عرض مشاركة واحدة
قديم 13/08/2006   #11
شب و شيخ الشباب بيب بيب انا جيت
شبه عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ بيب بيب انا جيت
بيب بيب انا جيت is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
مشاركات:
91

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : طاهر اخو وطفى
علمائنا يدعون الى اتباع القران والسنة النبوية و تحكيم العقل البشري وليس سفاءهات الاحلام ، ان كنا نفتي بالقتل فاقائد حزبكم البطريق لم يفتى بل قتل الناس الابرياء والاطفال الصغار والنساء ،
حيلة العاجز السب والشتم .
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوة:

الخلق كلهم عيال الله، خلقهم من نفس واحدة، وألهمهم طبائع شتى، أصلهم من تراب، وفي عقولهم آفاق ورؤى لا يحيط بها إلا الله.

{ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين}(سورة الروم: [الآية: 22].).

هذا التنوع الذي خلق الله الناس فيه، لا ينبغي أن يكون سبباً للشقاق والخصام والتنازع، ويمكن للعقلاء أن يجعلوا من الخلاف سبباً للتكامل والتعاون فيما فيه مصلحة الخير والحق.

وهذه الحقيقة التي نجدها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم على أتم مثال، هي التي ينبغي أن نلتمس فيها اليوم أسباب وحدتنا وجماعتنا.

فاليوم يمتلئ هذا العالم بأديان ومذاهب مختلفة، وعلى المستوى الإسلامي، فثمة فرق مختلفة تنتشر في بلدان العالم الإسلامي وفي الجاليات المنتشرة في العالم الغربي.

ولكن.... هل تمكن المسلمون من معرفة طرق التعاون والحوار والتفاهم على الرغم من اختلاف الرأي ؟....

إن الواقع المؤلم الذي نجده اليوم فيبلدان العالم الإسلامي، يعكس حقيقة مرة؛ وهي أن تحقيق الوفاق بين التيارات الإسلامية لا ينهج سبيل الحوار والتفاهم الذي كان يلتزمه المسلمون في عهد السلف الصالح.

لقد تحول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من بعده إلى مدارس متحركة، تنشر العلم والمعرفة، في الآفاق التي وصلها الإسلام، ومع أن فتاويهم لم تكن دائماً متطابقة، بل كان كلٌ يفتي بما أدى إليه اجتهاده، ولكنهم عرفوا كيف يحفظون الاحترام والمودة، وعرفوا كيف يجدون وسائل تكاملهم وتآخيهم.

مراراً كانت السيدة عائشة تنتقد فتاوى الصحابة، وتبدي رأيها في المسائل، حتى إن الإمام السيوطي صنف كتاباً خاصاً أسماه: عين الإصابة في استدراكات عائشة على الصحابة، جمع فيه مواقف عائشة رضي الله عنها، التي كانت تخالف فيها آراء أبي هريرة وابن عباس وأبي الدرداء وغيرهم من الصحابة، ولكن هذا الاختلاف في الرأي لم يكن إلا حواراً بغرض البحث عن الحقيقة، ولم تكن له ظلال من العداوة أو البغضاء أو سوء الظن.

حينما نطوف في حياة الصحابة، فنحن في الحقيقة في بستان عامر متنوع، فلكل منهم اجتهاده وعطاؤه، ولم يحصل أنَّ خلافهم في الرأي قادهم إلى تنازع أو شقاق.

كان عثمان بن عفان رضي الله عنه خليفة على المسلمين، وكان إذا صلى العيد يرقى المنبر ليخطب في الناس، ولكن الناس فهمت من تقديم الصلاة على الخطبة أن الخطبة غير ملزمة فكانوا يصلون ويخرجون، وقد رأى عثمان في ذلك موقفاً غير حميد، فأمر الناس أن تؤخر الصلاة وأن تعجل الخطبة.

وحين بلغ ذلك أبا ذر الغفاري، وكان على ثغر من ثغور المسلمين، غضب لذلك، وأعلن أن عثمان جانب الصواب في ذلك، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقدّم الصلاة على الخطبة، ولكن لما جاء يوم الأضحى أمر أبو ذر أن تكون الخطبة قبل الصلاة تماماً كما فعل عثمان، قالوا له مستغربين: ولكنك أنكرت هذا على عثمان ؟!...

قال: نعم... ولكن الخلاف أشد.

يا لها من كلمة تختصر فقه الصحابة في الوحدة والجماعة.....

وبقي المسلمون على هذا فترة من الزمن ثم عادت صلاة العيد أولاً ثم الخطبة بعدها.

أيها الإخوة:

تاريخياً... عشنا في العالم الإسلامي مذاهب أربعة، يحترم بعضنا بعضاً ويعذر بعضنا بعضاً... كان الشافعية يقولون: الرأي عندنا كذا.... وعند السادة الحنفية بخلافه، وكان المالكية يقولون: الرأي عندنا كذا... وعند السادة الشافعية بخلافه... في إطار من المحبة والتراحم والإنصاف، يعكس لك الوعي الاجتماعي والحضاري لدى الأمة، بل قل: يعكس التربية الصحيحة من لنبي صلى الله عليه وسلم للسلف الصالح في هذه الأمة.

ولن تجد في الأمة شافعياً إلا وهو يجل أبا حنيفة، ولا حنفياً إلا وهو يجل الإمام مالك ويحترمه، على الرغم مما بين مذاهبهم من اختلاف في الأصول وفي الفروع، تمتلئ بها كتب الفقه.

وإلى جانب المذاهب الأربعة كان الفقه الإسلامي ينطلق بجهود أئمة كبار آخرين؛ كالإمام ابن جرير الطبري، والإمام جعفر الصادق، والإمام الليث بن سعد، والإمام الأوزاعي، وغيرهم من الأئمة الكبار، الذين رأت الأمة في فقههم واجتهادهم أعظم ثروة علمية وفكرية.

ربما كان الاستثناء الوحيد من هذه الحرية الفكرية التي نجدها في ظلال الإسلام، هي تلك الفترة السوداء التي سيطرت فيها المعتزلة على بعض خلفاء بني العباس، وعند ذلك توجه هؤلاء بالسيف والنار يقمعون الرأي الآخر، ويقاومون كل اجتهاد لا يوافق خياراتهم واجتهاداتهم.

وهكذا فقد كانت الأمة عبر تاريخها الطويل، تعرف كيف تفيد من هذا التنوع الاجتهادي والفقهي، وتلتمس منه حلول القضايا المستجدة.

أما تلك الحركات التي كانت ترفض الآخر، وتصر على طريقة واحدة لفهم النصوص واعتمادها، وتكفر المخالفين، فقد انحشرت في الزاوية المظلمة، وأطلقت عليها الأمة تسمية (الخوارج)، ومضى هؤلاء في منهجهم حتى اتخذوا لنفسهم فقهاً وعقيدة منفصلة، أبسط نتائجها إهدار دم المخالفين وأموالهم، وإن كانوا من أشد الناس تقوى وصلاحاً.



بحبك يالبنان بأرضك وبشعبك وبجنوبك
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02981 seconds with 10 queries