تعليم يسوع
تعليم يسوع :
يتمحور تعليم يسوع حول نقاط ثلاث :
أولاً : ملكوت الله
ثانياً : العلاقة الجديدة بين البشر والله الآب
ثالثاً : العلاقة الجديدة التي نشأت بيسوع المسيح بين البشر وهي علاقة الأخوة
من الواضح أن النقطتين الثانيتين تنتجان عن الأولى .
أولاً : ملكوت الله :
إن إله يسوع لن يكون بعد الآن إلهاً معزولاً في السماء بل انه يقيم علاقة دائمة مع العالم الارضي ، في تاريخ الانسان لم نكن تلك وقد بدأت بيسوع المسيح فالملكوت هو شهادة على أمانة الله وهو عطاء يقدم فيه الله ذاته لكل الناس لأنه يريد لهم مستقبل سعادة وتحرير ، وخلاص ملكوت الله ليس لفئة محددة من الناس دون سواها انه لجميع الناس بدون استثناء ومن هنا تحديداً شمول هذا الملكوت غير أنه ليس شمولاً تافهاً إذ لن يدخله الفاترون المتضعضعون والمرتابون المترددون بل هو شمول على الدعوى يقتضي ارتداداً وإسارعاً في اتخاذ الموقف منه .
فيه تبدل علاقة الانسان مع الأشياء المادية والثروات حيث لايمكن لمن يدخله أن يعبد بين الله والمال ، ويجب على من يدخله أن يتحلى بروح التواضع والثقة والبساطة وذلك عملاً بروح التطويبات ( متى 5: 3 ـ 12 ) .
ثانياً : العلاقة الجديدة بين البشر والله الآب :
لايقدم يسوع نظريات عن الله بل يتكلم عنه فاعلاً في التاريخ ويدعوه أبّاً وهي كلمة آرامية تعني وفي دعاء أبّا أيها الآب تظهر علاقة يسوع الحميمة مع الله ، إذ كان يتوجه إليه مثل الطفل إلى أبيه المليء بالحب والثقة .
وقد أعلن الله ذاته على أبوته ليسوع يوم المعمودية إذ جاء صوت من السماء يقول " هذا هو ابني الحبيب " وعندما سأله التلاميذ عن صلاة يتوجهون بها إلى الله أجابهم أن يصلوا " أبانا الذي في السماوات " ومع يسوع يبدأ التداول بمفهوم جديد لله انه أب وأب محب ( الله محبة ) والأبوة دعوة إلى التجاوب وإلى العودة عن الضياع ، يقدم يسوع الله بمثابة أب للإبن الضائع بل أب لكل الناس الضائعين ولشمول تطلعه الأبوي الحنون ، يفرض على المؤمن به حب الأعداء ليزيل نهائياً الحواجز البشرية بين حليف وغير حليف وبين بعيد وقريب وبين صديق وعدو .
ثالثاً : علاقة الأخوة بين البشر :
يتوجه الانجيل إلى العالم كله ، إذ لاحدود فيه لظهور ملكوت الله ويلاحظ أن لوقا لايتوقف عند حدود ذكر ابراهيم وداود بل يذهب إلى آدم في ذكر آباء يسوع دلالة على أن يسوع هو بدء البشرية الجديدة كلها وليس بدء لإسرائيل الجديد فقط ، ويسوع هو نور العالم والألم ويتوجه إلى جميع الخطأة ولسائر الغراباء والصغار الذين يحيط بهم بحب الله العجيب واللامحدود بينما كانوا موضوع احتقار وازدراء والدعوة إلى حب الله وحب الاخوة بيسوع أصبحت دعوة موجهة إلى كل انسان بدون استثناء وبدون تفرقة عرقية أو دينية قد سواها ذلك الآن كل شخص أمام الله يتمتع بمصير ذاتي وينعم بقيمة مطلقة وهو مدعو إلى أن يقرر بملء حريته ـ وهو في هذه الحياة ـ مصيره الأبدي
|