مصر والسعودية: فلن نكتب الكثير عن هاتين الدولتيي لأنهما المآساة الحقيقية للعرب في الثلاثين سنة الأخيرة، فمصر تبحث عن ملفات خارجية لتهرب من الملفات الداخلية الساخنة والتي تطوق النظام ، وتريد التشبث بأنها لا زالت أم العرب وهي نكته بالفعل، لأنها بذلك ستستمر بالتسول لدى أمريكا ( وطبعا النظام ) ولا نقصد الشعب المصري الحر وكذلك لا نقصد شعوب الدول التي مرت أعلاه، لذا فهي تريد ( أي مصر ) تثبيت حكم الرئيس مبارك من خلال التآمر على دولة عربية تريد واشنطن رأسها، والقضية في منتهى البساطة عند النظام المصري فهو جدير بهذا حيث شارك بتحطيم العراق من قبل وعلى مراحل، فالقضية لديه متاجرة مادية وسياسية مقابل أن يبقى في الحكم ويستمر، ولو فتحنا الملفات فلن تنتهي ولقد حذرنا القيادة في سوريا كثيرا من مصر النظام، ولازلنا نحذر لأن لا أمان لهذا النظام .
أما السعودية فهي لا تريد بروز قوة غيرها كونها تحلم بالزعامة، ولهذا فقد شاركت وساهمت بتحطيم العراق، وكذلك فهي تريد أن يبقى لبنان مجرد مرقص وحديقة أنس خلفية خاصة بهم و لهم للتمتع بها، وإحتلالها تدريجيا على المدى المتوسط وكذلك فهي تريد إبعاد المعركة عنها حيث هناك دراسات تؤشر بأن هناك حربا ستقع بين السعودية وإيران وبدفع من شركات النفط الأميركية، وبعض اللوبيات حيث هناك فائض قدره 700 مليار دولار لدى السعودية وبعض دول الخليج تريده الولايات المتحدة، فاستنادا للدراسات فأن هذا المبلغ يعود الى الولايات المتحدة وهو فرق أسعار النفط طيلة الأزمات والحروب التي مرت، ولابد أن يُسترد ناهيك أن هناك مخطط أميركي لتفتيت السعودية الى ثلاث كيانات ( نجد والحجاز والمنطقة الشرقية ) والأخيرة غنية بالنفط، لذا ترى السعودية أن من مصلحتها فتح المعارك مع إيران إستباقيا، ومن خلال أصدقاء إيران وفي مقدمتهم حزب الله، ومن الجانب الآخر أرسلت إشارة الى إسرائيل بأننا معك اليوم فنريد موقفك بالغد عند الأزمات التي تطوق السعودية، وبما أن السعودية تعرف بأن تغيير النظام في سوريا هي أمنية أميركية وإسرائيلية، فإذن هي أمنيتها كي تلتهب سوريا بدلا من السعودية، وهنا فإن السعودية تراهن، فأن غلبت وصمدت سوريا فحتما ستكون ضعيفة وحينها لا تعود منافسه للسعودية كدولة كبرى ،ولو إنتهى النظام فيها فهي ستضرب إيران بسوريا وبحزب الله وبالمنظمات الفلسطينية، وهنا ستقول الى إسرائيل وأميركا أنا في خدمتكم ولقد ساندتكم بالمال والأرض واللوجست ضد العراق من قبل وضد سوريا اليوم، فنريد منكم الرضا عنا ،ومساعدتنا إتجاه إيران، فيما لو بقيت على تصميمها أن تكون دولة كبرى ضمن نادي الكبار . لذا فعلى دمشق دراسة ما جاء في أعلاه، وكذلك دراسة مواقف الدول العربية المصطفة معها والواقفة بالضد منها وذلك بعناية تامة وبإنتباه مضاعف، مع التحرك الديناميكي المستمر لترتيب هذا الإصطفاف ليكون حال لسان الشارع العربي، لأن الشارع العربي ليس مع الإصطفاف في الجانب الآخر إطلاقا، بل إن الشارع العربي ناقم على الذين ناصروا إسرائيل وإنتقدوا حزب الله وسوريا وإيران وفي مقدمتهم السعودية والأردن ومصر والإمارات والكويت،لذا فمن مصلحة دمشق و الدول المصطفة معها العمل على بلورة الشارع العربي، والعمل على عدم فقدانه وخذلانه، لأن هذا الشارع يبحث ومنذ زمن بعيد عن المرجعية والرمز، فها هي المرجعية قد تبلورت نواتها ،وأن الرمز في القيادة السورية والقيادات التي ستتحد معها ضمن إستراتيجية النهوض والصمود ... فلم يبق إلا العمل والأيام حبلى بالمفاجآت .
سمير عبيد ... كاتب ومحلل سياسي عراقي ... شام برس
httphttp://www.champress.net/?page=show_det&id=11184://
ســــــــــــــــــوريا قلعة الصمود العربي
|