اقتباس:
وبدأت دورة العذاب الجهنمية التي تركت آثارها في أيامي وطيلة حياتي المتبقية. آثارها جسدية تمثلت بأعطال شبه دائمة وأخرى مؤقته، وآثار نفسية لن تمحوها السنوات. عُلقت على سلم حديدي مرتفع، يدي مشدودة إلى عارضة حديدية وجسمي يلوح في الهواء مرتفعاً عن الأرض بقدر متر تقريباً، بعد أن جُردت من كافة ملابسي. كل هذا وعيناي معصوبتان بعصابة سوداء، مع عدة لكمات في البطن وأسفل الظهر. لم أستطع تحديد الوقت الذي بقيت فيه معلقاً أتأرجح في الهواء. كل ما أذكره الألم الفظيع في عضلات البطن، ثم تشنج وصبيب من العرق، وغياب عن الوعي. صحّوني لتبدأ مرحلة أخرى من العذاب. الضرب بالكابلات على القدمين حتى تورمتا تورماً كاملاً. وكلا الضابطين يعيدان نفس الأسئلة أثناء عملية الضرب، وأنا أؤكد أني لا أملك أية معلومات تفيدهم في الموضوع المطروق. إغماء مرة أخرى. وجدت نفسي بعدها مربوطاً إلى كرسي، وركبتاي تبرزان إلى الأمام وتسبب في ثني ساقي وربطهما بطريقة لا أعرف كيف تتم حتى هذه اللحظة، لأني كنت في حالة تشوش عالية، ولا تزال العصابة على عيني وفخذي في وضعية الفسخ.
تناول العميد هشام جسماً صلباً مفلطحاً وأخذ يضربني بشدة ولؤم على ركبتي ويكيل لي السباب والشتائم بلغة فاحشة مليئة بالبذاءة والرذيلة: "يا كلب، يا حيوان، أنت حشرة سأمعسك بقدمي. يا إبن الشرموطة سأفعل وأترك بأخواتك وأمك "... ويعيد الضرب، وأنا أكرر الإجابة ذاتها. كان اللواء علي دوبا أمهر منه بكثير في السباب والشتائم، ولا غرابة في ذلك فهو رئيسه. وبعد أن ثار غضبه، أخذ علي دوبا يكلمني ويركلني بقدميه، وقال: "والله يا كلب، يا إبن الشرموطة، إذا ما إعترفت، لأحضر زوجتك، هالشرموطة، وأعريها قدامك هون، وأفعل فيها"... أصبت بدوار شديد وشعرت برغبة شديدة في تقيؤ كل محتوياتي في وجه هذا الوحش. غبت عن الوعي مرة أخرى. وصحوت لأجد نفسي ممدداً على الأرض. وقد ربطوا بأصابع يدي ورجلي سلكين كهربائيين، وبدأ التيار يسري في جسدي وأنا ممدد على أرض مبللة بالماء. العميد بختيار يقف عند رأسي، واللواء علي دوبا يجلس على كرسي. للحظات قليلة استطعت مشاهدته من خلال فرجة تحت عصبة العينين السوداء لأني كنت في وضعية استلقاء كاملة. كان يرتدي بنطالاً سكرياً حريرياً، يضع رجلاً على رجل، وفي فمه سيكار ضخم، و يحمل في يده كأساً من الويسكي. هذا ما شاهدته حقاً وأنا أرتعد من سريان التيار الكهربائي في جسدي، والألم يمزق كل خلية في جسمي وبشكل خاص دماغي. كانوا يقفون للحظات يعيدون السؤال، ثم يسكبون الماء على جسدي، و يعودون لتمرير التيار الكهربائي. لم أستطع معرفة مقدار المدة الزمنية التي قضيتها تحت التعذيب. وفي المرحلة الأخيرة لم أعد أقدر على إحتمال الألم. رأسي كرة تلتهب، أشعر بأني أتمزق وأتلاشى، دماغي تكاد تنفجر من شدة الألم والتيار لا يتوقف عن السريان في عروقي. بيأس كامل أخذت ألطم رأسي بشدة بالأرض، بكامل القوة التي بقيت في جسدي كنت أرفع رأسي لأخبطها وأضرب الأرض بشدة. أخذوا يشتمونني. أمسكوا برأسي. وقف علي دوبا مغتاظاً من عدم وصوله إلى أية نتائج مرجوة لمعلومات لا أملك منها شيئاً، وأخذ يركل رأسي بحذائه بقسوة، ويدوس على رقبتي، ويدخل مقدمة حذائه في حلقي وهو يقول غاضباً: "بدّي موتك ياعرص يا إبن الشرموطة! تريد أن تموت بطلاً؟ سألبي لك رغبتك، موت يا شرموط يا إبن العاهرة ". وسمعت شتائم لم أسمعها طيلة حياتي من بشر. ثم تناول خيزرانة وأخذ يضربني بها على مختلف أنحاء جسدي. وهشام يشاركه الضرب بكابل نحاسي. لقد فقد صوابه، وتكسرت عصاه، فتناول الكابل من يد هشام وأخذ يتابع ضربي بشكل هستيري. لم أعد أشعر. غبت عن الوعي تماماً. بعد مضيّ ساعات وجدت نفسي في مشفى لا أعرفه، علمت فيما بعد أنه مشفى المزة، حيث قضيت سبعة أيام، أعدت بعدها إلى فرع تحقيق المنطقة، حيث قضينا خمسة عشر يوماً ملقيين على أرضية غرفة تقع تحت الأرض. خمسة وخمسون رجلاً في أربعة أمتار مربعة لا نعرف ليلاً من نهار، عيوننا معصوبة في الليل والنهار وأيدينا مكبلة بالأصفاد طيلة أربعة وعشرين ساعة، والسجان مقيم معنا في الغرفة. كل عدة ساعات يغيرون السجان الذي يحمل في يده كابلاً نحاسياً لمعاقبة كل من يحاول الكلام مع جاره. العقوبة ضربات وركلات وشتائم لكل من يهفو بحرف إلى جاره الذي يلتصق جسده بجسده، أو يحاول التخفيف من أثر العصابة التي على عينيه بأن يحك عينه من فوق العصابة الجلدية الضاغطة على العينين.
|
يا جماعة صدقوني انو هاد الحكي انا شايفو بعيوني
بس مو مطولة
بدو يجي يوم وترجع المقصلة
سيدي الرئيس ......... تحية وبعد
اتسمع الاحرار حين يسألون.......
امرتين الشهداء يقتلون ...........
اطفالنا في المهد بعد يحلمون....
من ينقذ الاحلام حين ينعسون...
[thread=51430][COLOR=red]تعالي نرتوي الحب لسنا سوى ظلال وغبار[/COLOR][/thread]
[B][COLOR=seagreen]شيطان انا واقف على الباب .................................. هوايتي ان ارقص مع الذئاب[/COLOR][/B]
[B][COLOR=#2e8b57][COLOR=blue]اذا اردت ان تقول الحقيقة بغير وقتها .................... فاعلم انك في نظر الكل خائن[/COLOR] [/COLOR][/B]
|