معك عرفت أن الأرض مسطحة
يا غريب
...
لاتصدقني حين أقول لك
انني نسيتك ...
وان صدرك لم يعد وكري
وان عينيك لم تعدا أفقي
وان غضبك لم يعد مقصلتي ...
فقلبي مايزال كرة ذهبية
تتدحرج على سلالم مزاجك
وساحات الصحو والمطر في أيامك ...
ولا تصدقني
حين أقول لك : انتهينا ..
وأرمي في وجهك
كنوزي التي خزنتها كبخيل :
رسائلك وموسيقاك
وعقدا من الياسمين الجاف
وقارورة عطر فارغة
وشمعة نصف منتهية ..
لأنني بعد أن تمضي
ألملمها عن الأرض بشفتي
وأغسلها بنبيذ أساي ..
وأستحيل قصبة مثقوبة
..
تصفر فيها رياح الندم ..
مع كل فجر
أعد نفسي للفراق
كعروس تزف إلى حبيبها المرصود لها ...
وبأحزاني أطعن وجه النهار
وأعد نفسي للفراق
وأقول لك انتهينا ...
لكن حقل الجمر في وادي حبنا
مايزال يغلي تحت الرماد ...
وشوقي اليك
ما يزال مثل طيور البحيرات
يهب نحو ضفافك
قبلك
! كثيرون .. ولا أحد
بعدك ؟ انت !..
قبلك كنت امرأة تتثاءب
بينما يقبلها رجل ...
وتتابع برامج التلفزيون
بينما يحتضنها ...
قبلك كنت أحتضر ضجرا
مثل نقطة داخل دائرة !..
معك استحال جسدي
من صحراء قاحلة إلى عنقود من ضوء ...
وصار قلبي غزالا
وصارت أصابعي خمس فراشات ..
معك وحدك انصهرت رقصت تناثرت
استحلت جنية أسطورية عارية
تركب حصانا عربيا أصيلا
يعدو بها إلى فجر الفرح ..
مخلفا مقبرة الماضي خلفه