عرض مشاركة واحدة
قديم 22/07/2006   #2
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


اذاً وانطلاقاً من هذه الاستراتيجيا الكبرى (لأيام السلم النسبي)، يدخل موضوع الشرق الاوسط الكبير من الباب الواسع. وهو، اي الشرق الاوسط الكبير، يُعتبر المسرح الاساسي الاقليمي حيث يتركز الجهد الرئيسي للولايات المتحدة في هذا الوقت، وخصوصاً بعد 11 ايلول. لذا على الدارسين، المفكرين، وخصوصاً السياسيين الانطلاق من هذه الارضية لفهم طرح المشروع الاميركي للمنطقة. لكن يبدو ان طرح الموضوع للشرق الاوسط الكبير، ينقسم في روحيته استراتيجيتين فرعيتين هما:
- استراتيجيا كبرى ملحّة على الولايات المتحدة Imminent تتعلق مباشرة بما حصل في 11 ايلول، وفي طريقة الرد على هذا الاعتداء، وفي الحرب على الارهاب العالمي، وفي تحول ساحة الشرق الاوسط ساحة بديلة للاتحاد السوفياتي، وفي تحولها النقطة الرئيسية للاصطدام Clash ، بين قوى الخير وقوى الشر حسب تعبير الرئيس بوش. في هذه الاستراتيجيا تعمد اميركا الى ترتيب وضع الشرق الاوسط القديم - الجديد، لتكون هي المقرّر الاساسي وفي ابعاد عدة.
- استراتيجيا قريبة - بعيدة المدى (لعقدين من الزمن)، تهدف وخلال العمل على الشرق الاوسط الكبير الى تحقيق اهداف استراتيجية بعيدة المدى، مهمة وحيوية لاستمرار هيمنة الولايات المتحدة على العالم ككل. وهذا بالفعل ما ورد في استراتيجيا الامن القومي الاميركية NSS. واذا راجعنا كيفية خوض الحرب الاميركية على الارهاب، وراجعنا كيفية انتشار القوات الاميركية بعد 11 ايلول وراجعنا كيفية انشاء، او الغاء بعض القواعد العسكرية الاميركية، فانه يمكننا استنتاج ما يأتي:
- وجود القوات الاميركية والقواعد العسكرية على حدود القوتين العظميين، اي روسيا والصين.
- تحاول اميركا بهذا الانتشار العمل على السيطرة على الممرات وطرق المواصلات البحرية. هذا عدا السيطرة على الجو والفضاء.
- تضاف الى هذا الانتشار، عملية توسيع الناتو ليدخل اكثر في العمق الروسي بشكل يطوق اكثر روسيا، وفي الوقت نفسه يحتوي القوتين الاوروبيتين المشاكستين، فرنسا والمانيا.
- وفي الوقت عينه يجب الا نهمل بعد الطاقة والمتمثلة بالنفط والغاز. وفي هذا الاطار، يبدو ان روسيا هي في طور ان تصبح الدولة الاولى في انتاج النفط. كذلك الامر، يبدو ان الصين واذا ارادت الاستمرار في النمو، فهي بحاجة الى مزيد من الطاقة، وهي العملة النادرة لديها.
فعلى سبيل المثال: تحتل الصين المركز الثاني العالمي في كمية استهلاك الطاقة (5.5 ملايين برميل عام 2003/في اليوم). ولكي تكفي حاجاتها استوردت الصين حوالى 773 مليون برميل في العام .2003 وحسب وزارة الطاقة الاميركية، سوف يرتفع استهلاك الصين في العام 2025 الى 10.9 ملايين برميل في اليوم، ومن هذه الكمية سوف تستورد الصين حوالى 7.5 ملايين برميل في اليوم. فمن اين ستأتي هذه الكميات الضخمة للمستقبل؟ لذلك تبدو المعركة الحالية والصامتة بين الجبارين كأنها تحاول رسم صورة المستقبل. وعلى سبيل المثال ايضا، تحاول الصين حاليا تأمين مصادر الطاقة عبر الضخّ البري، بواسطة انابيب النفط، وذلك عبر اتفاقات متفرقة مع دول آسيا الوسطى، وخصوصاً كازاخستان. فهي، اي الصين لا تستطيع السيطرة على الممرات البحرية في ظل عدم توافر بحرية حديثة. وهي لا تستطيع تحديث قواتها لأن الامر مكلف جدا. وردا على هذا الامر، تعمد الولايات المتحدة الى رشوة كازاخستان عبر مساعدات عسكرية وغيرها، لعدم اعطاء الصين هذا الاتفاق.
- اذاً انتشار عسكري ضمن الشرق الاوسط الكبير سوف يؤمّن الستاتيكو المفيد للامبراطورية المهيمنة. وفي الوقت نفسه، سوف يؤمن هذا الامر على المدى البعيد السيطرة على نفط الخليج، وعلى نفط بحر قزوين. وفي الوقت نفسه، احتواء كل من روسيا والصين. وايضا التحكّم في انتاج النفط، وتسعيره في وقت لاحق، اي عندما تصبح روسيا متقدمة على صعيد الانتاج.
بين الماكرو والميكرو
وفق هذه الصورة الكبرى، يمكننا فهم مشروع الشرق الاوسط الكبير، فماذا عنه؟
- في ظل مفهوم العولمة، وامكان القوة العظمى (الولايات المتحدة) التدخل اينما تريد، من دون استئذان احد. يمكننا ان نستنتج ان الفارق بين البُعدين، الاستراتيجي والتكتي هو الى انحسار، وحتى الى زوال. هذا على الاقل في الوعي الاميركي، نظرا الى ما تملك من امكانات. وقد ظهر هذا الامر جليا، عندما مانعت تركيا في استعمال اراضيها من القوات الاميركية، كما استطاعت اميركا نقل قواتها الى المسرح الكويتي، وذلك من دون تعديل مهم، او تأخير في تنفيذ المهمة الرئيسية. ولأن اميركا ومصالحها تغطي كل الكرة الارضية، فان الابعاد التي ذكرناها (استراتيجي + عملاني + تكتي) هي تقريباً غير موجودة. فاميركا تتدخل رغم عظمتها لضرب مجموعة من الارهابيين في جزيرة معزولة في الفيليبين. ذلك الامر يدرس البنتاغون خطر ارتفاع حرارة الارض Global Warming على الامن القومي للولايات المتحدة الاميركية، وكيف سيغيّر هدا الحدث الخرائط الجيو - استراتيجيا (صدرت دراسة في هذا الصدد عن البنتاغون).
- بعد 11 ايلول، دخلت اميركا الحرب على الارهاب وخاضت حربين: افغانستان والعراق. وقد اعتبر المحللون، او اطلقوا على هذه المرحلة صفة الماكرو Macro. اي المقاربة الكبرى للمنطقة، والتنفيذ العسكري لتثبيت موطئ القدم على الارض. بالفعل دخلت اميركا الشرق الاوسط القديم، وثبتت وجودها حتى لو لم يكن العالم راضيا عن هذا السلوك.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03297 seconds with 10 queries