عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #44
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


الفصل السادس
الارتداد والتكفير
ثلاثة عشر عاماً قضاها محمد في مكة محاولاً إقناع أهلها بدينة الجديد، فلم يقتنع معه إلا أبو بكر وبلال وحفنة من المستضعفين. حدثنا بحر بن نصر الخولاني عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله (ص) وهو بعكاظ، قلت: يارسول الله، من تبعك علي هذا الامر؟ قال: اتبعني عليه رجلان؛ حرٌ وعبد: أبوبكر وبلال[1]. ثم أمره الله أن يُنذر عشيرته الأقربين: " وانذر عشيرتك الأقربين"[2]. ولكن حتى عشيرته الأقربين لم يؤمنوا بدينه الجديد، وظل عمه أبو طالب الذي رباه مشركاً إلى أن مات، وعمه أبو لهب مات كافراً مغضوباً عليه من الله. والقلائل الذين آمنوا أضطروا إلى الهجرة إلى الحبشة لتفادي بطش قريش.
ثم هاجر محمد إلى المدينة وقويت شوكته بالأوس والخزرج، فأعلنها حرباً على الكفار بعد أن نزلت عليه سورة البقرة تبيح له قتالهم. وبعد أن أنجذ الرسول خمس وثلاثين سريةً وغزوة [3]، منها ما اتسم بعنصر المفاجأة ليلاً أو في الساعات الأولى من الصباح، وبعد حصارٍ لبعض القبائل استمر أسابيعاً، استطاع الرسول أن يأسلم الجزيرة العربية بحد السيف. وكان القرآن قد هدد المسلمين بالمدينة إذا لم يخرجوا لحرب الكفار فسوف يعذبهم الله: " ألا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شئ قدير "[4]. وقال الرسول لأصحابه: " أُمرتُ أن أحارب الناس حتى يوقولوا لا إله إلا الله، محمد رسول الله ". رواه مسلم في صحيحه. وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: " كانت العرب لا دين لها، فأكُرهوا بالسيف "[5]. ومن البديهي أن هؤلاء الناس لم يدخلوا الإسلام طوعاً ولم يعتنقوه عن طريق المنطق والإقناع، ولذلك كان تمسكهم به واهناً. وظهرت هذه الحقيقة عندما سمعت قبائل العرب بموت الرسول فارتدت منها قبائل عديدة.
ورغم أن القرآن يقول: " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"[6]، وكذلك " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" ( الكهف/29)، إلا أن الخليفة أبو بكر قرر أن يقاتل المرتدين ويرجعهم إلى دين الإسلام قهراً. وهذا، لا شك، إجتهاد من أبي بكر أتى بعكس ما قال القرآن صراحةً. وبدل أن يبيّن له بقية المسلمين مخالفته لصريح قول الله، تمسكوا بما فعل أبو بكر وجعلوه من صميم الإسلام، وصار الحكم بالارتداد عن الإسلام وقتل المرتد ركناً سادساً من أركان الإسلام يكافأ من يقوم به بالجنة. ونسبةً لتنافس المسلمين على الجنة، صاروا يتسارعون باصدار فتاوى الإرتداد على كل من تفوه بشئ لا يعجبهم أو أتهمه خصمه بأنه تفوه بشئ ضد الرسول أو أحد زوجاته أو أحد الصحابة الذين أصبحوا معصومين لكونهم عاصروا الرسول، والرسول نفسه لم يكن معصوماً عن الخطأ، فقد أخطأ عندما عبس في وجه ابن أم مكتوم الأعمى فأنبه الله بقوله: " عبس وتولى إن جاءه الأعمى". والقرآن نفسه قال للرسول: " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ " ( الكهف 110). والبشر طبعاً غير معصوم.
وانتهز فرصة التكفير هذه أناس كانوا أبعد ما يكون عن الإسلام من أمثال الحجاج ابن يوسف الذي كفّر الشيعة وقتل منهم أعداداً تضاهي ما قتله الرسول من اليهود. وفي العهد العباسي، الذي كان مشبعاً بالخلفاء الماجنين الذين اعتبروا الإسلام بكاءً عند المواعظ ومجزرة عند جمع الخراج، أفتى وعاظهم بتكفير المعتزلة وأحرقوا الحلاج حياً ومصلوباً على صليبٍ من الخشب كأنه المسيح، غير أن الذين صلبوا المسيح كانوا أكثر إنسانيةً فلم يحرقوه.
وفي السودان كان هناك ضابطٌ ( جعفر النميري) اغتصب الحكم عن طريق انقلاب عسكري رغم أن الإسلام يقول " وأمرهم شورى بينهم " ونصّب نفسه أميراً للمؤمنين، مع العلم أنه كان من أكثر الناس مجوناً وعربدةً، ثم أفتى بارتداد المفكر محمود محمد طه وأمر زبانيته من الشرعيين أن يُصدروا عليه حكم الشريعة، ففعلوا وشنقوا محمود محمد طه والرجل يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله. وتناسى هؤلاء الزبانية الشرعيين أن زيداَ بن حارثة كان على رأس سرية مرت باعرابي يرعى أغنامه، فارادوا أخذ الأغنام منه، فقال لهم الرجل إنه مسلم ونطق بالشهادتين. ولكن رغم ذلك قتله زيد وأخذ أغنامه. ولما حاسب النبي زيداً برر فعلته بأن القتيل لم ينطق بالشهادة رغبةً في الإسلام وإنما للتخلص من القتل، فرد عليه النبي: " هلا شققت عن قلبه ؟ " ويعتبر هذا الرد من النبي مانعاً لاختبار النية في حالة النطق بالشهادتين[7]
و في افغانستان في أغسطس عام 1998 قال المولى مانون نيازي عن قبيلة الحزارة الشيعية: " الحزارة غير مسلمين، يمكنكم قتلهم، فدمهم مباح ولا يمثل قتلهم جريمة"[8]. وقد قتلت حركة الطلبان اعداداً هائلة من الحزارة،[9] على أساس أنهم مرتدين عن الإسلام.
وفي السعودية قال الشيخ علي خرسان من مؤسسة الدعوة، ومن الداعين للوهابية، قال عن الشيعة: " هؤلاء الناس كفار لأنهم لا يتّبعون السنة المحمدية، ويدعّون أن القرآن غير كامل ويكرهون السنيين".[10] وكذلك الشيخ عبد العزيز بن باز أصدر مجموعة فتاوى ومقالات تتهم الشيعة بعبادة أهل البيت ووصفهم بأنهم أهل بدع كالخوارج، وهذه الفتوى صادرة عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء. و هناك كذلك فتاوى للشيخ عبد الله بن جبرين حول وجود الشيعة الذين يعملون في المؤسسات الحكومية وأمره بالتضييق عليهم وإهانتهم ووصفهم بالشرك ومن الواجب قتالهم حسب زعمه وصدرت له هذه الفتوى بتاريخ 23/8/1421هـ [11].

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03500 seconds with 10 queries