عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #47
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


تولي غير المسلمين
الأديان السماوية التي أتت من عند الله، خالق البشر جميعاً ومرسل الرسل والأنبياء، يُتوقع منها أن تحث الناس على المودة والتآخي، حتى ,إن اختلفت أديانهم، على أساس أن كل الأديان من عند الله وكلها تدعو إلى توحيد الله والإيمان به، وإن اختلفت وسائلها. وفعلاً لما كان الإسلام مستضعفاً في مكة كان التركيز على معاملة غير المسلمين معاملة كريمة تحبب إليهم الإسلام، فمثلاً الآية 34 من سورة فصلت: " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم".
ولكن بمجرد أن هاجر الرسول إلى المدينة وقويت شوكته تغيرت صيغة الخطاب. والفيلسوف الإنكليزي برنارد شو يقول " القوة تُفسد، والقوة المطلقة تُفسد إفساداً مطلقاً"، فبعد أن حاول الرسول استمالة اليهود إلى الإسلام على مدى عامين كاملين ولم ينجح، نزلت سورة البقرة ( أول سورة بالمدينة) تأذن له بمحاربة الذين كفروا. ولم يطل الوقت حتى نزلت آيات مثل: " لتجدن أشد الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودةً للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وإنهم لا يستكبرون " [24].
فاليهود مع أنهم لم يحاربوا الرسول، إلا أنهم كانوا أهل أول كتاب سماوي نزل وكان شعورهم بأن دينهم أحق بالاتباع قوياً، ولذلك كرههم الرسول. وهذه الآية تخبرنا أن اليهود أشد عداوة للمسلمين من غيرهم ولذلك يجب حربهم وإخراجهم من المدينة. أما النصارى فهم أكثر الناس مودة للمسلمين، والسبب في ذلك ليس ورقة بن نوفل أو الغلمان النصارى الذين كان يجلس إليهم الرسول ساعات طويلة ( قال ابن هشام في شرح الآية 5 من سورة الفرقان: وكان رسول الله فيما بلغني كثيراً ما يجلس عند المروة إلى مبيعة غلام نصراني يقال له جبر، عبدٌ لبنى الحضرمي. وكانوا يقولون: والله ما يعلم محمداً كثيراً مما يأتي به إلا جبر النصراني، غلام بنى الحضرمي ) [25]. ولكن يبدو أن السبب في مودة النصارى أن فيهم قسيسين ورهباناً. ولا ندري لماذا يكون وجود القسيسين والرهبان داعياً لجعل النصارى أكثر مودة للمسلمين.
ولا نعلم ماذا حدث من النصارى ليستدعي نزول آية تقول: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين "[26]. لا بد أن شيئاً ما حدث من النصارى فأغضب الرسول لدرجة أنسته أن النصارى فيهم القسيسين والرهبان ولذلك هم أكثر الناس مودة للمسلمين. فقد أصبحوا الآن سواسية مع اليهود الذين هم أكثر الناس عداوة للمسلمين.
ولم يمض وقت طويل حتى نزلت: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين "[27]. وفي هذه الآية انضم الكفار إلى اليهود والنصارى، وبهذا أصبح محرماً على المسلمين أن يوالوا أي شخص غير مسلم.
ثم نجد: " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاةً ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير "[28]. وهذه المرة جاءهم تحذير من الله ألا يتخذوا الكافرين أولياء.
ثم قال الله للمسلمين: " ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم أولياء ولا نصيرا "[29]

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03755 seconds with 10 queries