ولكن مجانية هذا الحب لا تعني البتة أنه لا يهتم بموقف الآخروكأنه يقول له: ان سلوكك أنت لن يقدم ولن يؤخر شيئا"وفسأبقى عل حبك مهما كان الأمر . ان موقفا" كهذا أن هو بالحقيقة على نقيض الحب الصحيح و لان صاحبه لا يبالي فعلا" بالآخر انما هو منهمك من حيث لا يدري بالمحافظة على صورة جميلة يرسمها عن نفسه على أنه شخص أكتمل في الحب فيما هو بالفعل غارق في نرجسيته أي عشقه اللاشعوري لذاته .
تللك ليست صورة اله الكتاب بل نراه الها"غيورا"(خروج 5:20 ) يثور لخيانة شعبه بمقدار حبه لهذا الشعب ورغبته أن ينال منه تجاوبا" مع حبه له لكنه يغلب الحب على الغضب ويستبعد فكرة تدمير الشعب الخائن

(فان شعبي تشبث بالارتداد عني ,
وهم يدعون البعل ...
كيف أعاملك يا افرائيم..
قد انقلب في فؤادي وارتعشت كل أحشائي ..
لن أنفذ وغر غضبي و
ولن أهم بعد بتدمير أفرائيم و
لأني أنا الله لا انسان ...
ولا أحب التدمير...
هوشع:7:11
واذ به وهو البادىء بالمحبة يسعى دائما" الىالمصالحة فيخطب ود الزوجة الخائنة (صورة شعبه)من جديد ويستميل قلبها ويعيدها الى عهد الحب الأول الى أيام الخطوبة:
((لذلك ها أنا أتملقها ..
وأخاطب قلبها ..
فتستجيب..كما في ايام صباها..
وأخطبك لنفسي الى الأبد .
أخطبك بالعدل والحق بالرأفة والحب ,
أخطبك لنفسي بالأمانة ,
فتعرفين الرب.)
هوشع16:2و17و21و22
على هذا المنوال فالزوجان اللذان يتمثلان الحب الالهي في علاقتهما , لايستعلي على الآخر متقوقعا" على ذاته مكتفيا" بأن يكون.((حبه)) هو فوق كل شائبة مرتاحا" الى برائته ومعتزا" بكماله وبل يهتم له قبل كل شيء باستمالة الآخر وكسب مودته كما كان يفعل في اليوم الأول ولا يكبت أحدهما المشاعر العدوانية التي يثيرها فيه سلوك الآخر متجاهلا" اياها بل يواجهها صراحة كي لا تخلد فيه بشكل مستتر فتسمم حبه ويتخطاها بالغفران وبالسعي الى مصالحة عبر(((((( الصدام )))))))توقظ قلب الآخر وتجدد للحب عهده....
نحوك عيني ...فامنحني القوة .... واعطني الايمان...