عرض مشاركة واحدة
قديم 22/07/2006   #3
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


- وبعد الحروب الكبرى المحدودة في افغانستان، والعراق بدأت اميركا خوض الحروب الصغيرة جدا Micro - Wars. وكانت هذه الحروب قد ذكرت ايضا في استراتيجيا الامن القومي الاميركية NSS. وبغية الانتقال من صورة الماكرو، الى صورة الميكرو، اطلقت اميركا مشروع الشرق الاوسط الكبير. ويبدو ان الاسم كبير، لكن المقصود هو محاولة الدخول الى العقل والوعي العربيين، لتغييرهما من الداخل، اي من الميكرو. ويعتقد الاميركون، ان الحرب تبدأ في عقول الرجال، ولمنع وقوع الحرب، يجب البدء بالعمل من هناك، اي من عقول هؤلاء الرجال. ومقارنة مع ذلك، يجب العمل على العقل العربي، لمنعه من استعمال الارهاب لتحقيق الاهداف السياسية. وإن العمل على العقل العربي لابعاده عن الارهاب، يكون عبر التنمية البشرية والاقتصاد. وبالتالي التعليم وتغيير المناهج الدراسية والتي يعتبر الاميركيون انها مسؤولة عن تسويق الكره للغرب. ويبدو المثال الواضح جدا في هذا الاطار، ما انتجته مدارس الطالبان في افغانستان.
- ان إطلاق هذا المشروع، ليس بجديد. فالعالم العربي، أو الشرق الاوسط الكبير (بإستثناء المغرب العربي تقريبا) يقع ضمن صلاحية قيادة المنطقة الوسطى CentCom، والتي هي بإمرة الجنرال من اصل لبناني، جون ابي زيد.
- وكما قلنا، يتمثل الخوف العربي من هذا المشروع، في انه طرح في هذا الوقت، حيث العرب في الحضيض. كذلك الامر، إن طرح مشروع مماثل سوف يؤدي الى انتاج نظام امني اقليمي جديد. والنظام الامني الاقليمي الجديد، يستلزم اعادة رسم التحالفات، وتصنيف الاعداء - الاعداء، والاصدقاء - الاصدقاء، والدول الما بين - بين. وهنا مكمن الخطر على بعض الانظمة العربية، لان الصديق - الصديق، معروف اصلا، والمتمثل بكل من: اسرائيل وبامتياز، تركيا والهند. اما الدول العربية المؤثرة، فهي في خانة الصديق، والصديق فقط وبخجل، كمصر، السعودية، السودان وغيرها. والدول العربية الاخرى والمصنفة صديقة - صديقة، فهي غير مؤثرة على صعيد التأثير في رسم صورة المنطقة، وفي عملية اتخاذ القرار. اذا الصديق - الصديق لاميركا ليس عربيا. ومن يدري ما قد يحصل فيما لو دخلت ايران المعسكر الاميركي لاحقاً؟ اما الصديق المسلم لاميركا وغير العربي، اي باكستان، فهو في خانة الاتهام لانه باع التكنولوجيا النووية، ومن يدي ما عقابه، او ثمن أخطائه هذه اذا عاند؟ اذاً ستشهد المنطقة العودة الى سياسة المحاور. لكن هذه السياسة خطرة، وغير مسبوقة في المنطقة، لان اميركا تعتبر الان، اللاعب الاساسي والوحيد، وذلك بعكس ما كان سائدا ابان الحرب الباردة، كحلف بغداد مثلا. وفي ظل محاولة اعادة رسم المنظومة الامنية في المنطقة، ورسم التحالفات الجديدة، وفي ظل اعادة تصنيف الاعداء والاصدقاء، وفي ظل ضعف عربي لم يسبق له مثيل وتفرّد اميركي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، فإن كل شيء قد يُطرح حاليا للمنطقة، ومن الولايات المتحدة بالتحديد، هو امر مشكوك في صحة نيّاته الطيبة، ومرفوض حتى من العتاة الذين يعشقون الديموقراطية، ويكرهون انظمتهم. يضاف الى هذا، خوف الانظمة العربية المناوئة للاستراتيجيا الاميركية، من محاولة ضربها مباشرة عبر العسكر الاميركي، او عبر تكليف اي حليف لاميركا، خصوصاً اسرائيل. فكيف يمكن هذه الانظمة، وحسب الوزير اللبناني السابق غسان سلامه في محاضرة القاها في قطر، ان تقبل هذه الدول المناوئة مساعدة المشروع الاميركي وتسويقه عندما يقول لها الاميركيون، انك على لائحة الاهداف المقبلة؟
- اذاً اميركا في المنطقة، تعصر البعض، تحتوي البعض الآخر. وتضرب من يعاندها مباشرة او عبر وسيط ما، (حالة سوريا ومخيم عين الصاحب). وإن إستثمارها، اي اميركا في المنطقة قد وصل الى سعر مرتفع جدا. لذلك ليس من السهل ان تنسحب اميركا، كما فعلت في فيتنام. فالانسحاب من العراق، قد يعني سقوط النسر الاميركي الى غير رجعة. وقد يقول البعض: ماذا لو وصل الديموقراطيون الى الحكم؟ وقد يرد البعض، ان الدول العظمى لا تبدل استراتيجياتها كما تبدل ثيابها. وان الخطاب الانتخابي الرئاسي الاميركي يدور مثلا على كيفية إدارة الحرب، وبالكاد نسمع احد المرشحين يبشر بالانسحاب الاميركي من المنطقة في حال انتخابه. وهذا بالفعل يؤكد ما قلناه آنفا.
التعليم والمرأة
لماذا يرتكز المشروع على التعليم، إدارة الاعمال، والمرأة؟
في كتابه الاخير مع دافيد فروم، يقول ريتشارد بيرل انه يقدم الى الادارة الاميركية وعبر الكتاب، خريطة طريق لضرب الارهاب. ترتكز هذ الخريطة على الاسس الآتية:
.1 حماية الداخل الاميركي، حتى لو تضايق المسلمون الاميركيون.
.2 ضرب الدول التي ترعى الارهاب وتساعده.
.3 واخيرا وليس آخرا، وهذا ما يهمنا هنا، ضرب الارهاب في عقول المسلمين والعرب. وإن ضرب الارهاب في العقول، من المفروض ان يرتكز على التناوب في الاستعمال بين العصا والجزرة. العصا لمن عصا. والجزرة عبر إظهار اهمية التغيير، الازدهار، التعليم والمساهمة في التطور البشري، وحتى التنعم بالديموقراطية والحريات.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02606 seconds with 10 queries