تجرعْنا الكذبَ رشفةًً رشفةً حتى ثملنا من الخوف، تواريْنا عن الأنظارِ نترنحُ عند جدرانِ الحقيقة، ولم نصحُ إلى الآن.
أثناء غيبوبتِنا استباحوا عقولَنا وقلوبَنا، وكسروا أقلامَنا ومزقوا أوراقَنا، وحوّلوا المسارحَ والمعارضَ والساحات منابراً لخطاباتِ النفاقِ وأناشيد التملق.
لم يبقَ في رؤوسِنا إلا صداع، صداعٌ بعد صحوةٍ مفاجئةٍ من آثارِ أقداحِ الرياء.
بُحّتْ أصواتُنا من الهتاف، وتقرّحَت أكفُّنا من التصفيق، وتخدّرَت عقولُنا من الكلمات المعسولة.
لعنتْكُم حجارةُ الوطن، ونَبذَكُم ترابُه، وحتى الهواء تبرأَ من صدورِكم المملوءةِ بالجشع والأنانية والخيانة.
أنفاسُكُم مشحونةٌ بالحقد، وقلوبُكُم تشتعلُ بالشر، ورؤوسُكُم مريضةٌ بجنون العظمة، أما أياديكم فدماءُ الأحرارِ تُدينُها.
هذهِ هي قصةُ الوطن، يرويها سكارى ..
كل جنون بينكتب بالدم ..