عرض مشاركة واحدة
قديم 18/07/2006   #2
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


كذلك علينا أن لا ننسى أن جزءا من الأراضي اللبنانية ما زال محتلا، كما أن الاستفزاز الإسرائيلي ضد السيادة اللبنانية استفزاز يومي عبر الطلعات الجوية المتكررة وشبكات العملاء التي نفذت العديد من الاغتيالات.
بالمقابل وعلى الصعيد العسكري يبدو أن المقاومة تحاول استغلال حالة الضعف الإسرائيلية بتآكل ردعها الذي يقابله استعداد مناسب وجيد للمقاومة يراد له أن يستثمر في تغيير قواعد اللعبة.
غير أن المقاومة تظهر وكأنها مقيدة بواقع التزامات التسوية كحال حماس أو بواقع عدم الرد المبالغ به كحال حزب الله.من الواضح أن الرد الإسرائيلي يتعدى الرد المفترض، وهو رغم أنه معد في أرشيف وخطط القيادات العسكرية فإنه يحمل في فلسفته الانتقام أكثر من السياسة، وفيه انجرار صناع السياسية الإسرائيلية الجدد وراء مغامرات العسكريين وتعطشهم الدائم للحرب.
كما أنهم وجدوا في التصعيد ما يخدم إبعاد عوامل الفشل عن كواهلهم في قضيتي الاقتحام والأسر النوعيتين.
لكن علينا الاعتراف أيضا بأن السياسيين الإسرائيليين -وبدعم أميركي وربما بهمس عربي- يريدون التخلص من حكم حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة ومن قوة حزب الله في لبنان، بإذكاء المفاعيل الداخلية الفلسطينية واللبنانية ورفع الكلف المادية لآلة التدمير والحرب الإسرائيلية، ومن ثم خلق تحرك شعبي ضاغط على حماس أو تحرك طائفي أغلبي لتدجين سلاح حزب الله.
بالعموم هذه المراهنات الإسرائيلية تكتيكية في حساباتها ومغامرة في معطياتها في ضوء أن الهجوم الإسرائيلي يقوي أولا شعبية حزب الله وحماس، ويخلصهما من تحديات مقيدة لعملهما وشرعيتهما مثل اتفاقات أوسلو أو القرار 1559.
وثانيا، ومهما كان حجم الخلافات الداخلية حول توقيت وآلية المقاومة فلن تجد إسرائيل حليفاً معها ينتصر لمنطقها أو يجرؤ على طعن المقاومة من الخلف ولاسيما مع ضجيج القنابل واشتعال الدم واستشهاد العجائز والأطفال.
هذا إذا افترضنا أن المقاومة عبارة عن خلايا أو بضع عشرات من الناس، فكيف إذا كانت هذه المقاومة في عمق شعبي حاضن وقوي؟ إذا خسارة إسرائيل على المدى الطويل محققة، ويساعدها في ذلك أيضاً أن ضربات إسرائيل مهما بلغت فداحتها فإنها ستبقى محدودة في ضوء أنها لن تغامر بدخول لبنان أو قطاع غزة لأنها ستدفع حينئذ أثماناً بشرية عالية.
وعليه فإن القوة الإسرائيلية ستكون محدودة ومقيدة، ولذا فهي تراهن على عامل الوقت والوقت القصير جداً، وهذه النقطة تسجل لصالح المقاومة أيضا.
أما العامل الثالث المساعد للمقاومة فهو ضعف الساسة الإسرائيليين تجاه الرأي العام الداخلي، ولذا فنصف مليون إسرائيلي الذين ينامون في الملاجئ لن يصبروا على هذه الأحوال، وتجارب كريات شمونة التي خبرت هذه الوضعية ستحفزهم على الصراخ مبكرا تحديا لجدوى استمرار إسرائيل في عملياتها.
في البعد الإقليمي يتضح أن الضغط العربي الرسمي على المقاومة يساهم في إحراجها كي تتبع سياسة التصالحية مع إسرائيل، ولكن الصوت الرسمي الضعيف شعبياً والمتهم بالاستبداد لن يقوى على خذلان المقاومة وبالتالي مناصرة إسرائيل حتى النهاية، لأن القوة الإسرائيلية بلا عقل ولا كوابح وسيكون ذلك محرجا لهم.
والأهم أن المقاومة لا تراهن أصلا على النظام الرسمي وهي تعرف جيدا مواقفه وقواه الذاتية، ولذا فهي تراهن على الشعوب العربية التي أثبتت -رغم ضعف تحركها- أنها قوة ساكنة قد تنفجر في اتجاهات تهدد استقرار الأنظمة العربية التي بالغت في استبدادها وبرودتها تجاه الجرح الفلسطيني واللبناني الملتهب.


13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03212 seconds with 10 queries