اعتمد الاميركيون لاطلاق مشروع الشرق الاوسط على تقرير التنمية البشرية العربية للعام .2002 وقد يعني هذا الامر، ان الولايات المتحدة تدين العرب بقلم العرب ولسانهم. ففي هذا التقرير أرقام مذهلة ومخيفة منها:
- ان مجموع الدخل القومي لكل الدول العربية يساوي الدخل القومي لاسبانيا فقط.
- 40% من العرب البالغين اميون، ثلثا العدد من النساء.
- 25 مليون عاطل عن العمل في العام .2010
- 5،3% من النساء تشغل المقاعد البرلمانية.
-51% من الشبان العرب عبّروا عن رغبتهم في الهجرة.
- تصدر العرب لائحة من يؤيد الديموقراطية كأفضل طريقة للحكم.
-6،1% فقط من السكان يستعملون الانترنت.
- ان ثلث سكان المنطقة يعيشون على اقل من دولارين اميركيين في اليوم.
والمطلوب هو معدّل نمو اقتصادي يقارب الـ6%.
هذا غيض من فيض، والمطلوب حسب التقرير هو العمل على:
- تشجيع الديموقراطية والحكم الصالح.
- بناء مجتمع معرفي.
- توسيع الفرص الاقتصادية.
- تدريب النساء.
- الانتخابات الحرة.
- مكافحة الفساد وتشجيع الشفافية.
- اعلام حر ومستقل عن الحكومات.
- تشجيع المجتمع المدني واعادة انتاج الطبقات الوسطى، والتي من دونها لا تقوم الديموقراطية.
- تحسين المناهج الدراسية وتعديلها، وتشجيع الابحاث والدراسات وتعديلها، وتخصيص الاموال اللازمة لها... الخ.
بالاضافة الى تقرير التنمية البشرية العربية للعام .2002 صدر ايضا تقرير آخر عن "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم"، كانت الجامعة العربية قد كلّفت المنظمة اعداده. ايضا وايضا، هاجم التقرير الانظمة المتسلطة، معتبرا انها توظف الدين في خدمة السياسة (4) واعتبر التقرير ان هناك تناقضا بين ما يُدرّس، وبين المعيوش. كذلك الامر، اعتبر التقرير انه لا وجود للمجتمع المدني في العالم العربي. اذاً تقرير آخر، مصدره عربي من جهة رسمية هي الجامعة العربية، يدين الوضع المتردي في المجتمعات العربية.
تعتبر الادارة الاميركية انه وفي حال نجاح هذا المشروع، والذي يستند الى المبادىء الديموقراطية، والى الحفاظ على حقوق الانسان، وفي حال تعدلت المناهج الدراسية بحيث لا تنتج اجيالا من الشباب العربي يكره العم سام فان المنطقة مقبلة على مرحلة ازدهار باهرة. وقد يساعد نجاح مشروع الشرق الاوسط الكبير، تنفيذ الاستراتيجيا الاميركية الكبرى. لكن الاكيد ان طلائع نتائج هذا النجاح، في حال التطبيق السليم، تستلزم اكثر من عقد من الزمن كي تعطي ثمارها. لكن الخطر على المشروع الاميركي، في ان الديموقراطية التي تريد نشرها الولايات المتحدة، قد تعمل ضد مصالحها في وقت من الاوقات. وقد حصل هذا فعلا مع تركيا عندما صوّت البرلمان التركي ضد دخول القوات الاميركية الى الاراضي التركية.
الموقف الاوروبي
ما موقف الدول الاوروبية من هذا المشروع؟
من الاكيد ان الدول الاوروبية تريد المشاركة في المشروع. فالغياب عنه، قد يعني غياب اوروبا عن اهم منطقة نفوذ لها، اي العالم العربي. علماً ان اوروبا حاليا ذات تأثير قليل وقليل جدا في المنطقة العربية وخصوصا بعد الحرب على العراق. وقد يقع الخلاف بين اميركا واوروبا، في نوع الدور الذي ستعطيه اميركا للقارة العجوز واهميته.هذا بالنسبة الى اوروبا. اما بالنسبة الى القوى الكبرى الاخرى، فان الدور الياباني في السماوة (العراق) قد يكون اول مؤشر الى توزيع الادوار من اميركا على الحلفاء. هذا عدا عن السماح لليابان بالاستثمار في ايران في حقول النفط، الامر الذي قد يدل ايضا على تحول جذري في العلاقة بين ايران واميركا. وان الاثنين، ينتظران الوقت المناسب لاعلان عودة المياه الى مجاريها. لذلك لا بد من الانتظار قليلا لمعرفة كيفية توزيع الادوار. لكن الاكيد ان اميركا ماضية في مشروعها، سواء قبلت اوروبا او رفضت. وكنا قد عايشنا سابقا هذا الوضع، عندما ذهبت اميركا الى الحرب رغما عن انف مجلس الامن، واوروبا.
هل سيؤدي المشروع في حال تطبيقه الى فقدان المنطقة لقيمها وحضارتها؟
في تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" عن مؤشر العولمة للدول نلاحظ الامور الآتية:
- بين 62 دولة، احتلت ايرلندا المركز الاول في العولمة كدولة، سنغافورة المركز الثاني، الولايات المتحدة المركز ،7 بريطانيا الـ،12 فرنسا الـ،15 المانيا الـ.18
- احتلت تونس المركز ،35 السعودية ،41 المغرب 47 ومصر المركز 60 (اربعة دول عربية فقط).
- بينت التقارير ان اكثر الدول عولمة (ايرلندا) هي من اكثر الدول التي تمارس شعائرها الدينية.
- اظهر التقرير ان معدل الوفيات عند الولادة، هو الاقل عند الدول الاكثر عولمة.
- اخيرا وليس آخرا، بيّن التقرير ان للمرأة الدور الاهم في الدول التي تحتل مركز الصدارة في ترتيب العولمة.