هزمتنا كلنا ( من كتاب شرق عدن غرب الله ) أكيد محمد الماغوط .
ودفعةً واحدة بلا استثناء
وتحديداً في موقعة "شرق عدن غرب الله"
هزمتَنا وأنتَ مثقلٌ
بالهزيمةِ والفقر والجوع والمرض ورائحة الأرض والتبغ وصوتك المخنوق
ماذا كنتَ ستفعل لو كنتَ
منتصراً ومترفاً وشبعان ومعافىً
كنتَ لن تفعل أي شيء
ببساطة ... لأنّكَ ما كنتَ تحوز أدواتِ الهزيمة... هزيمتَنا المشتركة
أقولُ لكَ أدوات الهزيمة لا فلسفتها...
فالبحثُ عن كسرةِ خبزٍ يعادلُ فلسفةَ الجوع
والبحثُ عن شبرِ أرضٍ يعادلُ فلسفةَ الحرّية
تنقصنا أدوات الهزيمة إذاً
وأنتَ في (شرق عدن غرب الله) صنعتَها وقدّمتَها لنا وحملتَها معنا وهُزمت بها مثلنا
فشكراً لكَ على هذا الصنيع
أيّها المحمّد... هكذا وبدونِ ألقاب
الكلُّ ألقى سلاحَه ورفعَ يديه ورجليه وفتحَ فمهُ وأشياءَ أخرى ...
تقدّم... إنهم أنقاض وبقايا وفصاميّون.. وما ينقصهم حتّى يتهاوى لمسات من هزائمكَ المشرقة فقط
تقدّم... السّاحة الآن تغصُّ بالمنتصرين المزوّرين، وهي بحاجة لمهزومٍ حقيقي مثلكَ ليحرّرها
تقدّم يا محمّد وحرّر ما تبقّى من هزائِمنا
واعتق بقيّة العصافير والبنفسج والخبز والمطر والعشق ... وبقيّتنا
وبقيّة الوطن
بقيّة الوطن
بقّية الوطن.
..غنــــي قلــــــيلا يـــا عصـــافير فأنــي... كلمـــا فكــــرت في أمــــــر بكـــيت ..
|