عرض مشاركة واحدة
قديم 14/07/2006   #113
صبيّة و ست الصبايا flonna
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ flonna
flonna is offline
 
نورنا ب:
Feb 2006
مشاركات:
31

افتراضي الفرح والترح


ثم قالت له امرأة: هات لنا شيئا عن الفرح والترح
فأجاب قائلا: ان فرحكم هو ترحكم ساخراً
والبئر الواحدة التي تستقون منها ماء ضحككم قد طالما ملئت بسخين دموعكم. وهل في الامكان ان يكون الحال على غير هذا المنوال؟
فكلما اعمل وحش الحزن انيابه في اجسادكم، تضاعف الفرح في اعماق قلوبكم.
لأنه أليست الكأس التي تحفظ خمرتكم هي نفس الكأس التي أحرقت في أتون الخزّاف قبل ان بلغت اليكم؟
أم ليس القيثارة التي تزيد في طمأنينة اوراحكم هي نفس الخشب الذي قطع بالمدى والفؤوس؟
فإذا فرحتم فتأملوا ملياً في اعماق قلوبكم تجدوا ان ما احزنكم قبلاً يفرحكم الآن.
واذا احاطت بكم جيوش الكآبة فارجعوا ببصائركم ثانية الى اعماق قلوبكم وتأملوا جيداً، تروا هنالك بالحقيقة انكم تبكون لما كنتم تعتقدون أنه غاية مسراتكم على الارض.
ويخيل اليّ ان فريقاً منكم يقول: "ان الفرح أعظم من الترح"، فيعارضه فريق آخر قائلا: "كلا، بل الترح اعظم من الفرح".
اما انا فالحق اقول لكم: انهما توأمان لا ينفصلان، يأتيان معاً ويذهبان معاً، فإذا جلس احدهما منفرداً الى مائدكم، فلا يغرب عن اذهانكم ان رفيقه يكون حينئذ مضطجعا على اسرتكم.
****
أجل انكم بالحقيقة معلقون ككفتي الميزان بين ترحكم وفرحكم.
وأنتم بينهما متحركون ابداً، ولا تقف حركتكم الا اذا كنتم فارغين في اعماقكم.
فإذا جاء امين خزائن الحياة يرفعكم لك يزن ذهبه وفضته، فلا ترتفع كفة فرحكم ولا ترجح كفة ترحكم، بل تثبتان على حالة واحدة.

يتبع....

من السهل ان تعرف كيف تتحرر ولكن من الصعب ان تكون حراً
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02687 seconds with 10 queries