عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #26
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


وقطع اليد لا يردع السارقين بدليل أن الخليفة عمر بن الخطاب جاء إلي عبد الرحمن بن عوف ليلاً، فقال له عبد الرحمن: ما جاء بك في هذه الساعة يا أمير المؤمنين؟ قال: رُفقة نزلت في ناحية السوق خشيت عليهم سُراق المدينة، فانطلق فلنحرسهم [14]. فحتى في زمن عمر بن الخطاب وعدله المشهور، وصرامته في تطبيق الحدود، كانت سوق المدينة تعج بالسارقين.
أما الذي يسرق بقوة السلاح فجزاؤه: " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ أو يُنفوا في الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم "[15]. فهذا السارق تُقطع يده اليمنى ورجله اليسرى، أو يُصلب حتى يموت. ونزلت الآية في قوم جاءوا المدينة فمرضوا، فأرسلهم الرسول إلى البادية مع إبله وأخبرهم أن يشربوا من أبوالها وألبانها. ولما صّحوا، قتلوا راعي الرسول وأخذوا إبله. ولما علم الرسول بذلك أرسل في طلبهم، ولما جئ بهم، أمر بقطع أيديهم وأرجلهم ثم أمر أن تُحمى مسامير في النار وتُكحل بها أعينهم، وأُلقوا في الحرة، فكانوا يطلبون الماء من العطش فلا يُسقوا حتى ماتوا. وقال أحد الحاضرين: رأيت أحدهم يكدح الأرض بفيه عطشاً حتى ماتوا. وعن أنس بن مالك أن رسول الله أحرقهم بالنار بعدما ماتوا ( تفسير القرطبي للآية المذكورة أعلاه).
فهل يستحق السارق أو حتى القاتل هذا النوع من العقاب؟ أما كان الأرحم لهم أن يقتلوهم بدل كل هذا العذاب؟ ثم ماذا عن الصلب؟ فهل يحق لنا أن نصلب قاطع الطريق حتى يموت؟ لماذا لا نقطع رأسه، وهذا منتهى العقاب ويكفي للردع لأنه عقاب القاتل المتعمد. والشخص الذي يقطع الطريق، يقتل متعمداً، فلماذا أختلف عقابه؟ ألأنه اعتدى على المال؟ وهل المال أهم من حياة الإنسان؟ وإذا كان هذا عقاب الذي يقطع الطريق للنهب، ماذا عن كل السرايا التي بعثها النبي لتقطع الطريق على قوافل قريش ولتنهب مالها؟
وقد أبطل عامل الزمن الجزء الأخير من عقاب قاطع الطريق، إذ ليس هناك مكان في العصر الحديث ننفيه إليه إذا كان من مواطني البلد الذي حدثت فيه السرقة. فليس من الممكن نفيه إلى قطر آخر، ونفيه إلى مدينة أخرى في نفس القطر لا يكون عقاباً مماثلاً لما فعل الرسول بسارقي إبله.
أما النوع الأخير من السرقة، وهو سرقة المال العام، فلا عقاب له في الإسلام. فقد رأينا في الماضي كيف أخذ الخليفة عثمان من أموال بيت المال دون حق، وكيف أنه أعطى أقاربه جمال الصدقة، ولم يُعاقب. وكذلك رأينا كيف سرق ابن عباس المال من بيت مال البصرة وهرب به إلى مكة، وهدد الخليفة عليّ بن أبي طالب بأنه سوف يأخذ المال إلى معاوية ليحارب به عليا [16]. وكذلك أبو هريرة اختلس مالاً من البحرين عندما كان والياً عليها من قِبل عمر بن الخطاب [17]. وفي العهدين الأموي والعباسي لم يكن هناك خليفةٌ واحد لم يعيث في الأرض فساداً بمال المسلمين غير الخليفة عمر بن عبد العزيز. ولم نسمع عن خليفة واحد سألوه: من أين لك هذا؟
وفي المجتمع الإسلامي الحديث في الخليج وإيران والسودان يُعتبر أكل مال الدولة حقاً مباحاً للحكام لا يسألهم عليه أحد ولن يحلم أحد أن يُسائلهم أو يعاقبهم. فالسرقة التي يرتكبها الجشعون الذين لا يحتاجون للمال ولكن يسرقونه لأنه باستطاعتهم أن يفعلوا، فهؤلاء لا عقاب لهم في التشريع الإسلامي، إنما يُعاقب التشريع الذين يسرقون فتات الخبز.
وفي المجتمعات الحديثة تحاول الحكومات تأهيل المساجين السارقين وغيرهم بتعليمهم مهنة أو حرفة مفيدة تساعدهم على إيجاد عمل مربح عندما يتركون السجن، وبذا يستطيع الواحد منهم إعالة نفسه وربما عائلته. وأما في الدول المسلمة فالتركيز على العقاب وقطع الأيدي أو الرؤوس.

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03345 seconds with 10 queries