يوماً بعد يوم تثبت إسرائيل للعالم أجمع أن ثقافتها هي ثقافة الموت
و أن اللغة الوحيدة التي تتحدث بها مع العالم هي لغة القوة و العنجهية
كيف لا وهي التي نشأت على القتل و التدمير و التهجير و ترعرعت على الحقد و التطرف و الحروب الدموية ، و الكل لاحظ كيف أن الشعب الإسرائيلي لم و لن يرفَّ له جفن لجميع المآسي التي أذاقها جيشهم لشعبي لبنان و فلسطين ...
لكن السؤال هنا ؟؟؟
كيف استطاعت إسرائيل أن تحافظ على هذا النهج أو كيف زرعته في قلوب و عقول أجيالها الناشئة في أرض فلسطين من بعد النكبة ؟!
إن جيل المؤسسين الأوائل لدولة إسرائيل من المهاجرين لم يكن بحاجة لتعليم أو تثقيف حتى يظهروا أبشع أشكال الحقد و يمارسوا شتى أساليب القتل ، فهم جاؤوا من كل بقاع الأرض إلى الوطن الموعود واضعين نصب أعينهم هدفاً لم يكن ليتحقق لو لم يقوموا بما قاموا به ، و بالتالي أن يشكل هؤلاء المهاجرون عصابات قتل في فلسطين هو شيءٌ عادي و متوقع منهم...
لكن كيف قام هؤلاء بنقل هذه النزعة الجهنمية للقتل و هذا الإحتقار المرعب للعرب إلى أبنائهم ؟؟؟
لا شك أن التربية و التوجيه اليومي لطفل صغير بأن عدوه الأول هو الفلسطيني أو العربي و أن هذا العدو يتربص به ليقتله في أية فرصة ..هو أمر مؤثر ، لكن هل يكفي هذا لكي يكون شعب كامل يحمل هذا الطبع ؟؟ أنا لا أعتقد ذلك ...
إن الذي لفت إنتباهي لهذا الأمر هو صورة أطفال إسرائيليين صغار يكتبون إهداءاتهم لأطفال فلسطين و لبنان على صواريخ إسرائيلية في إحدى القواعد العسكرية ...
هذه هي الصورة :
و هذا هو نص ما كتبه الأطفال:
أعزاءنا الأطفال اللبنانيين والفلسطينيين والعرب موتوا مع خالص حبنا
Dear Lebanese/Palestinian/Arab/Kids Die with love Yours Israeli Kids
أليس هذا عاراً على البشرية أن تعلم طفلك الحقد بدلاً من المحبة ؟
وذات مرة شاهدت وثائقياً عن الحرب العربية الإسرئيلية ، و في أحد المشاهد كان بعض الأطفال الإسرائيليين في باص المدرسة يغنون أغنية ما إن ترى الترجمة حتى تصاب بالصدمة !!!
مجمل الأغنية عبارة عن توعد للفلسطينيين بالقتل و الحرق و تدمير البيوت و الطرد من وطنهم"أي وطن الأطفال الإسرائيليين"
إضافة للشتائم و التحقير و التشبيه بالحيوانات ، و أذكر أن كلمة "أنا أكره..." تكررت كثيراً في هذه الأغنية المميزة !!!
و أذكر أن صديقاً من أيام الجامعة "و هو فلسطيني أردني" قال لي أن الأم اليهودية متفرغة لجعل طفلها كتلة من الحقد و الكره للفلسطينيين ، وقال لي أن هنالك أسلوباً تتبعه الأمهات الإسرائيليات في "تربية" أطفالهن ...
هذا الأسلوب يعتمد على أن تقوم الأم فجأة بإخفاء أحد ألعاب الطفل أو أن تحرمه من أحد مكونات طعامه المعتاد أو أن تقدم له الحليب خالياً من السكر مثلاً ,و عندما يسألها أين لعبتي أو أين طعامي أو أين السكر تجيبه بأن الفلسطيني قد أخذه .
أنا لا أستغرب اللجوء لمثل هذه الأشكال من التربية لدى الإسرائيليين ، بل أستغرب نجاحهم في تطبيقها...
إن هذا الأمر مستنكر من قبل الجميع لكني بصراحة أحترم فيهم التصميم على تنفيذ طموحاتهم و أهدافهم.
إن هذا الشعب المشتت إستطاع أن يلم شتاته من كل الأرض و يؤسس دولة"بالقتل"على أرض غريبة و فوق ذلك لم يمض من عمرها سوى /19/ عاماً حتى تمكنت من إحتلال أراضٍ من خمس دول عربية مجاورة يشكل تعداد سكان إحداها فقط حوالي /30/ضعفاً !!!!
الخلاصة أن إسرائيل يوماً بعد يوم تحافظ على نظرتها و نظرة شعبها للعرب ، بينما العرب يوماً بعد يوم ينسون قضيتهم و يتسابق زعماؤهم لإرضاء أميريكا عن طريق إرضاء جلادتهم إسرائيل التي جلبت لهم الويلات و مزقتهم و إحتقرتهم لعشرات السنين.
أعـشق عـمري لأنـي إذا مـتُّ أخجل من دمـع حـبـيـبـتـي ... و أمـي
______
في حضرة الإمبراطور اليوفي و الأسطروة دل بييرو .. يركع الملكي المدريدي
______
احذروا قناة العربية
لأنها قناة حريرية عبرية أميريكية سعودية قذرة
همها الأوحد تشويه صورة سوريا العظيمة