2-حب مجاني وغير مشروط:
ديمومة الحب الإلهي مرتبطة بكون هذا الحب مجاني وغير مشروط فالله أمين على عهد حبه ولو أخل البشر بهذا العهد..

(فأني أنا الرب لا أتغير)) ملاخي6:3 ففي الأنبياء الذين ذكرناهم أعلاه, يشبه حب الله لشعبه بحب رجل يبقى على حب زوجته رغم خيانتها له ويغفر لها ويعيدها إليه بعد سقطاتها. وقد اتخذت هذه الصورة طابعا" فريدا" في نبؤة هو شع (الذي عاش في القرن الثامن قبل الميلاد ) إذ أحب هذا النبي امرأة وتزوج منها ولكنها خانته واستسلمت للزنى.أما هو فبقي وفيا" لها واستعادها اليه ,وقد كشف الله له ان ما عاشه هو شخصيا" من حب مأساوي انما هو صورة لقصة الله مع شعبه...
صورة الله هذه من حيث انه البادىء أبدأ بالحب , والمقيم عليه رغم أعراض النسان عنه وضياعه في متاهات أهوائه , والساعي الى الإنسان رغم ابتعاد الإنسان عنه .هذه الصورة تجلت لنا بأجلى بيان في سلوك يسوع تجاه الخطأة ,في معاشرته للعشارين والزواني ,في سعيه الى زكا رئيس العشارين ,المحتقر من سائر ((أوادم )) ذلك العهد , وحلوله ضيفا" من نزله .
هذا الحب المجاني غير المشروط يلهم ويوجه علاقة الزوجين إذا تطعم حبهما بالحب الالهي اذ يتقبل كل منهما الآخر كما هو دون أن يرهن حبه له بشروط مسبقة , ويتجاوز عن هفواته واساءاته ,مقصودة كانت أو غير مقصودة ,ويحاول أن يجبر عثرات حب الآخر بمزيد من الحب يمنحه هو اليه...
نحوك عيني ...فامنحني القوة .... واعطني الايمان...