أقيمت معاهدة "فارسايلز" لإنجاز الخطوات المناسبة لتحقيق ثلاثة أهداف أساسية و سرّية ، فقد تمخّض عنها فكرة مشروع "عصبة الأمم" التي كانت المحاولة الأولى في تحقيق الحكومة العالمية ، و تقرر أن يكون مركز قيادتها في جنيف (سويسرا) أما تمويل البناء و التشييد و التجهيزات و غيرها ، فتكفّل بها روكفيلر Rochefeller . أما الهدف الثاني ، فهو قيام دولة إسرائيل ، و الغاية منها هو خلق جو من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط ( منطقة النفط ) . و الهدف الثالث هو خلق حالة مالية و اقتصادية تقود بصورة تلقائية و أكيدة إلى قيام حرب عالمية ثانية حيث يتمكن المتآمرون من خلالها التثبيت من موقعهم بالإضافة إلى تكريس الظروف المناسبة لتساعد على تحقيق النظام العالمي الجديد . و قد تم ذلك من خلال توجيه الإصلاحات الألمانية بطريقة تؤدي إلى شلل الجمهورية الألمانية الجديدة ، ذلك بجعل المعاملات الاقتصادية تعتمد على معايير ذهبيّة ، مما أدى بالتالي إلى تأثّر كافة البلدان الأوربيّة بهذه الخطوات سلبياً ، خاصة و أن جميع هذه البلدان كانت غارقة أساساً في الديون للبنوك الأمريكية و بشكل خاص للإمبراطور المالي ج.ب. مورغان Morgan J.P .
الحرب العالمية الثانية
خلال الأعوام 1920 و 1930، ساعدت القروض الممنوحة من "وال ستريت" Wall Street (المركز العالمي للتعاملات المالية ) على تمويل ودعم إعادة التسلّح الألماني و على نشوء هتلر أيضاًَ . و الشركة الألمانية الوحيدة التي استفادت بشكل كبير من هذه القروض كانت شركة "فاربن" I. G. Farben التي أصبحت في عام 1939 أكبر شركة مصنعة للمواد الكيميائية في العالم ، و استطاعت ألمانية من خلالها أن تصبح مكتفية ذاتياً من المطاط والبنزين و البترول والمتفجرات . ( استخدمت هذه الشركة المحتجزين في معسكر الاعتقال أشويتز Auschwitz كعمال عبيد في مصانعها الكيميائية الضخمة خلال الحرب ، حيث قدّر عدد العمال المستخدمين بحوالي 25000 محتجز ، و قد عملوا في ظروف مرهقة لدرجة الموت ، و هناك آخرون قتلوا خلال خضوعهم لاختبارات الأسلحة و السموم الكيماوية بالإضافة إلى الأدوية المختلفة التي تنتجها الشركة . و خلال محاكمات نورمبرغ المقامة بعد الحرب ، حكم اثنا عشر من المدراء الكبار في شركة I. G. Farben الألمانية بالسجن لفترات قصيرة بتهمة تكريس العبوديّة و تعريض المحتجزين و الأسرى لسوء المعاملة ، بينما حكم على مدراء آخرون بالبراءة. ولم يعتبر أي من الأمريكيين المتورطين مع هؤلاء المتهمين كمجرمين حرب ) . على رأس هيئة الإشراف في شركة I. G. Farben كان Max Warburg أمّا فرع شركة "فاربن" في أمريكا كان على رأس هيئة الإشراف رجال مصرفيين أمريكيين و ألمان بالإضافة إلى أصدقاء الرئيس روزفلت وأعضاء من الاستخبارات النازية .
ساعدت شركة النفط التابعة لروكفيلر Rockefeller مشروع البحث التابع لشركة "فاربن" I. G. Farben بهدف إنتاج النفط من الفحم ( و هو متوفر بكميات كبيرة في ألمانية ) . كانت شركة "فاربين" من أكبر الممولين لهتلر بالإضافة إلى أموال الولايات المتحدة التي تسرّبت إلى جيوب النازيين من خلال شركات فرعية ألمانية تابعة لشركة "جنرال ألكتريك" GEC الأمريكية ، والشركة العالمية للاتصالات السلكية والتلغرافيّة (ITT) وشركة فورد للسيارات Ford.
بعد تزويد ألمانية بالقروض الهائلة لتمويل إعادة التسليح ، حان وقت المستحقات حيث طالب المقرضين بان يتم تسديد أموالهم بالنقدي ( كاش ) ، و هذا أدى إلى انهيار الاقتصاد الألماني ، مما أدى بالتالي إلى إنشاء الظروف المناسبة لظهور هتلر ( و حلوله الاقتصادية الملهمة ) و صعوده إلى قمة السلطة بدعم شعبي كبير له ( بفضل الدعم الإعلامي و المناورات الشيطانية التي أجراها المتآمرون الكبار ) . وبنفس السنة في 1933، صعد فرانكلن روزفلت Franklin Roosevelt إلى منصب الرئاسة الأمريكية بطريقة و ظروف مشابهة جداً لدرجة تدعو للعجب ، مقدماً حلاً نموذجياً للنكسة الاقتصادية القائمة . كان كلاً من هتلر و روسفيلت يتلقيان النصح و المشورة من شخصيات مرتبطة بشكل وثيق بالأباطرة الأمريكيين والألمانيين وبنك الودائع الدولي .
في هذه الأثناء ، تبنت بريطانية سياسة الصلح و التهدئة مع ألمانيا . و كانت هذه السياسة متبعة من قبل رئيس الوزراء البريطاني "شمبرلين" Neville Chamberlain ، و الذي كان يتلقى النصح و المشورة أيضاً من قبل أعضاء مجموعة "الطاولة المستديرة" مثل اللورد هاليفاكس Halifax واللورد لوثيان Lothian ، و ليوبولد أمري Leopold Amery و زملاءه من مالكي صحيفة التايمز . و لتصبح ألمانية الهتلرية مكتفية ذاتياً لتصمد طوال فترة الحرب الطويلة القادمة ، احتاجت إلى موارد تشيكوسلوفاكيا ، و بهذا استمرّت الحكومة البريطانية بتعزيز سياسية التهدئة و تخفيف حدّة التوتّر حتى تمّ اجتياح النمسا ومن بعدها تشيكوسلوفاكيا عام 1939.
وبعد ذلك تنازل بنك إنكلترا عن ستة ملايين دولار من ودائع الذهب التشيكية في لندن للحكومة النازية القائمة في تشيكوسلوفاكيا . أما المستشارين الذين نصحوا باتباع سياسة التهدئة ( اللورد هاليفاكس Halifax واللورد لوثيان Lothian ، و ليوبولد أمري Leopold Amery و مالكي صحيفة التايمز و غيرهم ) ، فقد انقلبوا على شمبرلين Chamberlain و راحوا ينظرون للحرب ( من خلال وسائلهم الإعلامية الفتاكة) و أفسحوا المجال لصعود شرشل Churchill إلى رأس السلطة . وهناك دلائل كثيرة تؤكد أنّه قبل أن يصبح تشرشل رئيساً للوزراء كان يتناقل مع روزفلت Roosevelt رسائلاً مشفّرة (مكتوبة بالرموز) تكشف بأنّ الحرب قد تمّ الإعداد لها مسبقاً . بعد استلام تشرشل لمنصب رئاسة الوزراء ، عيّن فوراً "فيكتور روثشايلد" Victor Rothschild للقيام بتنفيذ قانون المادّة الثامنة عشر و التي تنصّ على السجن لكل من يشك به على أنّه معارض للحرب .
سأصير يوماً ما أريد......(محمود دوريش)
لازم يضل شي جواتنا عم يقول لأ (مارسيل خليفة)
|