البشارة بالملكوت (محمد) ص
تحدث المعمدان عن الملكوت القادم فقال لليهود متوعداً:
(( يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي... والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار، أنا أعمدكم بماء التوبة، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار، الذي رفشه في يده، وسينقي بيدره ويجمع قمحه إلى المخزن، وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ ))
من هو هذا الملكوت الذي تحدث عنه يوحنا المعمدان وما هي صفاته ؟؟؟؟؟؟؟
- أول صفة لذلك الشخص أنه يأتي بعد يوحنا فلا يمكن أن يكون هذا الآتي هو المسيح الذي أتى في أيام يوحنا المعمدان.
- من صفاته أنه قوي وقوته تفوق قوة يوحنا المعمدان ومثل هذا الوصف لا ينطبق على المسيح الذي يقول المسيحيين أنه مات على الصليب .
- وبعد وفاة يوحنا المعمدان جدد يسوع البشارة بالملكوت
(( ابتدأ يسوع يكرز ويقول: توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات )) (متى 4/17)
(( وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت )) (متى 4/23).
فبماذا كان يبشر كل من المسيح و يوحنا .......
وأمر المسيح تلاميذه بأن يبشروا باقتراب الملكوت فقال:
(( اكرزوا قائلين: إنه قد اقترب ملكوت السماوات )) (متى 10/7).
فما هو هذا الملكوت؟
يقول متى أن التلاميذ سألوا المسيح ما قصده :
(( "فسألوه قائلين: يا معلّم متى يكون هذا؟ وما هي العلامة عندما يصير هذا؟
فقال: انظروا لا تضلوا، فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين: إني أنا هو، والزمان قد قرب، فلا تذهبوا وراءهم، فإذا سمعتم بحروب وقلاقل فلا تجزعوا، لأنه لا بد أن يكون هذا أولاً، ولكن لا يكون المنتهى سريعاً.
ثم قال لهم:
تقوم أمة على أمة، ومملكة على مملكة، وتكون زلازل عظيمة في أماكن ومجاعات وأوبئة، وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء....))
وقال المسيح أيضا :
((قال لهم يسوع: أما قرأتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا، لذلك أقول لكم:
إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره، ومن سقط على هذا الحجر يترضض، ومن سقط هو عليه يسحقه. ))
يتحدث المسيحيين عن حجر الزواية المقصود على أنه المسيح إستنادا لقول بطرس
(( "يسوع الناصري الذي صلبتموه أنتم....هذا هو الحجر الذي احتقرتموه أيها البناؤون، الذي صار رأس الزاوية، وليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص"))
(أعمال 4/10-12)
وهو تحريف آخر أو لنقل جهل واضح يريد إسقاط كل شيء على المسيح تفاديا لوجود شخص آخر لأن الحجر
الذي أخبر عنه داوود و من ثم المسيح هو نبوة غالبة و أمة ظافرة ويشترط في هذه النبوة الغالبة أن لا تكون من بني
إسرائيل والمسيح هو من بني إسرائيل و ظهر في بني إسرائيل.
وهذه الأمة التي سينتقل لها الملكوت أمة مرذولة محتقرة "الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية" لكن الله اختارها رغم عجب اليهود من تحول الملكوت إلى هذه الأمة المرذولة لكنه قدر الله العظيم
(("من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا"))
فمن تكون هذه الأمة المرذولة؟ إنها أمة العرب ولاشك أبناء الجارية هاجر، التي يزدريها الكتاب المقدس فقد قالت سارة

"اطرد هذه الجارية وابنها، لأن ابن الجارية لا يرث مع ابني إسحاق " )) (التكوين 21/10).
وقال بولس مفتخراً على العرب محتقراً لهم في الانجيل :
((" ماذا يقول الكتاب؟ اطرد الجارية وابنها، لأنه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة إذاً أيها الإخوة: لسنا أولاد جارية، بل أولاد الحرة ")) (غلاطية 4/30 - 31).
موسى عليه السلام يبشر بظهور نبي ورسول مثله
وينـزل موسى عن جبل الطور بعد ما كلمه ربه فيقول مخاطباً بني إسرائيل:
(( قال لي الرب: قد أحسنوا في ما تكلموا. أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه، وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلاماً لم أوصه أن يتكلم به، أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى، فيموت ذلك النبي.))
و كالعادة فسر النصارى على مر القرون كل شيء وأسقطوه على المسيح عليه السلام كما فعل بطرس حين قال
(( فإن موسى قال للآباء: إن نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم، له تسمعون في كل ما يكلمكم به، ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب، وجميع الأنبياء أيضاً من صموئيل فما بعده، جميع الذين تكلموا سبقوا وأنبأوا بهذه الأيام ")) (أعمال 3/22 - 26)
فبطرس يرى نبوءة موسى متحققة في شخص المسيح.
أولا لا يوجد ولا دليل واحد من خلال كلام موسى عليه السلام أن المقصود هو المسيح و ليس شخص آخر وبتحليل النص
نجد أنه ينطبق على النبي محمد (ص) لا على المسيح عليه السلام
فبحسب النص التوراتي صفات هذا الشخص هي مايلي :
1- إنه نبي حيث قال الله على لسان موسى ((" أقيم لهم نبياً " ))
والمسيح عليه السلام وبحسب الايمان المسيحي هو إله أو إبن الله وذو طبيعة إلهية أو هو الله المتجسد نفسه ؟؟
فكيف يكون هو الله و إبن الله وذو طبيعة إلهية ثم نبيا عاديا فالقول أن المقصود هو المسيح يتعارض مع الايمان المسيحي
2- أنه من غير بني إسرائيل بل هو من بين إخوتهم أي أبناء عمومتهم "من وسط إخوتهم" وعمومة بني إسرائيل هم بنو عيسو بن إسحاق وبنو إسماعيل بن إبراهيم.ومن المعهود في التوراة إطلاق لفظ " الأخ " على ابن العم.
وعليه فهذا النبي يحتمل أن يكون من العرب تحقيقاً للبركة الموعودة في نسل إسماعيل وقد يكون من بني عيسو بكر إسحاق. لكن أحداً من بني عيسو لم يدع أنه النبي المنتظر.
3- هذا النبي من خصائصه أنه مثل لموسى الذي لم يقم في بني إسرائيل نبي مثله
(ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه)) (التثنية: 34/10)
وفي التوراة السامرية ما يمنع صراحة قيام مثل هذا النبي في بني إسرائيل فقد جاء فيها:
(" ولا يقوم أيضاً نبي في بني إسرائيل كموسى الذي ناجاه الله" ) (التثنية 34/10).
والنبي محمد (ص) لم يكن من بني إسرائيل.
وهو شابه موسى عليه السلام في كل شيء تقريبا أي أن المثلية لموسى متحققة في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم و ممتنعة في المسيح، حيث نرى الكثير من أمثلة التشابه بين موسى ومحمد (ص) والتي لا نجدها في المسيح عليه السلام من ذلك ميلادهما الطبيعي، وزواجهما، وكونهما صاحبا شريعة، وكل منهما بعث بالسيف على عدوه، وكلاهما قاد أمته، وملك عليها، وكلاهما بشر إنسان.
بينما يقول النصارى بأن المسيح إله وهذا ينقض كل مثل لو كان لو كان صحيحا.
4- من صفات هذا النبي أنه لا يقتل بل يعصم الله دمه عن أن يتسلط عليه أحد بالقتل، فالنبي الكذاب عاقبته
(( "يموت ذلك النبي" )) أي يقتل و النصارى يقولون بأن المسيح قتل، فلا يمكن أن يكون هو النبي الموعود.
كود:
ملاحظة:
أنا خلال نقاشاتي معكم سبق و قلت أننا كمسلمين ندافع بقوة عن فكرة أن المسيح لم يصلب و لم يقتل كما أراد
اليهود كتحدي لهم على إنكارهم لرسالته لا لمخالفتكم أنتم كمسيحيين فقط إن القول بأن المسيح صلب وقتل على يد
بني إسرائيل وبحسب توراتهم يبرئهم من الايمان به فهو كذاب وإلا لما تمكنوا من قتله والله ذكر ذلك حتى في القرآن
أنهم حينما إلتبس عليهم الأمر وقتلوه و هم غير متأكدين ممن قتلوه لكي يبرؤا أنفسهم عن الايمان به بأنهم
(( قتلوا المسيح الذي "" يدعي أنه رسول "" )) ورد الله عليهم في القرآن لا عليكم بأنه لم يقتلوه لأنه رسوله.
طبعا جيتوا إنتوا وإنطلت عليكم الفكرة للأسف حتى ظهور الاسلام الذي لا فضل لنا فيه بل هو حقيقة من الله للجميع.
5 من صفات هذا النبي بأنه يتحدث عن الغيوب ويصدق كلامه، وهذا النوع من المعجزات يكثر في القرآن
ويكفي هنا أن أورد نبوءة واحدة مما تنبأ به النبي محمد (ص)
وهي نبوئة إنتصار الروم على الفرس وهو تنبأ بتلك النبؤة في وقت عجيب كادت فيه دولة فارس أن تقضي على الرومان
عام 617 م فقد وصلت جيوش كسرى أبرويز الثاني إلى وادي النيل ودانت له أجزاء عظيمة من مملكة الرومان ففي سنوات معدودة تمكن جيش الفرس من السيطرة على بلاد الشام وبعض مصر، واحتلت جيوشهم أنطاكيا شمالاً مما يؤذن بنهاية وشيكة للإمبرطورية الرومانية وأراد هرقل أن يهرب من القسطنطينية، لولا أن كبير أساقفة الروم أقنعه بالصمود وطلب الصلح الذليل من الفرس.
ووسط هذه الأحداث وخلافاً لكل التوقعات أعلن النبي صلى الله عليه وسلم أن الروم سينتصرون على الفرس في بضع سنين، أي فيما لا يزيد عن تسع سنين وتلا الآية الكريمة التي أوحي إليها به
{غلبت (هزمت) الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون(سينتصرون ثانية) في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد } (الروم: 2-5)
و في عام 623، 624، 625م استطاع هرقل أن يشن ثلاث حملات ناجحة أخرجت الفرس من بلاد الرومان وفي عام 627م واصل الرومان زحفهم حتى وصلوا إلى ضفاف دجلة داخل حدود الدولة الفارسية واضطر الفرس لطلب الصلح مع الرومان وأعادوا لهم الصليب المقدس الذي كان قد وقع بأيديهم.