[عاشق من فلسطين]

الوطن هو شيء .. قد لا تستطيع التعبير عنه بالكلمات .. لكن كل حواسك تنطق به .. فأنت اذا كنت في المريخ .. ورأيت علمك .. تهتز مشاعرك .. وأنت عند كل أغنية وطنية تسمعها .. تذكر سوريا .. وانت عند كل قطرة دم تذرفها جراحك في الحرب أو في السجن .. ترسم خارطتك ..
الوطن بمفهومي .. أكبر من أن أستطيع انو أعطيه تعريف .. يعني شيء بيلفح وجهي متل النسمات الباردة في الصيف .. شيء بيدفعني للحياة رغم كل الذل والفقر والجوع للرغيف وللحرية اللي نحنا عايشين فيه .. بس أحيانا" الوطن بينفصل لعدة أبعاد بحالة متل حالة سوريا حاليا" .. يعني أنا وطني حاليا" هوي أرض سوريا .. بدون حكومتها وبدون خائنيها .. وبدون من يحبها ولكنه نائم وغافل عن تحريرها من سجانها .. يعني الوطن بمفهومي هو اولا" الأرض التي خلقت فيها .. ومن ثم المجتمع الذي أعيشفيه اذا كان جديرا" بهذه الأرض .. ومن ثم الجكومة اذا كانت جديرة بهذه الأرض أيضا" ... فالانسان اذا خلق في البرية دون مجتمع فأن وطنه هو الأرض التي خلق عليها .. ولو ذهب الى أرض مأهولة واندكج مع ساكنيها .. وعاش معهم وتفاهم معهم وأحس بهم كأسرة كبيرة له .. فهو يحن دائما" الى الأرض التي تربى عليها .. يعني انا عندما أذكر الوطن وأكتب الشعر عن الوطن .. لا أتذكر أهلي أو أصدقائي أو مجتمعي .. وأنما أذكر علم وطني .. أذكر تشردي في حارات دمشق القديمة في ليالي الشتاء الحزينة .. أذكر حضن حديقة تشرين الذي حضنني لشهر ونيف عندما كنت منبوذا" من اهلي ومعظم أصدقائي لأني نذرت نفسي لوطني .. هكذا أذكره .. ومن ثم يأتي الأصدقاء الحقييقين .. والأهل الحقيقيين ... يعني أهلي الذين خلقوني .. ليس بالضرورة أن يكونو الأهل الذين احسهم أهلي الحقيقيين والذين أستطيع العيش بتفاهم وراحة نفسية معهم .. ولكن تبقى رابطة الدم والعشرة موجودة ..
الأرض هي الوطن الحقيقي .. لأنه دون أرض لن يكون هناك تجمع سكاني .. وآمال وآلام مشتركة .. وعادات مشتركة ..

يعني الوطن هو عقيدة ..
وأذكر هنا محمد الماغوط الذي خان وطنه في كتاب (سأخون وطني) وهو هنا خان كل من ينتمي الى أرض سوريا ولا يقدرها وتبرأ منهم ولكن لم يخن ارضه ولم يتبرأ منها ..

مشكور كتير أبو مارل على هالموضوع الرائع ..