24/08/2006
|
#1
|
مشرف متقاعد
نورنا ب: |
May 2006 |
مشاركات: |
3,276 |
|
النص الكامل لحديث الرئيس الاسد الى قناة دبي .
فيما يلى نص الحديث..
مقدمة:..
أهلا بكم.. بعد الانتصار الحاسم للمقاومة فى لبنان.. وأنا أقول الانتصار الحاسم ويقول غيرى.. للاسف الصحف الاجنبية منها /الايكونومست/.. تقول.. حزب الله يكسب الحرب فى الوقت الذى تشكك فيه صحف عربية بهذا الانتصار. بعد الانتصار الحاسم للمقاومة فى لبنان.. وتعلق أبصارنا وقلوبنا بلبنان قلب المقاومة.. أظن كان من البديهى أن نتجه الى سورية قلب الممانعة باللغة السياسية العربية الجديدة.. فى سورية قلب الممانعة ضيفنا الليلة الرئيس السورى الدكتور /بشار الاسد/.
الدكتور بشار أشكرك على المقابلة.. وكنت أتكلم عن الانتصار الحاسم للمقاومة فى لبنان.. وهذا الانتصار الحاسم سموه فى بعض الاحيان منعطفا تاريخيا.. لكن سيادة الرئيس منذ وعيت على الدنيا دائما يقال لنا.. اننا فى منعطف تاريخى وراء منعطف تاريخى.. لدرجة أننا لم نعد نصدق تماما اذا كنا نعيش لحظة تاريخية.. مفصلا تاريخيا أم لا. هل انتصار المقاومة فى لبنان هو مفصل تاريخى فعلا أم مجرد هبة مؤقتة.. مهما كان لها قيمة ستعود فيها الامة الى النوم الذى كانت مستغرقة فيه...
الرئيس الاسد..
أهلا وسهلا بك فى سورية ليس كضيف.. وانما ابن لخط قومى معروف على مستوى الساحة الاعلامية العربية. كل شىء جديد يحصل بالنسبة لاى دولة أو لاى شعب أول مرة فى التاريخ هو تاريخى.. لكن أن نقول.. مفصل تاريخى علينا أن نحدد أين يذهب بنا هذا المفصل التاريخى غزو العراق هو مفصل تاريخى.. لكن هل تعنى كلمة تاريخى شيئا ايجابيا.. ليس بالضرورة. غزو العراق مفصل تاريخى باتجاه الوراء.. باتجاه الخسارة.. باتجاه التخلف.. باتجاه الدمار بكل معانيه السلبية.. لا شك أن ما حصل فى لبنان هو مفصل تاريخى.. ربما تسمع اراء مختلفة على الساحة السياسية العربية.. لا أريد ان أحدد بأى اتجاهات.. ولكن أعتقد أن الساحة الشعبية بشكل عام تنظر اليها كمفصل تاريخى بالاتجاه الايجابى وبالاتجاه الصحيح وباتجاه مصلحة الامة العربية بشكل عام. مهما قلنا بأن اندفاع هؤلاء الناس كان عاطفيا.. لكن لا شك بأن الشعب العربى عبر تجارب العقود الماضية تكون لديه حس عفوى بالاتجاه الصحيح.. أحيانا يسبقنا كسياسيين.. ولا نستطيع لو استبعدنا الاراء السياسية للعاملين فى هذا الحقل الا أن نأخذ بالاعتبار هذه الرؤية. فنعم أعتقد أن ما حصل هو شىء تاريخى.. ولكن أيضا التاريخى يكتمل بكيف تستفيد من نتائجه.. كيف تحول النتائج السلبية لهذا الحدث بالاتجاه الايجابى الذى تريده.
سؤال..
يبدو أن النتائج سيادة الرئيس ستكون بأى شكل من الاشكال /شرق أوسط جديد/.. لكن هنا سيادة الرئيس تصادم الرؤى ما بين رؤية أمريكية
ل/شرق أوسط جديد قائم على الديمقراطية/ وبين رؤية سورية.. /شرق أوسط جديد قائم على المقاومة/.. أى /شرق أوسط جديد/ تريد سيادة الرئيس... وهل ممكن تحقيق هذا /الشرق الاوسط الجديد/....
الرئيس الاسد..
هى ليست قضية أى شرق أوسط نريد على طريقة صناعة أى منتج أو أى منتج مخبرى فى المخبر.. هنا واقع.. والواقع هو الذى يفرض عليك أى شرق أوسط..
وهذا الواقع فيه شعوب.. فيه مئات الملايين.. فى المنطقة العربية على الاقل.. وأكثر من مليار فى المنطقة الاسلامية.. فهذا الواقع سيفرض نفسه بهذا الاتجاه. وما أثبتته التجارب خلال السنوات الاخيرة منذ بدىء بطرح هذا المفهوم /الشرق الاوسط الجديد/ أن ما يطرح فى الخارج هو طرح نظرى لا يمكن تطبيقه بمعزل عن الاخطاء الكثيرة التى يقومون بها.. فالشىء المؤكد فى هذه النقطة لا يمكن أن يكون هناك شرق أوسط الا كما يريده أبناء الشرق الاوسط.. هذا ما تحسمه الوقائع وليس وجهة النظر السورية.
سؤال..
ماذا يريدون سيادة الرئيس...
الرئيس الاسد..
شرق أوسط.. وربما عالم.. وليس فقط شرق أوسط.. خاضع خانع يقبل بما يريدون دون تردد.. كالكمبيوتر تضع فيه معلومات فيعطيك نتائج. هذا ما يريدونه بكل وضوح.
سؤال..
شرق أوسط خاضع لهيمنة أمريكية أم هيمنة اسرائيلية. سيادتك تعرف أن
النقاش القديم.. هل أمريكا تحرك اسرائيل أم اسرائيل تحرك أمريكا على
الاقل فى منطقة الشرق الاوسط....
الرئيس الاسد..
هناك علاقة تبادلية.. فى الانتخابات شىء وفى الحرب شىء اخر.. وأنا لست خبيرا بالساحة الامريكية.. لكن واضح أن هذه الحرب كانت حربا.. فى جانب كبير منها.. أمريكية.. فى القرار.. وفى المماطلة بالنسبة لوقف اطلاق النار.. كان فيها جانب أمريكى يخدم قضية /الشرق الاوسط الجديد/.. لكن صمود المقاومة أفشل هذا الموضوع ورد فعل الشارع العربى أيضا أفشل هذا الموضوع أو سيفشله فى المستقبل.
سؤال..
أين إيران من هذا /الشرق الأوسط الجديد/. هل هو /شرق أوسط جديد/ اللاعب الرئيسي فيه أمريكا وإسرائيل كما كنا نقول.. أم أن اللاعب الرئيسي فيه إيران.. أم اللاعب الرئيسي فيه هم العرب...
الرئيس الأسد..
ما يهمني هو العرب.. طبعاً إسرائيل لاعب رئيسي من خلال العدوان.. والولايات المتحدة من خلال موقعها كقوة عظمى ومن خلال دعمها غير المحدود لإسرائيل.. أما بالنسبة لإيران فهي دولة في هذه المنطقة منذ الأزل. لكننا نريد أن نقول.. الأهم من أن نرى إن كانت إيران لاعباً رئيسياً.. أن نرى بأننا الغائب الرئيسي كعرب عن الساحة السياسية في منطقتنا.. في صناعة القرار وفي صياغة مستقبل هذه المنطقة.. هذه النقطة التي يجب أن نراها.. أهم من أن نضيع وقتنا في الحديث عن أن إيران تلعب دوراً يجب أن يكبر أو يصغر. الأفضل أن نقول ما هو دورنا. لا يحق لنا أن نتحدث عن أدوار الآخرين ولا نستطيع أن نراها بحجمها الحقيقي إن لم نمتلك دوراً.
سؤال..
بالتأكيد أنا متفق معك سيادة الرئيس بأن دورنا هو الأول.. إنما إيران تبعث لدى البعض بعض المخاوف. في منطقة الخليج مثلاً إيران محتلة جزرا من الإمارات.. الدور الإيراني في العراق. كل هذا يثير بعض الشكوك والمخاوف من إيران في الوقت الذي تأخذ فيه إيران دوراً متميزاً في الوقوف إلى جانب المقاومة.. في الوقوف إلى جانب الصمود والممانعة العربية...
الرئيس الأسد..
يجب أن نسأل الدول العربية مم تتخوف؟ رأيت أن البعض يتخوف من هذا الدور الذي سألت عنه.. وأنا قلت بأن الخوف هو من غياب الدور.. نعود لنفس النقطة. ولكن إن كانت إيران تلعب دوراً أساسياً وكبيراً فهذا لمصلحة المنطقة.. نحن ليس لنا مصلحة بأن نكون دولا ضعيفة.. الدول القوية إن كانت تلعب دوراً عادلاً أو دوراً أساسياً إيجابياً فهذا يحقق استقرار المنطقة. التخوف من ماذا... من دور ايراني في العراق... علينا أن نسأل العراقيين. لا يمكن لإيران أن تلعب دوراً في العراق من دون العراقيين.
إذاً علينا أن نسأل العراقيين عن هذا الموضوع قبل أن نتحدث من خارج العراق عن دور إيران في العراق على سبيل المثال ربما يتخوف البعض من المشروع النووي الإيراني.. وإيران تقول إنها لا تريد قنبلة نووية.. وبالقانون الدولي لديها الحق كأي دولة بأن تمتلك مفاعلاً للأغراض السلمية.. مم التخوف... أنا شخصياً لم أر شيئاً واضحاً موضوعياً.. وبنفس الوقت طرحنا هذا الموضوع مع الإيرانيين.. قالوا إنهم مستعدون.. وتحركوا لطمأنة الدول العربية.. كما رأينا مؤخراً.. فالحل هو بالحوار مع ايران.
سؤال..
سيادة الرئيس.. ألا تخاف من نمو النفوذ الإيراني مما يؤدي إلى نمو التيار الديني في المنطقة كلها.. وربما القضاء على التيار القومي الذي تنتمون إليه والذي ازدهر لعقود في المنطقة العربية ويبدو أنه يتراجع حالياً كما يقال أمام التيار الديني....
الرئيس الأسد..
نحن دولة قومية ودولة علمانية.. ومع ذلك لا توجد أي مشكلة بالتعاون بيننا وبين إيران.. لم نر بأنهم ضد الدولة القومية أو أنهم لا يستطيعون التعاون معها.. فلا أعتقد أن هذا الكلام كلام موضوعي. انظر الى ما يحدث في العراق.. أعتقد بأن القوى الغربية التي تتحدث عن العلمانية بشكل مستمر هي التي تعمل لتقوية تيار التطرف.. ولا أتحدث عن تيار ديني.. نحن مجتمع في معظمنا مسلم.. وطبعاً لدينا مسيحيون.. ومعظمنا مؤمن وملتزم بدينه فلا يوجد تناقض بين الأولى والثانية.. ولكنني أرى أن بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة هي التي تكرس التطرف في منطقتنا وهذا هو ما يقلقنا.
سؤال..
اسمح لي.. سيادة الرئيس.. الحكام عادة يخشون من نمو التيار الديني بصرف النظر عن التطرف.. يخشون من نمو التيار الديني في بلدانهم في معظم الأحوال...
الرئيس الأسد..
خارج إطار التطرف هذا شيء جيد.. الدين أخلاق.. والدين محبة وتعاون وفيه كل الأشياء التي نتحدث عنها في خطابنا السياسي فلماذا نرفض التيار الديني... ولكنني أعتقد بأن الغالبية تقصد تيار التطرف الذي يسمى تيار تطرف ديني.. لكنني أنا أقول التطرف.. والتطرف هو الخروج عن الدين.
|
|
|