسؤولاً يأخذ موقفاً.