ولو يا معلم، إنتي أدرى
المهم شباب، هاي قصيدة فينكن تقولوا عنوانا "نزار يتحدث من قبره"، هاي القصيدة اسما الأصلي"هذا انا" كتبا نزار بتاريخ 15-6-1988، برد فيها على كل اللي بيتهموا بالخيانة و الكفر، إنشالله تعجبكن، تفضلوا القصيدة:
هذا أنا...
أدمنت أحزاني
فصرت أخاف أن لا أحزنا
و طُعنت آلافا من المرات
حتى صار يوجعني، بأن لا أُطعنا
و لُعنت في كل اللغات..
و صار يقلقني بأن لا أُلعنا...
و لقد شُنقت على جدار قصائدي
و وصيتي كانت..
بأن لا أُدفنا.
و تشابهت كل البلاد..
فلا أرى نفسي هناك
و لا أرى نفسي هنا...
و تشابهت كل النساء
فجسم مريم في الظلام.. كما منى..
ما كان شعري لعبة عبثية
أو نزهة قمرية
إني أقول الشعر- سيدتي –
لأعرف من أنا....
يا سادتي :
إني أسافر في قطار مدامعي
هل يركب الشعراء إلا في قطارات الضنى؟
إني أفكر باختراع الماء..
إن الشعر يجعل كل حلم ممكنا
و أنا أفكر باختراع النهد..
حتى تُطلِعَ الصحراء، بعدي، سوسنا
و أنا أفكر باختراع الناي..
حتى يأكل الفقراء، بعدي، ( المَيْجَنَا).
إن صادروا وطن الطفولة من يدي
فلقد جعلت من القصيدة موطنا..
يا سادتي :
إن السماء رحيبة جدا..
و لكن الصَيارفة الذين تقاسموا ميراثنا..
و تقاسموا أوطاننا..
و تقاسموا أجسادنا..
لم يتركوا شبرا لنا..
يا سادتي :
قاتلت عصرا لا مثيل لقبحه
و فتحت جرح قبيلتي المتعفنا..
أنا لست مكترثا
بكل الباعة المتجولين..
و كل كتاب البلاط..
و كل من جعلوا الكتابة حرفة
مثل الزنى...
يا سادتي :
عفوا إذا أقلقتكم
أنا لست مضطرا لأعلن توبتي
هذا أنا...
هذا أنا...
هذا أنا...
عفوا فيروز أقاطعك.. أجراس العودة لن تقرع
خازوق دق بأسفلنا ..
من شرم الشيخ إلى سعسع
من أين العودة والعودة تحتاج المدفع
و المدفع يلزمه كف و الكف يحتاج لإصبع
و الإصبع ملتذ لاهٍ .. في دبر الشعب له مرتع....