سُئل أعرابي: بم عرفت أن محمدًا رسول الله؟ فقال: ما أمر بشيء فقال العقل: ليته نهى عنه، ولا نهى عن شيء فقال العقل: ليته أمر به.
تحية عطرة للزميل (النار المطهرة)
وأشكره على طريقة المناقشة وأسلوب الحوار الراقي..
تساؤل:
غي أن يكون المبعوث من الله إلها حتى تسميه نبياً؟؟ ما حال الأنبياء قبل عيسى عليه السلام؟؟ هل كانوا كلهم بمثل الصفات التي تسبغها عليه؟؟
في حين أن الله يحدده كأنسان عادي
الله عزوجل يرسل إلى البشر واحداً منهم يتكلم مثلهم ويأكل مثلهم، ولو كانوا ملائكة لأرسل إليهم ملكاً كما قال الله عز وجل: (قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَّسُولاً )
أما إن كان في الأرض آلهة (حاشا لله) لنزل عليهم إلهاً كما تقول!!!!
أما علم الغيب فقد كان رسول الله صلى الله عليه سلم يعلم من الغيب ما يطلعه الله عليه، وليس لبشر أن يطلع على الغيب دون أن يأذن الله له.. ونحن المسلمين لا نسبغ على رسول الله من الصفات ما لا يتطابق مع البشرية..
فهو بشر مثلنا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ويجامع زوجته وينسى ويخطئ (في الأمور الدنيوية)..
وذلك أن الله أراد للبشر شريعة تصلح لهم وقدوة (هو الرسول) يقتدون به في كل أحواله.. ولو لم عليه الصلاة والسلام بشراً لما اقتدى به الناس.. كانوا سيقولون (هذا إله، ولا طاقة لنا على سلوك الآلهة).
وتتضح لنا حكمة الله في هذا.. فنحن الآن نقتدي برسول الله في كل أعماله..
وبالنسبة لعلم الغيب، فقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعض العلم به كما قلنا حسب ما أراد له الله، وهناك أمثلة كثيرة على هذه:
1-عندما صعد جبل أحد مع أبي بكر وعمر وعثمان، فقال عليه الصلاة والسلام: ((اثبت أحد فإن عليك نبي وصديق وشهيدان)).
2-إخباره بمقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه: ((تقتلك الفئة الباغية)).
3-إخباره بموت ابنته فاطمة رضي الله عنها بعد موته ((أنت أول أهلي لحاقاً بي)).
4-أرض تبوك الجافة تصبح بعده بساتين ومزارع (هي كذلك الآن): ((يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد ملئ جناناً )).
5-قوله لأم ملحان أنها ستموت في البحر في أول معركة للمسلمين عن طريق البحر رغم استحالة هذا الكلام عقلا في ذلك الوقت على فئة قليلة مستضعفة.
6-إخباره بفتح مصر ووصيته لنا بالإحسان إلى أهلها: ((إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحماً، أو قال: ذمة وصهراً، فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة فأخرج منه)).
7-إخباره لسراقة بن مالك بأنه سليبس سوار كسرى.
وكل ما سبق حدث بعد موته صلى الله عليه وسلم.. ومنها ما حدث بعد 6 قرون من موته: (فتح القسطنطينية).
(فلنعم الجيش جيشها ولنعم الأمير أميرها).
للتوسع:
http://www.salafi.net/articles/article26.html
أما معجزاته الحسية صلى الله عليه وسلم:
1-يمسح ضرع شاة جف فيها اللبن فيسيل اللبن ويشرب منه مع أبي بكر وابن مسعود.
2-سمع الناس تسبيح الحصى بين يديه.
3-أطعم مائة وثلاثين رجلاً من كبد شاة واحدة.
4-يسقي أهل الصفة جميعاً وهم نحو سبعين رجلاً من قدح واحد من حليب.
5-حنين الجذع إليه لما فارقه إلى المنبر وصار يخطب على المنبر بعد ما كان يخطب عليه ولم يسكن حتى اتى إليه فضمه وأعتنقه فسكت.
6-نبع الماء من بين أصابعه.
7-تكليم الذراع له ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره أنه مسموم.
للاستزادة والتوسع في هذا الموضوع:
http://www.quran-radio.com/alrasool3.htm
http://www.salafi.net/articles/article23.html
بعد هذا السرد، أود أن أشير إلى مسألة مهمة، وهي أن الأنبياء قبل رسول الله كانوا يبعثون إلى أقوامهم في أزمان معينة، بينما بعث رسول الله إلى الناس كافة إلى يوم القيامة..
لذلك جاءت أكثر معجزاتهم وانتهت في زمانهم، بينما ظلت معجزات رسول الله قائمة إلى يوم القيامة وهي القرآن الكريم بإعجازه البياني والعلمي والتشريعي..
ورغم ذلك فقد كان له –كما رأينا- معجزات حسية مباشرة، لأنه بعث بين قوم أيضاًَ.
في حين أن شفاعته لاتقبل
هذه الشفاعة التي لا تقبل هي للمنافقين والكفار.
فقد كان رسول الله حريصاً على نجاتهم من النار فكان يستغفر اللهم لهم، حتى نهاه الله عن ذلك..
بينما سيشفع رسول الله لعصاة أمته يوم القيامة.. وفي الحديث الطويل ما خلاصته أن رسول الله يأتي يوم القيامة فيسجد عند العرش ما شاء الله، حتى يقول الله تبارك وتعالى له: (يا محمد ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفع) فيشفع لأهل النار من أمته الذين ارتكبوا المعاصي ودخلوا النار.. فيخرجوا منها بإذن الله أولا ثم بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم.. فنحن لا نرفعه فوق المرتبة التي أنزلها الله له، فهو نبي بشر عبد لله عز وجل..
ونحن –المسلمين- لا نشرك مع الله أحداً ولو كان رسول الله نفسه!!
وقد قال لنا رسول الله: ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله).
حتى أن الله لا يريده هاديا لأن الله يمنعه أن يهدي الناس أو يكرههم هلى الأيمان
هذا الكلام صحيح..
فالله هو الهادي، بينما تنحصر مهمة الأنبياء في تبليغ الرسالة فقط دون الوصاية على الناس وإرغامهم على الإيمان.
كما أن للهداية معنى مزدوجاً: فهداية رسول الله هي الإرشاد والتوجيه، وهداية الله هي الإرشاد والتوجيه من جهة، والعون على الاتباع والقبول من جهة أخرى.. فلو أن شخصاً عرف الحق، هل يعتبر مهدياً؟؟ بالطبع لا. وهنا تندرج هداية الله.
ليس مؤهلا أنا يكون عنا وكيل
أما معنى (كفيل) و (وكيل) التي أشرت إليها، فهي أن الله لم يطالب رسول الله بأن يضمن له هداية الناس وطاعتهم (لست عليهم بوكيل) أي لست أمامي ضامناً قبولهم فلا تتضايق من صدعهم عنك..
هذا هو مفهوم الوكالة والكفالة.
ليس جديرا بأن يكون علينا حفيظا
أي ليس مراقباً لأفعال الناس الذين يحاول هدايتهم. وهنا –كما قلنا- يحصر الله عز وجل مهمة رسوله بالتبليغ والدعوة دون الوصاية على الناس.. فما الخطأ هنا؟؟ وهل يجب أن يكون النبي وصياً على الناس؟؟ وهل يشترط الله على أنبيائه أن يضمنوا (يكفلوا) إيمان جميع الناس حتى يبعثهم؟؟!!
و لا هو مسموح له بذلك ايضا
بل لا يستطيع. ولا يستطيع ذلك بشر.
كأن الرسول جاء ليشهد بصحة التوراة و الأنجيل و تثبيتهما و التصديق على ما نصا عليه و الأمر بأتباعهما و العمل بيما فيهما و الحكم بما جاء محذرا من لا يفعل
لم أجد في الآيات التي ذكرتها أي أمر لنا باتباع النصرانية أو غيرها..
كل ما فيها ثناء الله على مريم وابنها عيسى عليهما السلام..
وهذه الآيات العظيمة من الآيات التي تبكيني وتؤثر بي حقيقةً..وأنا متعلق بشخصية مريم عليها السلام وأحبها حباً جماً..
ولو سألت أي مسلم عن أقرب السور إلى قلبه لقال سورة مريم.. ولو استمعت إلى أي قارئ لهذه السورة لوجدت صوته يتحشرج ويكاد يبكي من محبتنا لها خصوصاً الآيات التي تتعلف بادعاء الولد لله: (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا - أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا- وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا - إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا )
للاستماع إلى السورة:
http://www.alafasy.com/maryam.html
كل هذا لا يعني أن الله أمرنا باتباع المسيحية، بل أمرنا بمحبة عيسى عليه السلام وأمه وجعل ذلك من شروط الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم.
نبيا اسمه عيسى حاملا إلينا كل القوى الألهية من قوة الخلق و الأبداع حيث كان عندما يلعب مع أصدقائه يصنع من الطين على هيئة طير و ينفخ فيه فيتحول إلى طير( حسب القرآن)
بالنسبة لشفاء الناس فهي معجزة عيسى عليه السلام، آتاه الله إياها.. كما آتاها لغيره.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم رد عين أحدهم إليه بعد أن سقطت منه. وشفاؤه لعلي بن أبي طالب يوم معركة خيبر. وشفاء المرأة (بإذن الله) التي كانت تصرع. وحديث سلمة بن الأكوع عن ساقه. وحديث أبي رافع.
للمزيد:
http://www.alyomiya.com/modules.php?...le&sid=225
وأعود فأؤكد أن معجزة الرسول باقية ومعجزات الأنبياء الباقين زالت بزوال رسالتهم..
فأحاديث رسول الله يستفاد منها في العلاج حتى الآن.. وله إرشادات طبية يعترف بها طب القرن الواحد والعشرين اليوم..
فهل الأفضل أن تشفي شخصاً واحداً أو أشخاصاً في زمن معين، أو أن تعلم الناس كيف يعالجون أنفسهم..
أي الأمرين أكثر إعجازاً؟؟
فلو أنك قلت لشخص محايد إن عيسى عليه السلام شفى الأكمه والأبرص (بإذن الله).. فسيقول: لم أر ذلك بعيني فكيف أصدق؟؟
بينما أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم باقية أبد الدهر تحكي معجزاته التي آتاه الله.
وهذا لايطعن في عيسى عليه السلام أو غيره من الأنبياء إنما هي إرادة الله.
لمزيد من المعلومات حول الطب النبوي ابحث في غوغل عن (الطب النبوي):
http://www.google.com/search?sourcei...A8%D9%88%D9%8A
أو
www.55a.net
أن كل هذه النعم وهبها الله إلى سيدنا المسيح وحده و لم يهبها ابدا لأحد سواه
هذا ادعاء زائف أثبتنا خطأه.
أشكرك مرة أخرى على هذه الروح الطيبة التي تمتع بها، وعلى قبولك للحق، عسى أن يهديني الله وإياك إلى طريق الحق أينما كان.
سليمان منذر الأسعد
SMNASD
(يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين)