الفصل الاخير: استعمال الجواسيس
الفصل الثالث عشر من كتاب 'فن الحرب'
استعمال الجواسيس «» The use of Spies
ترجمة وإعداد: رءوف شبايك
1
إن تجميع مئة ألف من الجنود الرجال، والسير بهم لمسافات طويلة في مناورات حربية، كفيل بأن يوقع خسائر ثقيلة على أفراد الشعب ويستنزف موارد الدولة، إذ سيبلغ معدل الإنفاق الحكومي اليومي آلاف الأونصات من الفضة، وسينتشر الهرج والمرج وتعم الفوضى داخل البلاد وخارجها، وسيسقط الجنود من الإرهاق جراء سيرهم المسافات الطويلة على الطرق، وستزيد معاناتهم كلما أوغلوا في الأراضي المعادية، وسيتضرر الآلاف من الأسر في أعمالهم وأرزاقهم.
2
قد تقابل الجيوش المتحاربة بعضها البعض في حروب مستنزفة تستمر سنين، يصارع خلالها كل طرف لاقتناص النصر المظفر، والذي قد يتحدد في يوم واحد. أن تبقى جاهلاً بحالة العدو لأنك ترفض إنفاق حفنة أونصات من الفضة لشراء ذمم ورواتب الجواسيس لهو عمل يمثل قمة اللاإنسانية.
3
من يتصرف بهذه الطريقة ليس بقائد كفؤ للأفراد، ولا يقدم يد المساعدة لحاكمه، وليس بجالب للنصر.
4
وهكذا - فإن العنصر الذي يعين الحاكم الحكيم والقائد العسكري المحنك على تنفيذ الضربات القوية وتحقيق النصر، التي لا يمكن للرجال التقليديين تحقيقها، هذا العنصر هو المعرفة المسبقة بأمور العدو.
5
هذه المعرفة المسبقة لا يمكن الحصول عليها عن طريق استحضار الأرواح أو استجداء الآلهة، أو بناء على سنوات الخبرة والتوقعات المدروسة، أو من الحسابات الفلكية أو النجوم.
6
تحركات ونوايا العدو الفعلية يمكن معرفتها فقط من خلال رجال آخرين.
7
هكذا تبرز الحاجة لاستخدام الجواسيس، الذين ينقسمون إلى خمس فئات:
1- المحليون (المواطنون)
2- الداخليون
3- المنشقون (المزدوجون)
4- الهالكون (المضللون)
5- الاستراتيجيون (الباقون أحياء)
8
عندما تعمل جميع فئات الجواسيس معاً في وقت واحد وفي انسجام تام، فلا يستطيع أحد وقتها اكتشاف هذا التنظيم السري. ذلك هو أكثر التنظيمات الاستخباراتية أهمية عند الحاكم.
9
استعمال جواسيس محليين يعني توظيف خدمات القاطنين في الأحياء السكنية. (يشرح تو مو هذه النقطة بقوله: تودد إلى سكان أحياء العدو وأكسبهم إلى صفك ليكونوا جواسيس لك).
10
استعمال جواسيس داخليين يعني الاستفادة من ضباط جيش العدو. (يستطرد تو مو: عليك الاقتراب بحذر من ضباط وعساكر العدو المتذمرين، الذي تعرضوا لتخطيهم في الترقيات أو الطماعين أو غير الراضين عن أحوالهم العامة، أو المتمردين المحكوم عليهم بعقوبات، أو القيادات العسكرية المهمشة التي تريد إلحاق الفشل بصفوفها لتثبت أنها على حق فيما ذهبت إليه من رأي).
11
استعمال جواسيس منشقين يعني بسط السيطرة على جواسيس العدو وجعلهم يعملون لصالحك. (لا زلنا مع تو مو الذي يعقب قائلاً إن المنشقين يعملون على إعطاء معلومات غير صحيحة للعدو عنا، ولا يقتصر الأمر على استمالة أفراد ليعملوا جواسيس لنا، إذ يمكن التستر على جواسيس العدو لدينا وعدم إشعارهم بأن أمرهم قد اكتشف، مقابل الحرص على تزويدهم بما نريده من معلومات، لينقلوها بدورهم إلى العدو، دون فطنتهم للأمر).
12
استعمال جواسيس مضللين هالكين ، لا ينفذون سوى أعمال محددة في وضح النهار بغرض الخداع، لكي يعرفهم جواسيس العدو ويبلغون عنهم العدو، وتزويدهم بمعلومات زائفة، حتى إذا تم اكتشافهم والقبض عليهم واعترفوا تحت ضغط تعيب العدو، كانت المعلومات التي باحوا بها للعدو مضللة غير حقيقية.
13
الجواسيس الباقون على الحياة هم من يعودون أحياء ومعهم الأخبار من معسكر العدو.
14
لا شيء في أمور الجيش كله يفوق أهمية الحفاظ على علاقات قريبة وحميمة مع الجواسيس، كما لا يجب أن يفوق أي شيء مكافأة هؤلاء الجواسيس بسخاء، ولا يجب أن يفوق أي شيء السرية التامة للتعامل مع الجواسيس. يجب أن يتمكن الجواسيس من الوصول للقائد بكل سهولة وفي كل وأي وقت. الجواسيس – بحكم طبيعتهم- دائماً ما يتعاونون مع من يدفع أكثر، لذا لا يجب أن يعرفوا أي شيء أكثر مما ينبغي، ويجب الحرص منهم دائماً، إذ يمكن أن يكونوا مزدوجين أو ينشقوا عليك.
15
لا يمكن توظيف الجواسيس بدون مبادئ عامة حكيمة ومفهومة وواضحة. يجب أن يكون القائد عالماً بحقائق الأمور، فيعرف الصدق من الكذب، ويعرف الأمين من المخادع.
16
لا يمكن إدارة شئون الجواسيس بنجاح من دون إظهار النوايا الطيبة والوضوح التام والصدق الكامل في التعامل. يجب أن تكسب ثقة الجاسوس تماماً.
17
بدون إعمال العقل والتفكير في تقارير المعلومات الواردة من الجواسيس، لا يمكن لأحد أن يكون واثقاً تمام الثقة من صحة هذه المعلومات الاستخبارية.
18
كن دقيقاً – كن بارعاً، واستعمل الجواسيس في شتى الأمور والمجالات.
19
إذا تم تسريب معلومات سرية إلى أي جاسوس قبل حلول الوقت المناسب لذلك، اقتل هذا الجاسوس وكل من نقل إليه هذا السر. قتل مثل هذا الجاسوس الشارد إنما هو عقاب له، وقتل المُسرب هو للقضاء تماماً على هذا التسريب.
20
بغض النظر عما إذا كان الهدف هو قهر عدو أو غزو مدينة أو اغتيال فرد ما، فيجب أن تبدأ بمعرفة قائمة أسماء الجميع، من مساعدين وعاملين وحراس، ويجب توجيه الجواسيس ليؤكدوا صحة هذه الأسماء. يجب بحث إمكانية استمالة أي من هؤلاء بالرشوة بالمال.
21
يجب البحث عن جواسيس الأعداء الذين قدموا إلينا من أجل التجسس، وأن يتم إغرائهم بالرشاوى، وأن يتم إبعادهم وتسكينهم في أماكن بعيدة ومريحة. بذلك سينشقون ويصبحون جواسيساً لنا مستعدين لخدمتنا.
22
من خلال المعلومات التي يمدنا بها الجواسيس المنشقون، يصبح بإمكاننا الحصول على وتوظيف جواسيس محليين وداخليين.
23
بناء على هذه المعلومات أيضاً، يمكننا تزويد الجواسيس الهالكين (المضللين) بمعلومات زائفة يمررونها للعدو.
24
أخيراً، وبناء على كل هذه المعلومات التي أمدنا بها الجواسيس بمختلف فئاتهم، يمكن استخدام فئة الجواسيس الاستراتيجية في مهمات محددة.
25
الغرض والغاية من التجسس بكل صوره الخمسة السابقة هو معرفة أمور العدو، تلك المعرفة التي يتم الحصول عليها ابتداء من الجواسيس المنشقين، ولذا يجب معاملة أولئك الجواسيس بكل سخاء وكرم.
26
وكأمثلة على ذلك، فإن التاريخ القديم يخبرنا عن بزوغ نجم سلالة ين بسبب آي تشي الذي خدم تحت هسيا، وكذلك صعود سلالة تشو بسبب لو يا الذي خدم تحت ين.
27
الحاكم المتنور والقائد الحكيم هما من يستخدمان أفضل المعلومات الاستخبارية العسكرية لأغراض التجسس وبذلك يحققان النتائج العظيمة. الجواسيس هم أكثر العناصر أهمية، لأن قدرة الجيش على رؤية العدو وفهمه ومن ثم الاستعداد له تعتمد عليهم، على أن الإفراط في الاعتماد على الجواسيس قد يؤدي لأثر عكسي، لذا فيجب الموازنة بين جميع العناصر الاستخباراتية والمعلوماتية.
عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
|