عرض مشاركة واحدة
قديم 18/08/2006   #2
شب و شيخ الشباب Maestro
مسجّل
 
الصورة الرمزية لـ Maestro
Maestro is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
مشاركات:
19

افتراضي


هل تعني الوطنية الاستهتار بمصالح الوطن والناس؟(عدم الإحساس بالمسؤولية)

هل تعني الوطنية التفريط بالحقوق ؟(عدم الالتزام بالواجب)

هل تعني الوطنية قبض الراتب من دون تقديم أي مقابل؟

هل تعني الوطنية الاستسلام لواقع الحال ، وعدم التفكير بالتقدم وتحسين الحال؟

في المجتمع الليبرالي، نجد سوية عالية من الإحساس بالمسؤولية سواء كانت مسؤولية مهنية أو مسؤولية وطنية أو مسؤولية إنسانية فالليبرالي لا يفرَّط بحقوقه لكنه بالمقابل ملتـزمٌ بواجباته..

على المستوى المهني يبذل الحقيقية. من خلال المنافسة الجادة والمطلوبة، أقصى ما يستطيع لتحصيل المعرفة وتكوين المهارة المهنية وهو يحرص على أن يؤدي واجباته المهنية وغيرها بمنتهى الدقة التي يستطيعها وبأقصى درجات الالتزام والولاء كما أنه يلتزم بالمواعيد بدقة ولا يهدر الوقت ويسعى جاهداً لتحسين الأداء وقد تربى على أن يكون منصفاً ويحترم الآخرين كما أنـهم يحترمونه فهو منضبطٌ في سلوكه وملتزم بالقوانين وهذه هي الجوانب الأخلاقية الأساسية التي تُشيَّد بـها الفلسفة الليبرالية. والأكيد أنها معايير وطنية حقيقية .



ما الشعب إلا مجموعة من المواطنين، والاعتراف بفردية المواطن، تعني الاعتراف بوطنيته، والالتزام بحقه في الاختيار الحر والتفكير المستقل وحقه في التعبير عن نفسه وأفكاره وآرائه ومواقفه دون قمع أو رهبة من اعتقال أو قطع رأس. وكل هذا، من الاختيار الحر إلى التفكير المستقل إلى حق وحرية التعبير، كلها أمور تُساعد في بناء وطن متماسك قوي، مواطنوه أحرار مستقلين.يتمتعون بحريات كبيرة، تفللجميع،م مجالات واسعة، تضيق بها كل الأنظمة السابقة من شمولية إلى دينية. وكل ذلك ضمن فرص متكافئة للجميع ، لا غلبة لطائفة ولا لعرق، ولا لمذهب على الآخر.

مجتمعنا محكوم بالتخلف، وكيف لا، ونحن نعيش تحت نير سلطتين، هدفيهما وناتج هما واحد، آلا وهو إبقاء الحال على ما عليه. نحن محكومون للأسف بقانون القصور الذاتي فلا شيء يعلو على ذاته وإنما لا بد أن يأتيه دافع من خارجه فالليبراليون في مجتمعنا هم من داخله لكنهم يفحصون أوضاعه وكأنـهم من خارجه إنـهم يتمكَّنون من رؤية نقائص السائد وهم بداخله وبذلك فإنـهم محبو وطن، ومنقذين، إذا استجاب لهم الناس أما إذا رفضهم المجتمع ولم يستجب لهم بضغط من الأصولية الدينية، المتحالفة سرا مع الأصولية الحاكمة. فإن نعترف،بشتَّى أبعاده يبقى مهيمنا فتستمر الثقافات تعيد إنتاج ذاتـها وتجترُّ مكوَّناتـها دون تطوُّر ثقافي ولا حراك اجتماعي فشرط التطوير والتحديث اليوم هو انتهاج الفلسفة الليبرالية، والتي تستطيع وحدها، نقل المجتمع المتخلف إلى مجتمع لأكثر تحضرا ورقيا وإنسانيا.



نعم نعترف ، أننا اليوم أقلية، وهذا هو ما يحصل دائما كما يُقال (الخيار قليلون) .إضافة إلى عدم وجود تأثير سياسي قوي. وكيف لهذا التأثير أن يحدث؟ ونحن نواجه قوى متجذرة في الأرض، لا يهمها إلا نفسها، (وبعدي الطوفان) وللأسف الشديد، مع كل هذا الظلام، وهذا القمع، وهذا التخلف. وتهمة اللاوطنية توجه إلى الليبراليين، أما هؤلاء، من حولوا الوطن إلى مزرعة ومعبد وشعارا، وأعادوا عقارب الساعة إلى الزمن الحجري، يُطلق عليهم وطنيون!!!

تواجه الليبرالية العربية الوطنية اليوم:

السلطة الحاكمة، عبر رفضها القبول بالآخر، والتداول السلمي للسلطة، وحرية الفكر والتعبير والرأي، والمساواة، ومبدأ تكافؤ الفرص، والاحتكام إلى صناديق الاقتراع بكل شفافية وأمانة. وبالتالي من أجل كل هذا تُحارب الليبرالية والليبراليين.



السلطة الدينية، وعبر رفضها أي حقيقة غير المعلنة من قبلها، واعتبار نفسها المرجع الأول والأخير في كل الأمور الثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية، ورفضها قبول الآخر، وبالتالي تعمل جاهدة على وصف الليبرالية بالإلحاد، وتجييش دُعاتها، من أجل مهاجمة الليبراليين والليبرالية أينما (ثقفوهم).

الدين هو الوتر الغليظ الذي لعبت عليه السلطة الدينية، ولكن الليبرالية لم تناد أبدا بالإلحاد على العكس من ذلك تقول الليبرالية بما يخص الدين:بأن القيمة الحقيقية للأديان ليس بما تمارسه من طقوس شعائرية قد تكون شكلية، ولكن بما تقدمه للبشرية من خير وفضل، وبما تزرعه في أفئدتهم من تسامح، والشر ليس في تعدد الأديان، وإنما في تفشي روح عدم التسامح، كما رفضت الليبرالية مبدأ أحادية المعتقد، انطلاقا من إيمانها بأهمية التأمل قبل إصدار الأحكام المطلقة، مع مقتها لذلك.



الأنظمة الأنظمة،--والتي فقدت مكانتها وحظوتها، نتيجة معاركها الدونكيشوتية ومواقفها، التي أدت إلى نكبات ونكسات وانكسارات، وشعاراتها العنترية، والتي تحولت في الزمن الحاضر إلى (زهرتي يا زهرتي). تُقدم هذه الأنظمة ، الليبرالية برؤية معادية للمصالح الوطنية العليا ومفهوم الأمن القومي العربي. ويكفي هذه الشهادة التي يرويها الحائز على جائزة نوبل لآداب لعام 1987، الشاعر الروسي (جوزيف برودسكي)ماذا يقول عن نموذج الدولة الشمولية القمعية الإرهابية:كأنها دولة رهيبة إلى حد ما، ولأجل ذلك فهي ممتعة بسبب رهبتها، فان روسيا مثال متواضع، مما يمكن للإنسان أن يفعله بأخيه الإنسان. في هذا القرن أكملت درجة خاصة من المقدرة السلبية في الخلق البشري، كانت روسيا درسا حول قدرات الإنسان، تم هناك القضاء على عدد ضخم من الكائنات الإنسانية، وأبيد الملايين من أجل ابادة الملايين، فهذه الملايين المبادة ضرورية --أليس كذلك؟))

(في الحسابات النهائية إن روسيا تتألف من الضحايا والجلادين، والأدوار كانت موزعة كثيرا أو قليلا.

تستخدم الدولة الشمولية ثلاثة وسائل لروادها:اقبة المخالفين في الرأي، مكافأة الأزلام، الإكراه العقائدي للجماهير.)



مفهوم الحرية والوطنية كما يشرحه أحد روادها :

--- الحرية هي سلطة القانون لا سلطة الشعب، وأن سلطة القوانين هي حرية الشعب، وبالتالي فالحرية في نظره هي " الحق في فعل كل ما تسمح به القوانين "، وفي حال التعدي على ذلك فلا حرية مكفولة، ولا حقوق مصانة، إذ " لن يبقى بذلك ثمة حرية (قانون) يمكن الالتجاء إليها، لأن الآخرين سيكون لهم ذلك الحق أيضا"

وفي سبيل تحقيق مبدأ المساواة والعدالة المستندة على الحرية في الرأي، والعقيدة، والتملك، فقد دعا منتسكيو إلى حتمية الفصل النسبي بين السلطات الثلاث التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، حتى لا يتحقق الإفراط في السلطة، إذ لا بد حسب رأيه "أن تضع السلطة حدا للسلطة "، وبالتالي فإنه يرى أن من الخطورة أن تجتمع سلطة سن القوانين، ومن ثم تنفيذها، والحكم فيها، في يد سلطة واحدة أيا كانت تلك السلطة وشكلها، كما يرى أن الحرية السياسية لا يمكن أن تتأتى إلا في نطاق حكم معتدل، محدد الصلاحيات، وحتى يكون الحكم معتدل، فلابد من توزيع عقلي عادل لمختلف القوى الاجتماعية بحسب المقدرات الطبيعية والمادية.



وبالرغم من أنه لم يكن البادئ بهذه النظرية حيث سبقه كل من: أرسطو (384 – 322ق.م)، وجان يودان في القرن السادس عشر الميلادي، ولوك، إلا أنها قد ارتبطت به لعدة اعتبارات أساسية منها: أنه أول من تعمق في دراسة هذه المسائل وركز على تفاصيلها، وهو أول من بيّن الأهمية العلمية لذلك، كما أنه أول من ركز على أدلة التاريخ السياسي الفعلي المدعمة لرأيه ولم يقتصر على ذلك فحسب، بل دعا إلى إقامة النظام الفدرالي الاتحادي الذي ـ وحسب رأيه ـ تتمتع فيه الدولة باستقلالية كل منطقة عن الأخرى في أحكامها وقوانينها وسلطتها، لكنها تجتمع على النطاق الخارجي في قوة مركزية واحدة فيكون لها كل مزايا الملكيات الكبيرة، وهو الأمر الذي وجد فيه مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية الشكل المناسب لإقامة دولتهم الفدرالية علاوة على إيمانهم العميق بفكرته القاضية بفصل السلطات الثلاث عن بعضها البعض.

((ناكروا الجميل:

قدم الغرب للعرب معنى الوطن والوطنية والمؤسسات العامة كالبرلمان والمحاكم المدنية والصحافة، وقدم علومه وآدابه وطبابته واقتصاده ونظمه التربوية وتقنيته في الإنتاج الزراعي والصناعي والحربي ------إن نعم الغرب على العرب تشمل مفهوم التعليم العام والخدمات الصحية والضمان الاجتماعي ومفهوم الرفاه العام. وهذا ما يؤكده تبني المقاييس الغربية في الحديث عن الإنجازات في حقول التقدم من قبل الحكومات العربية.



يتساءل رفائيل باتاي: لماذا، من بين كل مجيدة،لتي وجدت نفسها في وضع مشابه، وجها لوجه ضد الغرب، يثور هذا الكره للغرب بأوضح أشكاله المعلنة عند العرب حصرا، فاليابان تعرضت للتغريب وللقنابل الذرية، والهند قسمت إلى دولتين دون أن يخلق ذلك عندها كل هذا الكره للغرب !

العرب يتصورون تاريخهم مجموعة انتصارات مجيدة ، ويرون أنفسهم قد أسهموا في نشأة الحضارة الغربية ، فلما صار عليهم أن يتعلموا من تلامذتهم الغربيين حقدوا عليهم .

العامل الثاني للكره تاريخي أيضا، فالعرب لم يقابلوا الغرب إلا في ساحة المعركة مرارا، وقد هزموه وأخضعوه لحكمهم.

ثالثا: الإسلام ساعد العرب في عصور مجدهم الأقل على تحقيق تفوق ثقافي وعسكري على الغرب. ولذلك تحتم على العرب وحدهم(دون بقية المسلمين) أن يواجهوا الحقيقة المرة بأنهم في القرون الأخيرة خسروا التفوقين).



ثمة عدد من السمات التي أصبحت الآن مألوفة في النموذج الشخصي العربي والتي تفرض بشكل مسبق على العرب في أن يتخذوا موقفا معاديا للغرب---من بينها ميلهم إلى المبالغة، وهي لا تدفعهم فقط إلى التشديد على مشاعرهم إزاء الغرب وتكرارها، بل في الواقع تكثف تلك المشاعر--- والسمة الأخرى هي الإحساس بالهامشية مما لا يسمح للعربي أن يسلخ نفسه عن بيئته وثقافته التقليديتين انسلاخا تاما ---ويتصل بهامشية العربي اتصالا وثيقا شعوره بالازدواجية تجاه ثقافته وثقافة الغرب الحديثة، مما يجعل كرهه للأخيرة أقوى كلما ازداد انجذابه إليها ---والى كل ذلك يجب أن يضاف ميل العربي إلى لوم الآخرين على تقصيرا ته وإخفاقاته. )).
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06694 seconds with 10 queries