مشيتُ على جسر الحقيقة، لم تكن الصور واضحة لأن الضباب قد شوه صفاء المكان، وجدت نفسي وحيدة أتأمل الحياة، رأيت على أحد أطراف الجسر عدداً هائلاً من البشر يهمّون بالعبور لكن لم يعبروا، وعلى الطرف المقابل قلة من الناس تنظر إلي بعيون الترقب.
اعتقدت أني سألتقي أحداً، وإذ بي أواجه نفسي في وقفة مع الذات.
شاهدت أطيافاً من الأصدقاء والأحبة غابوا في ثنايا الذاكرة وتركوا آثار خطاهم فيها، وجدت نفسي أناجي كل واحد منهم، لكن صدى صوتي كان يجيب.
لم أحتمل هذه الحقيقة، مع أني أردت أن أعبر هذا الجسر..
لذا قررت أن أعود أدراجي لأقف مع ذاتي وأصالح روحي وأجمع فتات أفكاري وأداوي جراح قلبي ثم أعود لأعبر جسر الحقيقة من جديد.
كل جنون بينكتب بالدم ..