إلى الأصدقاء في المنبر الحر أضم صوتي لأعبر بحرية عما يجول في خاطري، هي عشق في الشام وما بذلت وكلمة من قلبي، ليس للدفاع بطريقتي عن الشام أمام من أساء فقط، لأن الشام مترفعة عن أي ذم أو إساءة وليست بحاجة إلى شهادتي، بل بضعة سطور تختلج في القلب وأود أن أضعها هنا لنتذكر جميعاً عشقها:
جئتكِ يا شام أبوحُ بسرّي ..
أذرفُ دموعَ الشوقِ عند قدميكِ ..
تستكينُ الروحُ فيّ حين أمشي ..
وتلمسُ قدماي ذرّات ثراكِ ..
ثراكِ يا شام مقدسٌ فاعطفي عليّ بحفنةٍ ..
ودعيني أجنُّ على مرآكِ ..
بطقوس الشوقِ أمرغُّ فيها جسدي ..
وأعتكفُ في معبدِكِ كالنسّاكِ ..
قولي يا شام ماذا فعلتِ ..
بعاشقةٍ هامت تهذي بمحياكِ؟ ..
تَغزلُ الشِعرَ عباءةً شرقيةً ..
وتُحيكُ على جوانبِها خيوطَ هواكِ ..
أحبيني يا شام كما أحببتُكِ ..
حين زفّني العشقُ إلى ملقاكِ ..
ارحمي من لجأ إلى صَدرِكِ رضيعاً يتيماً ..
تتباهينَ أمامَهُ بصبيانِك وصباياكِ ..
عينايَ يا شام ذبلتا حزناً ..
وذوَت من الآلامِ أوراقي ..
طعنةُ الشوقِ أصابَت مقتلي ..
دعيني أروي بدمي مثواكِ ..
دعيني أتلو على قاسيون شعرِي ..
لعل رباً ما يستجيب لصلاتي ..
وألقي نفسي في حضنِهِ باكيةً ..
فلهُ فقط أستطيعُ شكواكِ ..
قاسيون يا أباً اخترتُهُ لروحي ..
امسحْ دموعي بأحجاركَ عن وجناتي ..
وأعلنّي ابنةً لكَ وللشامِ ..
دمشق لم يطِبْ لي إلا سُكناكِ..
منذ الأزلِ ونفسي مكرسةٌ ..
لحبِّ مدينةِ الحضارةِ والعشّاقِ ..
فيا نزار اشفع لي عندها ..
لأبيتَ في حِجرِها حتى مماتي ..
كل جنون بينكتب بالدم ..